04 / 01 / 2014, 21 : 10 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر
|
ملكــوت الشتــاء و النــور
ملكوت الشتاء والنور
اليوم استيقظت من ملكوت الشتاء ، فتحت الباب فأشرقت ألوان مزهرة مشرقة ، شممت بخور الحرية .. حرية تجعلنا نطير فرحة من بين المعاني.. والنور يعكس علينا حب لا نُصدّقه، والدهشة توقظ جوارحنا وفصولاً تراودنا في أحلامنا ،بات الحبّ فيها نافذة في مجرّة تنتقل عبر لوحة حروف جامدة ميتة ،غير أن كلماتي تلحن أنغام بإيقاع يطربني شوقا وحنينا ...
ثمة صوت يهمس في أذني ..ويسألني
"هل غبت ..أم غبت عنك ..؟
فالعشق منك والروح أنت .."
يا أنتِ .. انثري مَسْدور كلماتك واسْترسلي بأناملكِ النغمات ..ثم اجمعيها و اقذفيها بحنان ورفق
واسقِيني من-خارطة خاطرتك-لتعودي .....
- تساءلت بيني وبين ذاتي:
ما هذا النسيم الآتي من بعيد !
فقد كنت في -مراكب النسيان- أهيم وأكتب الأحاسيس، بعد أن أصدرت روايتي الأولى (أوراق الخريف) والدموع تمطر لتعصف في -مرافئ الرواية - .. ولا أعلم لما رحلت - سعاد- لتتابع -شادن- الرواية بالأمل والتحدي .. هكذا قلمي أمرني ،حتى انتهيت منها في الشتاء الماضي ..وامتلكت أول- رواية في تاريخ حياتي-.. ظننت أنني لن أعود وكيف وأنا لا أملك لكم إلا القليل عانيت وعانيت.. من محبرتي المتعالية !
هل تصدقوا أني أمتلك محبرة حِنْطيّة ، وحروف طينيّة تتناثر عليها ذرات التراب حتى صارت شفّافة ..لا تستند على مُتّكأ ..
وفي لحظة عصف الريح بها عصف مَنْسيْ .. !
آه.. لقد رحل الحبر الأزرق وهاج البحر -بأمواج كلماتي المنثورة - أيام اصطياف محبرتي بين- نسماتي الورية- ..
وبعد أن ودّعت خيالي وحلمي وقلمي ، ارتميت في صحراءي ،واحترقت أناملي وجفّ حبري و اكتسب قلمي لون التراب ، لم يكن بإمكاني العودة حتى جاء -الشتاء- ليسترسل ..أشياء من ذاكرتي، ربما لأن الحياة المستترة تبعث الروح من التربة بلحن الحروف ومعزوفة لتتناغم مع طبيعة الفن..!
اتجهت نحو إحدى المحطّات ..!
وقفت على أطلال الحروف لألُمْلم ما تبعثر كُدت أهلك وأنا أحمل حقيبة تحتوي على قصص وأشياء وحروف وأقلام لم أصدرها.. وأوراق مزخرفة لم تعجبني ..
تناولت مُسكّن وتحاملت على نفسي ،رأيتُ الكثير من المارّة وهم يرتدون قُبّعة -العقّاد- ويجلسون على كرسي الانتظار، احترت هل أجلس معهم أم أعود حيث كنت ، اجتررت ذكريات صديقاتي حيث كانوا دوما يلوموني على طيبتي وثرثرة حروفي .. وتردّدي ..
تركت أناملي تتحرك بإيقاع سريع مع الكلمات وحروفي تسابقني إليكم، وما أن هبط الخيال إلا وكادت العيون تتلألأ بالنور لتقرأ ما أكتب ، وفي صميمها صدق مشاعري المشتاقة ومن خلال أفكاري التي تضيء حياتي..
عجبا.. بدت تلوح لي حقيقة بنفسجيّة بألوان مغسولة في الأفق و نور يتتدلّى ليحيط بي من شرفة كل خاطرة
والأدهى من ذلك .. حيرتي لهبوط حروفي على -خارطة النور -وعودتي عبر خيالي وفكري ،ربما لأن كبريائي يرفض أن يستند بكلماتي إلاّ على -متكأ الخاطرة- ،أو لأني نسيت وأحاول أن أبعث إليكم مفكرتي ولكن كيف أتذكر ما نسيت !
- عاد ليهمس لي ..وكأنه يعاني من حزن أو يهرب من عالم الواقع :
لماذا لا تُحرّري نفسك ما نفعُ الحياة إن لم يسجل قلمك ما تكتبين ؟
لم الاستمرار إن لم يكن لديك ثمة موهبة ..أو هدف !
حتى اسودّت أفكاري و انتفض قلمي فانحنى رأسي ..
حينها شعرت أن الغضب يغلي في داخلي، لقد أمدّني بطاقة جديدة على الرغم من حزنه..
أنا سعيدة ..لأنه همس لي، أكرمته بدعوة للعشاء في صالة النور..
لكنه رحل وتركني لأتخبّطْ في لجة عميقة بلا قرار!
و حين أشرق ذهني في الصباح رفض أن يتطلّع إلى الغد وبفضل أحلامي رسمت ألوان ورديّة ..
ثم حلقت بلوحتي إليكم.. لأرشقكم بألوان مشاعري ..
- ناديت عليه باستهزاء:
أين أنت أيها الهارب من جسد رمادي ، أريد أن ألملم ما تبقى من تجاعيد الزمن..!
حتى سكبت نفسي على حبر ورق فمن يكتب بفرح يقرأ به..
- صرخ الصمت ليسدل التاريخ :
يا ملكوتي وحدُها الكلمات ساطعة ..
شامخة فوق جبهةِ الزمن
وعلى جبين الحياة...
وعندما أشرقت الشمس ثانية رقص القلب ونبض جوفي للنور..
وعاد يهمس لي الشوق :
يا روح قلبي ..إن قلمي ينبض في جوفي لحياتي
هل غبت عني ..أم غبت عنك ؟
فالشوق أنت ..والحب كنت ومنك..
وأنا وأنت.. والنور فجر.. الأمس ..والغد.. والأبد .
- طرق روحي طارق واستوطن الحروف..
سألته عن قلبي ..وقلمي !
- رد :
هل استوطن الورق كلماتي ..
وغزا الشك خيالك.. فطاردك بالواقع وغبت عني ..؟
- أجبته يا ردّ قلبي :-
خاطرتي تشهد بالحق ، فالقلم تسلّق في العام الماضي بأحاسيس وقصص تتناثر منها طباشر ملونة..
- عاد ليسأل :-
هل أنت حكاية القدر،أم أنت أرجوحة تتأرجح بكلمات الشوق؟
- أجبته بتملل :-
أيها الطارق أنا قلب ثرثار إن كتب لا يصمت القلم..
وأنتَ مسرحيّة مكابرة ملونة بأبطال الحب
تضيء لمشهد ينزف منه جرح الإنسان ..فتبتسم بحزن !
أنت المحبة لعالم لا ألمسه وكل من يعرفك يعانق كلماتك ..ويسبح بملكوتي..!
- رحماك ..رحماك ..إني أسمع أصوات تعود لتختفي ثم تتلاشى ..
فأشعر بوحدة وحلم ، حتى يحمل لي القدر أكثر مما كان..!
تتكرّر مأساتي .. فلا أجد إلا صامت - يبتسم بنظم ونثر- والدمع على خده لم يجف !
انطلقت إلى سكون الكون وأساطير تُشفي الغليل ..وبعض القصص
- و قَبْلَ أن أُمْسي ..ابتسمت.. وهمست :
أنتَ الماضي
الذي يُخفي تجاعيد الزمن بأصباغ تطلّ بأنوار مختلفة
أنتَ القرار.. والرحيل.. أنتَ روايتي ..وشيء من الحقيقة
****
خولة الراشد
لكم أشواقي ..ونخيل رياضي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|