مهاجرة..
أعدت نفسها بسرعة وهي تسابق الدقائق القليلة التي بحوزتها.. بينما تتوضأ كانت تراجع الحلم الذي استيقظت منه للتو وكان قد استحوذ عليها لدرجة أن صوت المنبه القوي لم يستطع انتزاعها منه.. نزلت السلالم بسرعة بعدما تأكدت انها "على الأغلب لم تنس شيئا". لم تنتبه وهي في غمرة التفكير العميق الذي أخذها تماماً انها اصبحت في الشارع.. وان البخار يصاحب أنفاسها لشدة البرد وهي تسرع الخطى باتجاه محطة القطار التي تبعد سبع دقائق مشياً سريعاً.. شعرت انها في مغالبة جديدة مع الحياة.. ولابد ان تكون بحجم المواجهة.. مازالت تتناهى الى عقلها بعض مفردات محادثة ليلة امس عندما بكت بحرقة على الاقتتال الدائر في وطن ضيع بوصلته لفترة.. واسترجعت مرارة خيبة تلقتها اثناء النهار قلبت الدنيا امام ناظريها وقتلت حلما في طور النشوء.. يا لهذا القلب الذي يعصف به كل شيء بينما يتابع خفقانه ليستمر في ضخ الحياة في عروقها.. دمعة وجدت طريقها أخيرا.. أراحتها بعض الشيء.. عندما وصلت الى حيث تريد كانت ابتسامة الواثق المرتاح مرسومة على شفتيها من جديد..!!
هلا
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|