عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 01 / 2014, 37 : 03 AM   رقم المشاركة : [4]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: آدم واللغة/ الباحث: عدنان أبوشعر

تعقيب ومداخلة:

توصَّل عَلَم المُحدِّثين أبوسليمان حمد بن محمد الخطابي المتوفى سنة 398 هجرية
في رسالته " بيان إعجاز القرآن" إلى وضع نظرية في سر (فصاحة الكلام)، فقال:
إنما يقوم الكلام بهذه الأشياء الثلاثة: لفظ حامل. ومعنى به قائم. ورباط لهما ناظم.
وهذه الأشياء الثلاثة إذا جاءت مجموعة على أحسن ما يكون، كان الكلام المُشاد
به يصل إلى حد الإعجاز (بيان إعجاز القرآن، ضمن ثلاث رسائل في إعجاز
القرآن 24 ). وحصر عناصر الجمال في العبارة في ثلاثة:
اللفظ، والمعنى الأصلي، و(نظوم تأليف العبارة). وبتمام ارتباطها يتكوَّن البيان.
وفي القرن الخامس الهجري وضع أبو الحسن عبد الجبار المعتزلي، قاضي قضاة
الدولة البويهية المتوفى سنة 415 هجرية، في كتابه (المغني 16/199 ) أسس
نظرية (النَّظم) بمعناها الدقيق، وتناول أجزاء الكلام. مؤكداً أنَّ الميزة البلاغية
أو الفصاحة لاتتعلق بالألفاظ من حيث ذواتها - أي إنها لا تكون فصيحة في نفسها
، إنما تكون فصيحة بملاءمتها لجاراتها ومتعلقها بأخواتها وارتباطها بهم، بوقوعها
في موقعها- وذلك بضم الكلمات بعضها إلى بعض على طريقة مخصوصة، لتؤدي
المعنى المراد في نفس المتلقي. ويكون ذلك بالإبدال التي تختص به الكلمات، أو
التقدم والتأخر الذي يختص به الموقع، أو الحركات التي تخص الإعراب. - يعني
معاني النحو وأحكامه وتوخيها بين الكلم - . فالمعاني (الغفل) (الخام) ليست مقياساً
للفصاحة، وإن كان لابد منها. فنحن نجد شاعرين يُعبِّران عن معنى واحد، ويكون
أحدهما أفصح من الآخر.
ومِنْ بعده أتى الشيخ عبد القاهر الجرجاني المتوفى سنة 471 هجرية، فنظم نظرية
(النظم) وخصص لها كتابه المشهور " دلائل الإعجاز" ورسالته " الشافية " التي
نشرت ضمن (ثلاث رسائل في إعجاز القرآن)، فرأى أن (الناظم) إذا أراد أن ينظم
كلاماً في أيِّ غرض : يبدأ فيرتب المعاني في نفسه أولاً، ويبذل جهداً في ترتيبها،
ثم يحذو على ترتيبها الألفاظ . فإذا وجد لمعنى أن يكون أولاً في النفس، وجب
للَّفظ الدال عليه أن يكون مثله أولاً في النطق.
فالناظم يبذل فكراً في ترتيب المعاني في النفس وتنسيق دلالتها، ولا يحتاج إلى أن
يستأنف فكراً جديداً في ترتيب الألفاظ وتوالي نطقها. وبناء على ذلك، يرى أن الذي
يستحق أن نطلق عليه كلمة (النظم) هو: ترتيب المعاني في النفس لا توالي الألفاظ
في النطق، لأن النظم الذي يريده ويجعله مكان المزية، لا يتأتى إلاَّ بالفكر والروية.
ولذلك، فرَّق بين (حروف منظومة) و(كلم منظومة)، وذلك أن (نظم الحروف) هو
تواليها في النطق فقط وليس نظمها بمفض إلى معنى، ولا الناظم لها بمقتض في
ذلك رسماً من العقل يتحرَّى في نظمه ما يتحرَّاه في نسج الكلام.
(فنظم الكلم)، تقتضي في نظمه آثار المعاني، وترتبه حسب ترتيب المعاني في
النفس، فيُعتبر فيه حال المنظوم بعضه مع بعض، وليس معناه ضم الشيء إلى
الشيء كيف جاء واتفق . ولذلك كان (النظم) عندهم نظيراً للنسج والتأليف
والصياغة والبناء والوشي والتحبير وما أشبه ذلك، مما يوجب اعتبار الأجزاء
بعضها مع بعض، حتى يكون لوضع كل جزء حيث وُضع علة تقتضي كونه هناك
ولو وُضع مكان غيره لم يصلح.
فالمعاني التي يتعلق بها الفكر ويرتبها في النفس، هي معاني النفس ومعاني النحو
معاً. ولا يتصور أن يتعلق الفكر بمعاني الفكر أفراداً مجردة من معاني النحو. وإذا
أردت أن ترى ذلك عياناً فاعمد إلى أيِّ كلام شئت، وأزل أجزاءه عن مواضعها
= وضعاً يمتنع معه دخول شيء من معاني النحو، ثم انظر هل يتعلق منك فكر
بمعنى كل منها = فترى أن الفكر لا يتعلق إلا بمعاني النحو التي يقوم على
أساسها ترتيب معاني الكلم في النفس، ثم تترتب الكلم على أساس ترتيب معانيها
عند تواليها في النطق.
فلا (نظم) في الكلم ولا ترتيب حتى يعلق بعضه ببعض، ويُبنى بعضه على بعض،
ونجعل هذه بسبب من تلك، ونضع الكلام الموضع الذي يقتضيه " علم النحو"
ونعمل على قوانينه وأصوله، ونعرف مناهجه التي نُهجت فلا نزيغ عنها، ونحفظ
الرسوم التي رُسمت لئلا نخل بشيء منها.
** ** **
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس