25 / 01 / 2014, 53 : 12 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
الاصطفاف الحزبي - هل يوازي الطائفي والعشائري؟ - موضوع يطرح للاستفتاء والنقاش
[align=justify] تحية نور أدبية طيبة وبعد..
أريد اليوم أن نناقش مفهوم الحرية والعبودية من منظور الاصطفاف الحزبي الذي يوازي الطائفي.
إذا كانت العبودية العنصرية بمعناها القديم ألغيت ، فلدينا في هذا العصر العديد من أنواع العبودية .. بعضها عالمياً عابراً للقارات وبعضها الآخر محلياً..
التعصب سمة من سمات العبودية الفكرية التي تصنف الناس وفق جنسهم ولونهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم إلخ..
لعل أحد أخطر أنواع العبودية الفكرية هي عبادة الحزب والزعيم ، فهنا يتم غسل دماغ المنتمي عبر المراحل التي يمر بها في عملية غسل الدماغ ، من مؤيد وحتى الحصول على العضوية أو ميثاق الانتماء..
في تربيتنا العقائدية - حين يخطر على فكر المؤمن شائبة ما من الشك - يحاول إزاحتها فوراً - مستغفراً الله ولعله يظل يردد في نفسه عبارة: " أستغر الله العظيم " التسليم ومنع العقل من محاورة مواطن الشك ، فقلة فقط هم المؤمنين عن اقتناع وقدرة على البحث الحيادي للتأكد من حقيقة ما يرتابون به لسد منافذ الثغرات ونضج الإيمان في عملية البحث عن الحقيقة لا الاصطفاف، ولهذا نرى مثلاً أن من يدخل ديننا عن اختيار أشد إيماناً والتزاماً ممن يولد على هذا الدين وينشأ عليه من خلال العادة .. أهله ومجتمعه ..
لهذا تصدى الدين للأحزاب ونظر إليها كنوع من الشرك – وهي كذلك فعلاً – فنظرة المنتسب حزبياً إلى قيادته وزعيمه ، كنظرة المؤمن إلى كتابه المقدس ونبيه ، كذلك هي نظرة الطائفي إلى زعيم الطائفة مثلاً بشكل منفصل تماماً عن الإيمان والالتزام الديني.
يمتاز الحزبي وأو المصطف خلف زعيم معيّن بما يصلح أن نشبهه بالمنوم مغناطيسياً ، فهو مسلوب الإرادة تماماً ، لا يرى ولا يصدق إلا ما يطلب منه تصديقه وما يراد له أن يراه ، ونشاهد عند المنتسبين لحزب ما استعمال نفس المفردات وترديد ذات الأكاذيب بل زيادة ولا نقصان – وهم مقتنعون تماماً - ويكرس نفسه تماماً للصد والدفاع عن حزبه وزعيمه وتكذيب أي حقيقة أخرى مهما كانت ساطعة الوضوح – هو مؤمن – ويحتاج إقناع نفسه قبل الآخرين حتى لا يتعرض لصدمة في ما بنى عليه فكره وقناعاته ومبادئه، بل هو يضحي بنفسه وسمعته أحياناً ويبرمج دماغه على اتجاه واحد لا يخرج عنه مطلقاً .. ويمكن أن يصل به الحال إلى حد أن يعادي كل من لا يرى الأمور من زاويته - فيضطر محبيه – كإنسان صديق أو قريب - أن يستسلموا ويصمتوا وهم بقمة الألم لهذا النوع من الديكتاتورية حتى لا يخسروا إنساناً عزيزاً عليهم!..
العصبية الحزبية لا تختلف بشيء عن العصبية الطائفية والعشائرية – هو خلف آلهته البشرية هذه – يحارب بسيفهم – ودماغه مبرمج تماماً على هذا - عقله الباطني يرفض تماماً أن يصدق بخلاف ما تمت برمجته عليه - ولو تعرض هذا الحزبي لزلزال شديد أبدى له الحقيقة بخلاف ما آمن به قد يصاب بأمراض حقيقية نفسية وصحية ويفقد إيمانه بكل شيء، وفي التاريخ شواهد على ناس أصيبوا بالسكتات القلبية وأو انفجار أدمغتهم ناهيك عن الإصابة بالفالج التي لا تعد ولا تحصى، حين وصلوا في لحظة لرؤية الحقائق بخلاف ما آمنوا به، فكان هذا أقوى من احتمالهم.
يصل هذا الاصطفاف وسلب الإرادة عند الشباب البسيط لحد قبول وضع أحزمة ناسفة وتفجير أنفسهم حين ينتسبون لتنظيمات متطرفة بشعارات براقة وخلفيات مشبوهة ومخترقة!
في عالمنا العربي حيث كان أجدادنا يعبد الملوك والآباء ويقدس شيخ العشيرة ، يمكن للعربي أن يواجه العالم بأسره ويخشى أن يقف منتصب القامة أمام شيخ عشيرته لا يردد كالببغاء كلامه - مسلوب الفكر تماماً – فهو في عقله الباطني يعبده كما كان يعبد أجداده ملوكهم .. ولهذا السبب تكمن خطورة الانتساب للأحزاب عندنا.
- برأيك كيف يتم غسل الأدمغة وكيف يمكننا تحرير أدمغة الناس من هذا التشويه والاستعباد؟؟
- برأيك هل ننجح في إظهار الحقائق كما هي وخدمة العدالة الإنسانية في هذا الزمن ، أم أن غسيل الأدمغة والاصطفاف يجعل للباطل قوة شرسة لا يمكن مواجهتها والتغلب عليها؟؟
أرجو المشاركة في النقاش والإجابة على أسئلة الاستفتاء [/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|