09 / 07 / 2008, 42 : 06 PM
|
رقم المشاركة : [27]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
رد: مجلس التعارف
[frame="2 95"][align=justify]الأخت الغالية غالية
أجمل تحية وسلام
السؤال:
الاستاذ مازن شما وذكريات المقاومة والكفاح الوطني الفلسطيني عبر العقود الماضية، أي ذكريات يحمل وأي ملامح يمكن أن يرسمها لنا.
صحيح أنه سؤال واحد ولكن الإجابة عليه تحتاج الى كتاب مذكرات لمرحلة مليئة بالأحداث والانعطافات التاريخية المهمة في تاريخ شعبنا لذلك سأحاول الإيجاز قدر المستطاع:
انخرطت في صفوف حركة القوميين العرب وبدأتُ رحلة المقاومة والكفاح وأنا عمري 14 سنة . وكان الشعار حينها: وحدة، تحرر، ثأر. كان نشاطنا في تلك المرحلة مقتصراً على التوعية السياسية والنشاط الإجتماعي. استمر ذلك الى أن برز شعار الكفاح المسلح طريق العودة سنة 1965م. تدربنا حينها عسكريا ضمن الإمكانيات المتاحة.
حملت السلاح ولأول مرة في حرب حزيران عام 1967م (كنت يومها أجتاز امتحان شهادة الثانوية العامة). أُجلت وقتها الإمتحانات ولبيّت أنا وزملائي نداء الوطن في الدفاع والتصدي للعدوان الإسرائيلي بالجولان. أصبت عندها برصاصة مازالت تسكن جسدي الى يومنا هذا.
توحدت بعد عدوان حزيران فصائل فلسطينية تحت أسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وعملت حينها على جبهتين: الاولى كنت أكبر إخوتي وكان عليّ بعد أن حصلت على دبلوم تربية من دار إعداد المعلمين أن أساهم في إعالة الاسرة، وبنفس الوقت ساهمت وبشكل فعّال في العمل الوطني، ولم يمض وقت طويل حتى حصل انشقاق في الجبهة وساقتني الظروف الى العمل في الجبهة الديمقراطية. كنت ممثلا للجبهة في سوريا ومسؤولا عن مكتبها في دمشق. تنوعت مهماتي كثيرا الى أن بدأت أحداث ايلول الأسود سنة 1970 في الاردن، حيث لبيت نداء الوطن للدفاع عن ثورتنا وشعبنا وتركت كل شئ بما في ذلك مهنة التعليم وتفرغت للعمل النضالي بشكل كامل منذ تلك اللحظة.
بعد انتهاء أحداث أيلول انتقلنا مباشرة الى لبنان وبقيت هناك متفرغا للعمل بموقع قيادي حتى اجتياح العدو الصهيوني لبيروت عام 1982.
ّعدت بعدها الى دمشق وتابعت نضالي فيها، كما عدت الى مهنة التعليم من جديد.
أديت واجب الخدمة العسكرية الإلزامية في جيش التحرير الفلسطيني سنة 1989 وكان عمري حينها 42 عاما. حصلت بعدها ولأول مرة على وثيقة سفر رسمية. فكرت بزيارة شقيقتي في الأردن وتقدمت بطلب الى السفارة الأردنية بدمشق للموافقة على دخولي الاردن فكان الجواب بعد شهرين من الانتظار بعدم الموافقة!؟؟ أحسست بخيبة أمل كبيرة، شقيقتي على بعد ساعتين سفر بالسيارة ولاأستطيع زيارتها، شئ لايصدّق!!!
تابعت العمل النضالي في دمشق الى أن بدأت مباحثات اوسلو وبدأت الخلافات الفلسطينية بين مؤيد ومعارض، وتحولت مكاتب المنظمات من مكاتب عمل جماهيرية الى مكاتب لتصريف الاعمال الادارية، واصبحت أشعر بعدم جدوى عملي بعد أن أصبح عملا اداريا بحتا.
بعد دراسة عميقة للوضع خرجت من سوريا على أمل أن أنضم الى قائمة الاسماء التي ستدخل الى فلسطين المحررة في الضفة وغزة للمشاركة والمساهمة في عملية البناء والتحرير من داخل الوطن المحتل، وللأسف لم تتم الموافقة على كثير من الأسماء وخاصة فلسطينيوا عرب 48، فقررت يومها أن أحصل على أية جنسية أجنبية تسمح لي بدخول فلسطين بدون قيود، ولم يكن أختياري هولندا أو غيرها، بقدر ما كان الأمر متعلقا بإمكانية الحصول على تأشيرة دخول لأي بلد.. وكانت هولندا..
ومنذ اليوم الأول تبنيت شعار من هولندا.. إلى فلسطين، وأسأل الله عز وجل أن يحقق لي هذه الأمنية الغالية بأن أرشف قبلة من ثرى أرضي الحبيبة أرض الآباء والأجداد.
إنها الذاكرة الفلسطينية التي تأبى النسيان! لن ننسى القدس بقبتها الشامخة.. تحت كل زيتونة حكاية تروي مأساة شعبنا وعلى كل صخرة نقش اللاجئ تاريخ الرحيل ولا بد أن يكمل النقش بتاريخ العودة.... ومهما طال الظلم والقهر والتشرد إلا أن التراب والصخر ينتظر عودتنا، وموج البحر ينتظر العرس الفلسطيني الكبير... وجراحنا كأنها صارت سفن الرجوع إلى الوطن ... فلن يموت الفلسطيني على شرفات الكآبة!
لم أتوقف عن النضال لحظة، من أي مكان ومن أي موقع، ولدت فلسطينيا وسأموت فلسطينيا، من خلال عملي النضالي لم أكن متعصبا لتنظيم بعينه، واضعا نصب عيني خدمة فلسطين بعيدا عن الصراع والخلافات بين فصائل المقاومة، كنت معروفا وخاصة في لبنان برفضي لاي اقتتال داخلي فلسطيني فلسطيني أو فلسطيني لبناني، وساهمت في تقريب وجهات النظر وحل بعض النزاعات.
كلمة من القلب الى كل انسان فلسطيني ينتمي الى أي فصيل أو لاينتمي .. فلسطين تناديك وتحتاج منك توحيد الجهود ونبذ الخلافات.. علينا نحن تقديم المثل في وحدتنا ومساندتنا لقضيتنا حتى نكسب احترام وتأييد الأشقاء.
[/align][/frame]
|
|
|
|