أين ذاك الشاعر الساخر؟!
أين ذاك الشاعر الساخر؟!
يسألُني صحبي، في نزقٍ:
ما بالكَ قد صرتَ ثقيلاً..
لا تتقنُ غيرَ النوحِ بأشعاركْ،
والشكوى المرَّةَ والأحزان؟!
أتُراكَ نسيتَ الأفراحَ،
والشعرَ الساخرَ والقَفَشَاتْ؟
أم حلَّ بساحتكَ النَّكَدُ
والخوفُ المزمنُ والكُرباتْ؟
كم كنا ننتظرُ قصيدَك،
كي نضحكَ ملءَ جوارحنا
كي نلهو بلذيذِ الكلماتْ،
فإذا بكلامكَ قد أضحى طيناً،
أو أثقلْ
وبِشِعرِكَ قد أصبحَ لَكَمَاتْ..
وأحاولُ أنْ أجدَ جواباً،
فإذا بدموعي تغلِبُني،
وإذا بالحزنِ يُحاصرني
لأعيدَ كتابةَ مأساتي
بنشيدٍ مُبتَلٍّ بالدمْ
وحروفٍ قاسيةِ النغمات...
وأحارُ أحارُ بلا جدوى
من أينَ أجيءُ بأشعارٍ فَرِحَةْ
وبلادي صارتْ أنقاضاً
تجرفُها باللؤمِ الأحقادْ؟
من أين سآتي بحروفٍ تنبضُ بالبوحِ وبالمرِحِ
وعروقُ صحابي نازفةٌ
وجميعُ جميعُ الأحبابِ
ما بين جريحٍ وشهيدٍ
ما بين فقيدٍ وشريدٍ في كلِّ الأرجاءْ
يا صحبي إني أعتذرُ
فأنا بشرٌ
إن غَدَرَتْ مهجتَه المأساةُ بكى
والباكي، إن يَضْحَكْ أو يُضحِكْ،
يغدو،
في المنطق، مجنوناً،
وتموتُ على فمهِ الكلمات...
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|