سيدة وجه النور الأستاذة هدى الخطيب:
أحبائي إخوتي أهل النور:
وقع حدث الموت مؤلم أليم.. وأعرف يقيناً أنه حق، وأنه المآل الطبيعي لكل إنسان..
لكن أن تجد نفسك فجأة أنك وحيد، قد فقدت ملجأك ومن كنت تأنس إليه وتحبه،
وترى نفسك عاجزاً تماماً عن فعل أيِّ شيء وأنه ليس بمكنتك غير مزيد الدعاء،
وغير الدمع الصامت يغسل روحك، وأنك منذ اللحظة ستظل دون أخ حقيقي
تشكوه وتشكي إليه.. فأنك ستُصاب حتماً بالإحباط ، وتسود الدنى من حولك، ولا
طعم لأي شيء..
نعم ، لا طعم لأي شيء، فقد فقدتُ المتعة في أي شيء، كأنني نسيت مقدرة الكتابة
والشكوى والبوح المثمر.
اعذروني، فليس غيابي عنكم جحوداً، بل هو ذهول وفراغ وحيرة. وأنا أحبكم
حقاً،لكنني أرى أنني مهيض الجناح، كسير الروح، ليس بمكنتي سوى الحديث عن
الحزن، فقد غاضت مني ينابيع السعادة وما عدت أملك أي شيء.
عذراً ثانية، وسأعود إليكم إن شاء الله، لكن اسمحوا لي أن آخذ إجازة طويلة طويلة،
أرجو أن لا تطول، ويقيني أنني سأستطيع بحبكم السير مجدداً بطريقة ما وبشكل
مختلف.
وكل الحب والتقدير لكم، ومعكم يحلو كل لقاء.