28 / 11 / 2013, 18 : 02 AM
|
رقم المشاركة : [11]
|
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
|
رد: التطرف الديني - أصوله ونشأته ومن يقف خلفه - نحتاج تضافر الجهود لإنجاز بحث حقيقي
..أعود بعد عودة النت لأدلي برأيي المتواضع جدا جدا..
التّطرّف الديني كغيره من الأزمات له أسبابه ..ومن أهمها (ضعف المستوى الفكري والاقتصادي ) عموما ، فقساوة الحاكم تولّد بالضرورة غضب الرعية ، وحين يغيب الحوار والتشاور والتسامح والعفو بين الحاكم والمحكوم يقع الصراع وبالتالي التصادم والتناحر ومنه (التطرّف)..فانحطاط المستوى الفكري العام أدى إلى سوء فهم الدين وتسطيحه وتفسيره حسب الأهواء ، مما أنتج كلّ هذا التطرّف ! فالله عزّ وجلّ بنى الكون كلّه على التّضاد ، وتلك حكمة بليغة ! فهو الذي يقول:
( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين...)
( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم )
والآيات كثيرة وعديدة..لذلك علّم نبيّه قواعد السياسة لقيادة الرعيّة حيث يقول:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ..)
ففظاظة الحاكم وغلظة قلبه تبعده عن العفو والصفح والتشاور..وكذا بالنسبة للرعية..فحينما تُهمّش النّخب أو تٌستدرج بالمناصب تضعف الرعيّة لغياب الوعي من جهة وجبروت السلطة من جهة أخرى..لذلك جعلنا الله أمة وسطا تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر..فلا مغالاة في الدين ولا تساهل فيه.. وإنما كلّشيء يقتضي الحِلم والحكمة ! فمن الذي يدفع بالمواطن العادي إلى تفجير نفسه أو الانتحار ؟ فالتاريخ علّمنا لمَ أُحرقت كتب ابن المقفّع وابن رُشد ؟! وتمّ تناقل وتداول (ألف ليلة وليلة) ؟! فجهلنا من جهة ، وبعدنا عن حقيقة الإسلام من جهة ثانية ، وتحامل الغرب علينا بالاستدمار من جهة ثالثة ، وتآمر اليهود وأعداء الداخل من جهة رابعة !! وهناك جهات أخرى خفيّة داخلية وخارجية..كلّ هذه العوامل وغيرها أدّت إلى ما نحن عليه من ضعف وتأخّر..فالتطرّف الديني سبب ونتيجة فيما يحدث حسب رأيي المتواضع..
|
|
|
|