28 / 12 / 2013, 21 : 08 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
يكتب النثر و الشعر التفعيلي
|
ذات خريف ...
كم تمتشقني كف الصدى سيفا يجوب القفار بغير قدم ؛
لتلبس الصحراء ثوب الجنون وهي تتحرش بطهر ردائي...
ثم تمعن في سحق ذرات النور لتنال من بريق حكاياي التي تسكن برد الفجاج
يتلون الغيم بالمحال ..
وبعمق اللحظة في ذاك الأفق المسدود ؛ يفرد الطائر البِلّوري شراعين من وهم ..
أعود ورائي .. أقفو الخيال
أتبع ظل غراب أفطس .. ينثر الرماد قسرا في مقلة الصباح
أرتوي ضحىً من غيمات بكائي..
حتى ينثال الأفق القابع في محراب اليأس رشيشا ساخنا ،
وهو ينضوي تحت كومات الرماد، وقد تأوّت له الجفون بعدما أذبلها لفح الترقب ..
فكم تأججت نار انتظاري بجذوة أفرغها القناص عصرا وهي تفلت من كنانة الغضب المطهم بالجموح كسهم سارب من فحيح السكون..
لأصحو من ضيمي على قوافل السنابك وهي تتوالى بين ردهات الموت..
وعلى أراعيل ذؤبان زور تنفث الشرر في دروب المدينة
أتلفت من بعيد ..
أهرول مبتور الفم وقد خاتل الصمت بقايا حروفي المهشمة حين جادت ببعض رائحة المطر على أستاري المعشوشبة...
وحده الغبار المُر يسرى متبجحا بين خلايا بوحي الصامت..
لتتآكل فوق ذاتي ذراتُ الأمل المنبعثة من مصباح ذَبُلت أطرافُ فتيله ..
وتبقى أردِيَة الرفض وحدها أنشودتي التي ألِفْتُ سماعها قبل أن تُغنّى..
وهناك.. هناك على حافة الذاكرة تتدلي عناقيد أيامي
تعبث بها جونة الوهم المطهّم وصمت الأماني المصلوبة على حد الشفق..
إذْ ماعاد يسد طنينُ الهوام ذاك الأفق..
ويُحِدّ اليأس مُدَاه الصدأة وينشر القطران بين الروابي ..
فأي ماء يرويني والبئر تمعن في الغياب..؟
وكل الخطى مثلي تسير على وقع الدجى وهو يُضاحك وهج الخيال ،
ويتماهى أمام أحداق الصائد المتعفن !
يا كُلّ من عبر الصدى بصراخه..
يا كل من لم يَسْتَنِمْهُ برق الغواية
هاهي واحتي الخضراء
تتماهى بين أقْبِيَةِ الذبول ،
تحبس الخبز عن فمي
وتبتلع فراخها قسرا ..
تتلوى عبر متاهات أفق كئيب يطوقه ليل الجفاف..
خذوني إلى ذاتي الموغلة في مَطَاوي الشفق
علّني أفيق من ثمل لم يبرح ساحات العطن
وأعود لتلك الروابي والحقول كما كنت ذات ربيع وذات وطن ..
لأجدل عباءة السير نقية من هناك
وأُحْيي بيراعي الواهن بعض حروفٍ ذبلت على أذيال حلميَ الهارب مني..
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|