تحية نور أدبية طيبة للجميع
أسرة نور الأدب وأعضاء وزوار
لأني وعدت بالأمس الأديبة الصديقة الأستاذة ميساء البشيتي بالانضمام لنور الأدب مجدداً اليوم - بعد طول غياب - كان لا بد لي أن أقوي نفسي وأفي بوعدي حتى لو لم أكن جاهزة نفسياً وصحياً..
ولهذا أبدأ الآن وفي هذا الوقت المتأخر ليلاً على عجل والصداع يفتك برأسي ..
إنها المرة الأولى التي أبتعد فيها عن نور الأدب بهذا القدر والحجم لو اسثنينا المرحلة التي أعقبت رحيل ابن عمتي وشريكي وصديق حياتي.. الأديب الموسوعي الشاعر طلعت سقيرق ..
هذا الغياب لم يختلف كثيراً عن فترة رحيل طلعت - هذه المرة - كنت أنا الميتة أيضاً - كنت أنا الراحلة وإن بغير توقف القلب عن الخفقان..
بغير أن ينهال التراب حقيقة مادية فوقي شعرت أني ميتة..
مراحل كثيرة عقب غياب طلعت أبعدتني عن هذا الصرح وعن مشروع نور الأدب الذي دفعت به سنوات طويلة من جهدي وتعبي وسهري ومالي .. والذي كان مشروعي الأعز..
شيئاً فشيئاً بدأت أدخل في مراحل انفصال وجداني عن نور الأدب.. بدأت أدخل في صومعة الصمت القاتل .. كثيراً ما كنت أبحث عن كلمة واحدة أكتبها فلا أجد غير قيود الصمت تكبلني..
سليلة العائلة الأدبية من الطرفين.. أنا التي بدأت الكتابة منذ تعلمتها طفلة وحصلت على وسام الإبداع في إحدى مسابقات دائرة التربية والتعليم ولم أزل في العاشرة من عمري وعملت في الصحافة العربية والأجنبية سنوات طوال ، وصلت إلى العجز عن كتابة كلمة واحدة!
يوم أنشأنا نور الأدب - كنا نحلم - وكانت الأحلام كبيرة - كنا نحلم بترسيخ ديمقراطية الأدب وحرية تحليق الإبداع بلا عوائق ومتصفحات تخدم الأمة أدباً وفكراً ونقداً ودراسات متخصصة.. في كل ما يهم ويفيد هذه الأمة بصدق وأمانة..
كنا نحلم بتوثيق كل ما يخدم القضية الفلسطينية ويقوي مناعة العروبة وشموخها..
وصلت مؤخراً مع نور الأدب إلى حد أني ما أن أفتح نافذته حتى يفاجئني نبض سريع وصداع شديد لا يتوقف مهما تناولت له الأدوية المسكنة للألم، ناهيك عن الدخول في نوبات الربو الحادّة..
أصعب شيء في الدنيا على الكاتب صاحب المشروع، أن يتم تغيير مساره ويصدم وتحجب عنه بوصلته وتكثر قائمة المحظورات ويكتم قلمه وتختلط الألوان ويتداخل النور بالظلام فوق الدروب الشائكة التي نعيشها في السنوات الأخيرة..
أن تنجح في إرساء معادلة عدم خسارة أحبة وأصدقاء وأدباء وإن صدموك بآرائهم ويقفون اليوم على النقيض منك.. أن تتحامل على نفسك وتقهرها كي لا تغضب من أحببتهم ، وتحفظ نفسك في الوسط وأنت تنزف ألماً إنسانياً كي يلتقي الجميع ولا يتفرقوا وتشجع من يختلف عنك وأنت مصدوم وتبتسم بينما تنسكب الدموع من عينيك ألماً وقهراً إنسانياً وعلى الإنسانية التي باتت انتقائية لحد مرعب، أمر بمنتهى الصعوبة ويترتب عليه ضغط نفسي هائل ورقابة تقهر الضمير - حد المحرقة الأدبية لك - تصل بك إلى أن يعلن الطبيب أنك تتعرض لإرهاق حاد لا بد أن تعالجه بالانتصار لنفسك ولقيمك - لآلام يمكن لها أن تقتل من بتركيبتك..
بوح يمكن أن يتبع...