الصمت فضيلة فلا يكفي أن نتعلم كيف ومتى وأين نصمت، بل علينا أن نتعلم كيف
نقرأ الصمت. وهذا ليس علماً يقرأ في كتب، بقدر ماهو علم لا يكتسب إلاَّ مع
الصمت..ليكن نطقك بعد الصمت حكمة, فقليل من يدرك أن الصمت أبلغ من الكلام
في كثير من المواقف. إن الفائدة الحقيقية من تجارب الآخرين لا تكتسب إلا مع
الصمت..فكل متحدث جيد هومستمع جيد..وكثرة الكلام إما أن تفوت عليك الفائدة
أو أن تجبر المتكلم على الإحجام عن الكلام لما يلمسه من عدم استحقاقك للمعلومات
التي هو بصدد طرحها, لأن كثرة الكلام تورث صاحبها قلة الاحترام، ولأن
الاستطراد بالكلام يدخلك في متاهات أنت في غنى عنها . فقد تتفوه بكلمات توردك
المهالك..وكثرة الكلام تخلق المشكلات, وتزيد من أسباب الشقاق, وتعمق الخصومة
، وإن الثرثرة تقتل موهبة قراءة الأفكار, فكلما كنت مستمعاً جيداً، كلما كنت أقرب
للتواصل الذهني مع الآخر.