رد: عش رشيد الميموني الدافئ
[align=justify] أجمل الأوقات التي أستمتع فيها بمعانقتي لعشي هي هذه اللحظة والأصيل يلقي بصفرته البهيجة على الأماكن فاتحا ذراعيه للمساء وهو يتهادى هناك في الأفق .. كل شيء صامت من حولي وأماكني ترنو إلي متلهفة لسماع كلمة بعد أن أهملتها طويلا .. المنبع .. الدوحة التي نسميها هناك "دردارة" .. الصخرة الجاثمة بحنو على المكان .. أصعد متسلقا الشجرة آملا أن أجد هناك عصفوري ورفيقته .. لكني أجد المكان خاليا .. فرياح الشتاء لم تبق على شيء ولم تسمح للربيع بأن يعيده في الوقت الذي كنت أعيش أنا ربيعي الخاص .. فكيف له أن يقاوم كل هذا وأنا في منأى عنه أعيش حياتي بكل تناقضاتها غير عابئ بما أسببه من آلام لغيري ؟ .. حليمة .. أين هي الآن وماذا تفعل ؟ .. أين مني منديلها الأحمر المخطط بالأبيض ورائحة اللبن والخبز الساخن ودخان الفرن المنبعث من ثنايا لباسها ؟ .. أين مني نظرتها البريئة ولهجتها الجبلية الجميلة ؟ .. هل أسأت حين قطعت ما يربطني بها ؟ .. كيف هو قلبها الكسير الان وقد أثخن جراحا يعلم الله متى ستلتئم ؟ .. هل فعلت ما فعلت إرضاء لصديقي الراحل ولضميري الذي ما فتئ يؤنبني ؟ أم إرضاء لهذه النفس التواقة للتجديد حتى ولوكان ذلك على حساب مشاعر الآخرين ؟ .. هل سنتلقي بعد الآن رغم ما حدث أم أن كل ذلك لن يكون إلا ذكريات سيمحوها الزمن .
أنظر إلى الأسفل لأرى وقع كلماتي على أماكني متوجسا أن تكون وجمة مما بحت به فلا أجدها إلا ميتهجة لسماع صوتي من جديد بعد طول غياب ..
علي منذ اللحظة أن أتعهد العش بالعناية والاهتمام .. وإذذا كان مقدرا لي أن ألتقي بحليمة فلن يقف شيء في وجه القدر .. وما اعتنائي بعشي ورغبتي المتوهجة في استعادة رونقه إلا قبس من ذاك الأمل الذي يهدهد صدري بأن هناك شيء جميل ينتظرني في الأفق المشرق ..[/align]
|