الموضوع: لمن نكتب
عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 01 / 2014, 10 : 02 AM   رقم المشاركة : [4]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: لمن نكتب

· لستُ أخفيكم أنَّ هذا المقال، كان في الأصل موجهاً إلى ابن أخي الحبيب، الحب ابن الحب: سعيد. وقد كتب إليَّ هذا الرد البديع:
أي عماه الحبيب! قرأت في أطروحتك تساؤلاتٍ هامةً تطلب صراحتي لكي تقف أمامها بثبات، ولم يكن ذلك يسيراً (للفجأة) التي زارتني بها، وسأحاول أن أجيب بما يتفق وبعضَ الملامح التي تكوّن قلمي:
لمن نكتب؟ ولماذا نكتب؟ أجمعهما في سؤال واحد:
ما الكتابة لولا القراءة؟ أحياناً أندفع وأكتب لنفسي، أو عن نفسي.. معبراً عن قضية تعتمل في داخلي مما يهم - أو قد لا يهم - المجتمع من حولي، لكني أدركت بأني لو أسلمْت قلمي لهذا الجموح الحر فسأبقى أسيراً في دائرة من الكآبة قد تزهِق روح قلمي في النهاية، فتراني في أحيان أخرى أدرب قلمي على الكتابة في أمور تجعل من يقرأ أكثر اهتماماً. أظن بأني أصبحت كالممثل ذي الأدوار النمطية، الذي تكفي قراءة اسمه في كادر فيلم أو مسلسل ليتوقع المشاهدون الأداءَ الذي سيرونه مسبقاً، وأؤمن بأن علي الخروج من دائرة التوقعات المسبقة لإثبات المقدرة في أنماط أخرى من الكتابة.
كل هذا كان في الخاطرة بدايةً، لكن شدة تعلقي بها أعمَتْني زمناً عن عجزها عن أن تطبع الكاتب بطابع خاص، أو تترك له شيئاً يذكَر من خلاله، فهي مهما ارتفعت في سماء الأدب، تبقى هوائية نوعاً ما، وهذا ما حدا بي لتجربة الكتابة في القصة غير مدعوم بأي قراءات مسبَقة، وأظن أن السقطة الكبرى كانت هنا، فلم تكن قلة المخزون المقروء عائقاً أمام كتابة الخواطر، لكن اختلف الأمر في القصة، وأصبحت الحقيقة أكثر تكشُّفاً.
القصة فن ممتع، ولها جاذبيتها الخاصة، لكنها تتطلب دقة وحذراً كي تتمكن من عناصرها، وهنا أعود إلى سؤالي الأول: ما الكتابة لولا القراءة؟ أظن أن ما تفرّدت به عن بقية من يدّعون الكتابة الأدبية هو التجرّؤ على الكتابة دون مخزون أدبي سبقت قراءته يقيل عثراتي ويلين الجمود الذي يعتري قلمي أحياناً كثيرة، وهو تفرّد سلبي انتهى بي إلى التمهلِ فالتوقفِ مؤقتاً عن الكتابة في القصة ريثما أغذي المعدة الأدبية الفارغة.
** ** **
فكان جوابي:
هل نسيت فنان الشعب حكمت محسن، والعملاق مصطفى لطفي المنفلوطي، بل أديب الأدباء عباس محمود العقاد ويوميات البديري حلاَّق دمشق ؟ أنت تعرف، وتدرك عمق بحورك، لكن اسمح لي أن أقول لك: أنت (ملول) وتريد أن تأخذ الدنيا بجلسة واحدة بحذافيرها، مع أنك تعلم معي جيداً أن الله خلق الكون بسبعة أيام ! إنَّ (الحس) اللغوي،أي: (بنى الكلمات وطريقة تشكيل العبارة)،هو الشرط الأول في الكتابة. وهو في حوزتك، تملكه وتحسن تشكيله وتلوينه كما تريد. ثم (الدافع) ثانياًً، وبدايته - بداهة - أن يكون عن ذواتنا - ولا يتطلب ذلك (الجدة) دائماً، لأن المشاعر الإنسانية واحدة منذ سيدنا آدم إلى اليوم- بل يتطلب طريقة عرض وفرادة أسلوب: ولنتذكر معاً،أنه قديماً اشتكى عنترة - في معلقته - من تكرار كلام سابقيه، وأتى- رغم ذلك- بالتشبيه (العقيم ) الذي لامثيل له في التراث اللغوي كله. فلماذا تغفل - عامداً- فضاءات قلمك، وتدعي العجز طالباً المساعدة، وأنت تصوغ الكلام في الشكل الذي ترضاه وترغبه ؟! دع كلام الناس وراء ظهرك، وسل نفسك ماذا أريد وكيف أريد ومتى أريد.. وثق أن الله وحده سيلهمك طريق الصواب إن كنت جاداً - وأؤمن أنك كذلك- تبغي وجهه لا إعجاب الناس وحديثهم: فإعجاب الناس ، ربما يكون ضرورياً في البدايات، لكن يا حبيبي، قد شبَّ عمرو عن الطوق. والحديث معك ممتع، لكن أخشى أن يطول.
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس