عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 12 / 2013, 17 : 03 PM   رقم المشاركة : [207]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: عش رشيد الميموني الدافئ

[align=justify]استيقظت صباح اليوم على حركة غير عادية بجوار العش .. المنبع زادت مياهه بفعل أمطار لم أحس بهطولها طيلة الليل .. والاشجار تتمايل رغم أن الرياح ليست شديدة .. أشعة الشمس المنبعثة من بين سحب بيضاء ناصعة تجعل الأعشاب وكأنها تتحرك يمينا ويسارا .. حتى صخرتي الجاثمة أعلى النبع كان يخيل إلي أنها تهتز ..
أسرعت صاعدا التلة لأقف على الصخرة وأنظر إلى الأسفل .. بالجوار حيث جارتي العجوز البدوية تعد الفرن لطبغ الخبز كان هناك ما يشي بحضور ضيف جديد .. حركات العجوز وما طال بيتها المتواضع من تغيير جعلني أتأكد من أنه يستقبل زائرا .. حيطان مجيرة وأرض مكنسة بعناية وستائر جديدة تبدو من خلال النوافذ الضيقة المشرفة على النهر المجاور ..
لكن ما أثار انتباهي وفضولي هي تلك الرائعة الزكية المنبعثة من هناك .. رائحة تشبه العنبر أو زهر النارنج .. جلست أحدق إلى الباب المورب لعل أحدا يخرج .. شعرت بالتعب بينما العجوز لا تهدأ حركتها الدائبة بين المنزل والفرن .. كنت موزعا بين الرغبة في النزول إلى عشي وبين البقاء أعلى الصخرة وقد اشتد فضولي لمعرفة هذه الزائرة .. أقول الزائرة لأن كل شيء كان يوحي بذلك .. الرائحة .. الستائر .. أناقة البيت ، ثم ذلك الحدس الخفي الذي لم يخب لدي قط ..
لمحتني العجوز أتطاول بعنقي فاشارت إلي .. ناولتني خبزا ملتهبا سخونة .. وفي عينيها الصغيرتين ابتسامة مكر .."خذ وضع فيها سمنا أو زبدة ." .. كنت أشكرها وعيناي توغلان في سواد الباب المورب من ورائها ، لكني لم أظفر بشيء .. فكان علي أن أعود أدراجي وأنا أحس بخيبة أمل لم يسبق لها مثيل .. لماذا لم أسأل العجوز ولو على سبيل الدعابة عن سبب هذا التغيير الذي لحق بيتها ؟
جلست تحت شجرتي أدندن ومن حولي ران سكون عميق وكأن أشيائي تشاركني حيرتي وتتطلع مثلي إلى معرفة الزائرة المجهولة .[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس