[frame="2 95"][align=justify]
الأخ الغالي الأستاذ خيري حمدان
أجمل تحية وسلام
لاشكر على واجب، ما أقوم به من خلال منتديات نور الأدب (وغيرها) هو بالنسبة لي واجب ديني ووطني في المقام الأول. انها أمانة أحملها، وأدعو الله أن يعينني عليها.
ما أثر الاغتراب أخي العزيز مازن، لأنّ الغربة هي ابتعاد الجسد عن الوطن والاغتراب حالة أصعب لأنّها تطال عزلة الروح أيضاً؟
الغربة غير مشروطة بمغادرة الوطن، هناك من يعيش حالة إغتراب في وطنه وأحيانا حتى في بيته!
فيما يخصني أعيش حالة الإغتراب عن وطني منذ نكبة فلسطين، تشتتت العائلات حينها هنا وهناك وصار من الصعب عليها جمع الشمل من جديد. انقطعت أخبارنا عن بعضنا البعض إلى حين، واليوم.. وبفضل التقنيات الحديثة وسهولة الإتصالات بالصوت والصورة، خف الإحساس بالغربة التي عانينا منها طويلا. أشعر الآن بأني قريب من عائلتي في كل لحظة بفضل الله وبفضل هذه الوسائل التي اختصرت المسافات، ويبقى الحنين الى الوطن ساكنا الفؤاد والروح الى ان يتم التحرير باذن الله.
ما هو مستقبل اللغة العربية ونحن نشاهد اندماجاً هائلاً للأمة العربية في الحضارات الأجنبية؟ هذا أمرٌ ليس سيّئاً بالضرورة ولكن العربية تبدو أحياناً قاصرة أمام المصطلحات الأجنبية والكمّ الهائل من الجديد في عالم العلم والعلوم والتقنيّات.
مستقبل اللغة العربية هو جزء لا يتجزّأ من مستقبل الأمة العربية الإسلامية، وتمازج الحضارات ليس بجديد، فقد حدث هذا فيما مضى مع الحضارات السابقة كاليونانية والهندية والسوريالية والفارسية والتركية. فعندما كان يستعصي وضع مصطلح ما كان يلجأ العرب الى تعريبه، واليوم وأمام التقدم العلمي الواسع في ثورة المعلومات والحاسبات والاتصالات وكافة العلوم والتكنولوجيا وغيرها تقوم مجمعات اللغة العربية بوضع مصطلحات حديثة أو تعريبها وتعميمها،وأستشهد هنا بالتجربة الرائدة والفريدة في تعريب التدريس الجامعي في كل مجالاته وتخصصاته بما في ذلك الطب بسوريا.
كانت اللغة العربية ولا تزال من الثراء بحيث يمكنها أن تستوعب الكثير ممّا تفرزه هذه الثورات العلمية الحديثة من المصطلحات. وهنا أستذكر قول الشاعر حافظ إبراهيم:
وسِــعـتُ كِتـابَ اللهِ لَفــظاً وغايـة ً......وما ضِــقْتُ عـن آيٍ به وعِـــظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ......وتَنْســِيقِ أســـــماءٍ لمُخْتــــرَعاتِ
أنا البحـر في أحشـائه الـدر كامـن.......فهل سـاءلوا الغواص عن صدفاتي
كيف يبدو مستقبل الأمّة العربية بعد انقضاء مرحلة الطاقة والنفط وهو الأساس في الغنى الفاحش لبعض الدول العربيّة؟
ربما كان النفط نقمة وابتلاء للأمة العربية والاسلامية وليس نعمة! ولو وظّف العرب النفط في خدمة قضايانا العربية لكنا اليوم أسياد العالم، ولو وزعت زكاة أموالهم على فقراء العالم كله وليس على العرب والمسلمين فحسب لما بقي فقير على وجه الأرض.
أما مستقبل الامة العربية فمرهون بوحدتها وتكاملها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي بغض النظر عن بقاء أو انقضاء مرحلة الطاقة والنفط.
هل تعتقد بأنّ التكامل الاقتصادي والاجتماعي تحديداً ممكن في ظلّ حالة التشرذم التي يمرّ بها عالمنا العربي؟
تعد قضيّة التّكامل الاقتصادي والإجتماعي العربي من أهمّ القضايا التي تواجه العمل العربي المشترك لمواجهة التّحدّيات الدّوليّة من تغيّرات في النّظام العالمي... الهيمنة الأمريكيّة السّياسيّة والاقتصاديّة على العالم... العولمة... الشراكة الأوروبيّة المتوسّطيّة...والمشاريع الهادفة إلى طمس الهويّة العربيّة وقبول إسرائيل في نسيج المنطقة العربية.
في رأيي سيظل التكامل الاقتصادي والإجتماعي العربي خطوة لابد منها في سبيل تحقيق حلم الوحدة العربية في أكمل صورها.
وقد جرت محاولات طموحة لتكامل اقتصادي واجتماعي عربي، كان آخرها ماتم الإتفاق عليه في مؤتمر القمة العربي في دمشق لعقد قمة إقتصادية مرتقبة ستعقد في الكويت عام 2009 تحت عنوان "شراكة من أجل التنمية"، فهل سيتحقق الحلم حقا؟؟؟
[/align][/frame]