[frame="13 95"][align=justify]
أمل وألم في فيلم عن شهيد فلسطيني
تبرع أهله بأعضائه
القدس (رويترز) - من بين مئات القصص المأساوية عن الاطفال الذين قتلوا خلال عقود من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فان قصة أحمد الخطيب لا بد أن تكون الاكثر اثارة للاهتمام.
وقتل الخطيب في عام 2005 برصاص جنود اسرائيليين اعتقدوا أنه مسلح في مدينة جنين بالضفة الغربية. ووافق أبوه المكلوم على التبرع بقلب أحمد وكبده ورئتيه وكليتيه لانقاذ أرواح أطفال اسرائيليين.
ويستعرض فيلم وثائقي ألماني جديد قصة أحمد ووالده وثلاثة من خمسة أشخاص تلقوا التبرعات بالاعضاء عارضا بارقة أمل مؤثرة فيما الخلافات عميقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقال اسماعيل الخطيب والد الطفل في مقابلة عقب العرض الاول للفيلم في القدس ان الامر ليس متعلقا بالسياسة بين اليهود والعرب بل هو متعلق بالبشر. وأضاف أنه يرى ابنه في هؤلاء الاطفال.
وقرر الخطيب وزوجته التبرع بأعضاء أحمد بعدما لم يتمكن الاطباء في مستشفى حيفا باسرائيل من انقاذه. وتفتقر المستشفيات الفلسطينية للامكانات اللازمة لعلاج ابنهم ولا الاستفادة من أعضائه.
وتردد الابوان في البداية بشأن ما اذا كانا سيضمان قلب أحمد الى مجموعة الاعضاء التي سيتبرعان بها ولكنهما وافقا في نهاية المطاف. والان ينبض قلب أحمد في صدر سماح غضبان وهي فتاة مراهقة جميلة من الدروز من شمال اسرائيل.
وأنقذت احدى كليتي أحمد حياة محمد قبوع وهو طفل بدوي يعيش في صحراء النقب قلما يتوقف عن الابتسام في اللقطات التي تضمنها الفيلم. وطلب متلقيان اسرائيليان للتبرع أن يظلا مجهولين.
كما أنقذت كليته الاخرى طفلة رضيعة لعائلة من اليهود الارثوذكس في القدس اسمها مينوها ليفينسون. ولكن عدم ارتياح والدها في بادئ الامر للتبرع العربي يتناقض مع شكوكه الشخصية العميقة التي تحيط بهذا الصراع وتعطي الفيلم مسحة سوداء.
ويقول ياكوف ليفينسون بعد فترة قصيرة من الجراحة التي أنقذت حياة ابنته انه كان يفضل متبرعا يهوديا ويشير الى أنه لن يقبل أن يصادق أبناؤه عربا خشية "تأثيرهم السيء".
وتتخلل المقابلات الاصلية في فيلم "قلب جنين" لقطات اخبارية عن التفجيرات الانتحارية الدامية والغارات التي يشنها الجيش في الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ويأمل مخرجا الفيلم الالماني والاسرائيلي في عرض الفيلم على المستوى الدولي.
ومن بين التفاصيل المؤثرة والمخيبة للامل قرب نهاية الفيلم هو أنه بعد عامين من وفاة أحمد يقوم الخطيب وشقيقة برحلة في أنحاء اسرائيل لزيارة الاطفال الذين أنقذت حياتهم.
وذروة الامر في المواجهة مع أسرة ليفينسون التي اعتذرت عن تعليقاتها السابقة وشكرت الخطيب في موقف غريب يتناقض مع فهم الاسرة بشأن الحياة في الضفة الغربية.
ويقول ماركوس فيتر وهو أحد مخرجي الفيلم ان أسرة ليفينسون أظهرت تقدما على المستوى الشخصي من حيث معاملتها للخطيب خلال عمل الفيلم وأعربت عن أملها في الوصول الى تسوية. وأضاف أنه تعمد انهاء الفيلم بلقطة لمينوها وهي تلعب على الارجوحة.
وقال فيتر لرويترز "تلك كانت رسالة الامل التي نحملها.. ان لديها القدرة على تغيير الامور."
من ريبيكا هاريسون
[/align][/frame]