25 / 11 / 2013, 19 : 09 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات
|
رذاذ عطر وأنين جمر
[frame="10 98"] تحلمُ ودودة كشالٍ أليف بفصلٍ يُمطر عطراً مرهفاً مرفوقاً بصوت احتراق الحطب في المدفأة
العطر أنهكه الأرق، 
والقارورة تكاد تختنق.
الغابة طالها الصداع. ذلك الحطاب الذي انشغل عنها بالتأليف لم يعد يتحكم في نبضه، لقد استسلم لحركة العربات وجنون الغجـر . يُشعلون النار لتدفأ حياتهم البائـسة، يكذبون ويفشلون. يوقعهم المُرّ في الحلو، والحلو في المر ويستسلمون .
في آخر تَوقف لهم عند صهيل الحصان الفجائي، وانتباههم لنور القمر الفاضح كان بإمكانه أن يخلد للنوم قليلا لكنه لم يفعل. أشعل ثأرا قديمـا، وشحذ السكاكين لترقص الفتنة والشجاعة محمومتين سال قليل من الأحمر في الصفحة.
ــ '' كيف أُحِبُّكِ والجـسر الغامض الذي تعبرين يعذبني وقلبك بوابـة سِحْر ؟ كيف أُحِبُّكِ ولغتك فاكـهة هربت من الجنة في فسحتها ؟ كيف أُحِبُّكِ؟ ''
شرَّد الغجر في رحلة جديدة، وبدأ يقطع الأشجار خلفهم .
ضحك الخريف لسقوط السَّرو ودفعه بلؤم نحو السؤال مجددا '' كيف أُحِبُّكِ ،وأنت تُنادين الريح لتأتيك كعَادَةٍ هادئة تبعثرني؟ وأنت من خيالي تطلعين وإليك تعودين؟ حبيبتي التي تُتْقِنُ أن تكون حبيبتي ، لاأعرف كيف أحبها، كيف أحبك؟".
لم تتحمل قاروة العطر ضغطـها, صرخت بالليمـون والزهر الصغير الأبيض. أمـطرت بخفـة على الشال الأسـود. تبدلت رائـحة الخريـف قليلا، اتقدت الحواس أكثر مع غناء الحطب الذي وصل متقطعاً بنغم كصوت غجري بعيد مبحوح .
ليتها كانت تعرف من يكتب حكاية الرماد.
Nassira [/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|