حبيبـي النـادل ..وفنجاني الشتـائي
حبيبي النادل... وفنجاني الشتائي
مع الليل الشتائي الطويل والفجر الطويل أُرسل الحروف، وأبتسم ابتسامة تنتثر على الأوراق ..لتثير الأشواق فتتلاعب الكلمات بكل هدوء ،وتخرج عن فواصل الكلمات لتحرّرْ العبارات والمجاملات ،وترتدي ثوبا بسيطا من الكلام ،في هذا الفجر يقرر قلمي المتكبّر أن يندفع بالكلام ليَعبر بحقيبته المُمْتلئة بالأوراق ..والأشواق.. فيسْتَوْطن حدود -حديث النفس-
هناك ..وهنا ..أجد نفسي معكم وإن كنت قد غادرت يوما -مقهى الأشواق- في حي النور عند الرصيف الخامس من درب الأشواق وتقاطع الأنفاس، ومُرَبّع الخيال ..
نعم للخيال.. أركان وزوايا أكتبها في مقهى الأدباء وإن لكثير من كلماتي تَتَدلّى من زوايا حجرتي ومن الثريّة المعلّقة التي تَتَحَسَّنْ عليّ بأحرف أجمعها في فنجان قهوتي ...هو فنجان أرتشف منه الحركات والنبضات والكلمات فأكون حديث النفس والهوى وإن غبت..
عادةً ما يأتي " حبيبي النادل " لي - بأريكتي الخضراء -صنعها لي خصيصاً .. بالإضافة أني فُزْت بها ..يوم أن كتبت له أشواقي.. أتذكرون ..أراكم تهزّون برؤوسِكم وترفعون أعناقكم لتستحضروا الذكريات ...وتقولون آه... ما أجملها من أيام ! -ابتسامة -جميلة وأشواق
أعتقد أنه أشفق على أناملي ،هو معجب بعيني الواسعة أعلم ذلك، فالمرأة قطار سريع من المشاعر والرجل له محطات معها ، لذا دوما يحاول النادل أن يعصر لي عصير الجزر ويسْقيني الكؤوس... وعندَ الغداء يقدم لي وَجْبة مُكوّنة من- حِساءْ الجَزَرْ- فهو يُقوّي البصر .. وبين الوجبات والأشواق.. يسرع بشاي م نعنع.. وأحيانا بالكابتشينو وقطع من حلوى الأوراق وقلم وشعر.. وجريدة اليوم..إنه يعلم أني أحب الرغوة وبودرة الشكولاتة المنثورة من فوقها ويدرك أني أعشق الكتابة في الليل والفجر والسهر والسمر مع الأوراق والكتاب فيأتي بضوء القمر لأستكشف كلماتي وحروفي ..وبعازف الكمان لترقص الكلمات على أنغام الذكريات
أخيرا فُتح -مقهى النور- ونعذره لأنه جدد المكان من الطبيعي أن كل مكان جميل يحتاج للصيانة أما عن الكهرباء والذكريات فهو دوماً يشتكي لي
- يقول النادل والحزن يبدو على ملامح الكؤوس وجبين كلماته وخطوطها :-
أن قهوة الأشواق تفوق فاتورتها كل مقاهي المدينة ولا نعرف كيف نلحق بتلك المصاريف حتى بات الأمر مكلف .. وهناك بعض الخسائر، حينها نزفت دمعتي .. وانعصر له قلبي، فأنا أهواه وذكراه لا تغيب عن البال إني أحبه ..أحبه..لكنه لا يعلم بسبب كبرياء خطوطي وقلمي ..والمسافات وانقطاع التيار
- سألته وحروفي مستاءة ما السبب ..؟
-رد بكل قهر.. وأسف :
لأن الزبائن يغيبون كثير وأحيانا يحجزون مقاعد ..ولا يحضرون ، حزنت بالطبع عليه خاصة أن هذا
- المقهى- يعني لي الكثير ..إنه بدايتي ..مع أوراق الخريف ،و ملكوت شتائي .. فهو حكايتي وقصصي ..وكل خاطر لي وخيال أناديه من أجله ، هو- مقهى الأدباء والأشواق وحديث النفس بين الأنوار- أتمنى أن لا تنطفئ الأنوار وتذبل الشموع المقابلة لعمارة ومجلة نور الأدب ...لن أكون غريبة ..الدار والسكن إن غبت أو حضرت ...اذكروني دوماَ..
لي لقاء في كل مساء ..على معزوفة تسيتقظ على أوتار الحب ،والحرية .. لتتبادل بيننا الهمسات.. بذكرى تداعب الاوراق ..والأشواق
لكم أشواقي ..ونخيل رياضي ...
خولة الراشد
الرياض
كتبتها في حديث النفس ...و نشرتها في خاطرة خطرت لي...هنا
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|