عرض، أول أمس، لأول مرة بالجزائر، فيلم “مملكة النمل”، للمخرج التونسي شوقي الماجري الذي غاب عن فعاليات تظاهرة “المتوسط أرض السينما” التي تنظمها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بقاعة ابن زيدون، وتستمر إلى غاية 14 من شهر نوفمبر، ويتناول الفيلم القضية الفلسطينية وهو من إنتاج مشترك سوري، تونسي، مصري سنة 2012.
يقدم المخرج شوقي الماجري مقاربة جديدة للقضية الفلسطينية، تتناول حقائق حول تاريخ القدس والمقاومة الفلسطينية، عبر سيناريو كتبه رفقة السيناريست خالد الطريفي، ويطرح بقوة قضية حق الفلسطينيين في الدفاع عن وطنهم وأرضهم الممتدة حسب عنوان الفيلم من حصى مغارات النمل، حتى السماء التي رفع إليها عيسى والرسول صلى الله عليه وسلم من فوق أرض القدس، قبل أن تغتصب على يد الإسرائيليين .بالتمعن في الأدوار الرئيسية للفيلم الذي أنتجه التونسي نجيب عايد ويشارك فيه كل من صبا مبارك وجميل عواد ومنذر راياحنا، جولييت عوض وعبد فهد، نلاحظ حجم حضور شخصية الراوي في النص والحوار، وهي تقدم العديد من الحقائق التاريخية، وهذا هو أسلوب الماجري الذي برع بذات الطريقة في مسلسل “هدوء نسبي” ومسلسل “الأرواح المهاجرة” عن رواية الكاتبة إيزابيل أيندي “بيت الأرواح”. وسعى المخرج إلى الدفاع عن المقاومة الفلسطينية عبر التأثير على الجمهور، عن طريق الإيحاء بالمعنى المباشر أو من خلال استخدام الإيجاز الفني بحذف الأزمنة الضعيفة، وإن كان الفيلم طويلا نسبيا مقارنة بمعدل المشاهد الرمزية التي راهن عليها الفيلم طيلة الساعتين، لاسيما عند المشهد الأخير، حيث قام بتوظيف الرمزية إلى حد الإبهام، ما يجعل من الصورة غريبة. اتجه المخرج التونسي إلى توظيف الرمزية وتكثيفها في المشاهد، ما جعل الفيلم نخبويا، يعتمد بدرجة كبيرة على الخبرات المعرفية والثقافية للجمهور، وهذا ما يعطي تفسيرا لكلام المنتج الذي قال عند تقديمه للفيلم: “للأسف الفيلم لم يأخذ حقه في التوزيع”، وإن كان مبرر المنتج في ذلك هي “الرسائل الإنسانية التي يقدمها الفيلم والتي اتخذت موقفا متعصبا جدا لصالح القضية الفلسطينة”، وهو ما جعل عملية إعداد الفيلم، حسب المنتج، “ممنوعة على القطاع الحكومي ومقتصرة على الجهات الخاصة والمستقلة.” –
يومية الخبر الجزائرية ـ 2013/11/11