[align=justify]
الله.. الله.. الله
الغالية الحبيبة الأديبة الصديقة أستاذة ميساء ألف تحية لك..
ما أروع وأجمل هذه الرسالة الصادرة من قلب صادق .. المعجونة بالحب والوفاء ..
لا يجيد الحب والوفاء ويعرف قدرهما إلا المحبين الأوفياء.. وأنت حب صادق ووفاء نادر..
أنت أختي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بعد كل هذه السنوات من العشرة..
ليس عبثاً بسيطاً ما يجمع بيننا أختاه..
منذ بداية تعارفنا جمعنا حب الوطن الذي يسكن قلوبنا وأرواحنا وإن لم نسكنه في مدارات شتاتنا عن فلسطيننا وجراح قدسنا، حتى بات كل منا وطنا للآخر في طريق طويل تملأه الأشواك على درب وطن سليب مغتصب ووطن أكبر من حوله ينزف آلام مصادرته لحسابات فساد ضيقة وتفريغه من معاني الوطن ودفئه.. لنغدو جميعنا جراحاً متنقلة تحمل مدنها الفاضلة في قلوبها وأرواحها بينما يعجز تراب الوطن عن مسح جراحها واحتوائها..
منذ التقينا قبل ست سنوات لم نكن غرباء عن بعضنا البعض .. واسمحي لي هنا أن أقتبس عبارة إعلامي لبناني، يسمي بها برنامجه ويتوجه بها إلى الجمهور:
(( مساء الخير DNA))
لأننا جميعاً بالمعنى الأوسع والأشمل منذ أن نلتقي نجدنا اخوة لأن ما يجمعنا هو حقاً ذات DNA ونختبر هذا ملياً في غربتنا حيث نجتمع بكل أمم ودي إن إيه هذا العالم..
ولعل هذا هو الشيء الوحيد الذي استطاع أن يثبته وتؤكده ثورات الربيع العربي في عدواها وتنقلها وطقوسها..
ولا نجتمع جميعاً لأن الأرض التي أنبتتنا كما تنبت الأشجار المثمرة والزهور والأعشاب الطبية ( القلوب السليمة النقية ) تنبت فيها أعشاباً ضارة وسامّة وحشائش طفيلية (أصحاب الفساد والقلوب السوداء وأرباب الأنانية والذاتية إلخ..)
التقينا أختاه في هذا الصرح وكنا منذ اللحظة الأولى أهل لا أغراب وعلى قلب وهدف واحد.. واقتربنا أكثر وأحببنا بعضنا البعض وبقيت الأيام والسنوات تصهرنا بين فرح وحزن فتفصل عنا بعض ما لا يتجانس معنا وتعركنا حتى بتنا كتلة واحدة وقلب واحد.. قد لا نتفق دائماً لخصوصية كل فرد ، لكن أنا وأنت وكل منا في هذه الأسرة النور أدبية يعرف أنه إذا غاب أو تعرض لأي شيء فالآخر سيحمي ظهره ويشدّ عضده ويقوي عزيمته ويشاركه أفراحه وأتراحه بكل صدق.. قد يغضب أحياناً الأخ من أخيه في هذه الأسرة ويجافيه لكنه جفاء الأهل الذي ينطبق عليه المثل الشعبي: (( أدعو على ولدي وأكره من يقول آمين ))..
لقد مرّ نور الأدب بظروف وصدمات وضربات كثيرة عبر سنواته الست ، كان يمكن لبعض تلك الأعاصير أن تهدم ألف موقع .. لكن ما بني على المحبة والصدق لا تهدمه معاول الهدم..
ما كان له أن يحمي نور الأدب من الانهيار بعد رحيل الشريك الأول؟!
ما كان له أن يبقيني هنا بعد رحيل طلعت غير هذه المحبة وروابطها وحمايتها في بؤبؤ العين؟!
صدقيني.. بضعة أشخاص أنت منهم بالتأكيد لا أستطيع أن أراهم آخر .. بل أنا هم وهم أنا وحبي وتقديري لهم فوق أي اعتبار..
مياستي الحبيبة..
بعد كل هذه السنوات التي جمعتنا بإذن الله لا يفرق بيننا غير الموت، وتذكري دائماً أني أحبك جداً وأعرف قدر نفسي في قلبك..
فلنكمل المسير يا غالية وليبقى نور الأدب وهج نور أسري لا ينطفئ .. ولنبقى لبعضنا البعض الصدر والقرب والمحبة..
أحبك جداً وأحب صفاء نفسك وطيبة قلبك.. قلبك في قلبي قلب وحب...
أحبك أختاً وصديقة صدوقة..
أحب هذه الأسرة النور أدبية بكل ما أملك من محبة...
أختك المحبة هدى
[/align]