عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 03 / 2014, 53 : 06 AM   رقم المشاركة : [12]
خولة الراشد
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر

 الصورة الرمزية خولة الراشد
 





خولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond repute

رد: حبيبـي النـادل ..وفنجاني الشتـائي


الجَلْسَة الثَّالِثة
مَغيب الشَّمس

مُنْذُ -عام 2008 - إلى هذا اليوْم ،وأنا أَجُرُّ أوْراقي في هذا المَقْهى حتى تَكَدّسَتْ أعمالي البَسيطَة والمُتناثرة ، كنتُ أبحث في كلّ زاوية ورُكن وحائِط وعلى الأرْصفة وفي الحوَاري وبين الدَّهاليز ...لأسْتنطق بساتين النُّور ومَرافئْ الأدَب -ومع كل هَمسة أكتبها دمعة .. وأخرى ابتسامة وكلمة-.. وفي النفس ينابيع الرّوح للحياة و حبّ الإنسان -فحب الإنسان كنز حقيقي يُشيع في نفسي الرّضى-...
وفي إحْدى اللَّيالي شعرتُ بملَل يتخبّطني من كُل مكان حتى تَنَمَّلَتْ أطْرافي من طريقة جلستي ،و امْتَدَّتْ يدايْ لتَحْضُن قدميْ وانْحنى ظهْري نحْو رُكْبَتي، صُرْت أُمَدِّد جَسدي حتى تَعود الدِّماء لمجاريها ، ثم قفزتُ لتَجْري أنسجة الحروف في فكري،يا -الله -حِرْتُ ماذا أكتب! فقد سمعت كلمات غير مفهومة ونميمة، ربما لأني أطلت الجلوس فغفوت إلا قليلا ، في اليوم ذاته الذي مررت من هنا أدرت ظهري وتابعت الكتابة ، قلّبت أوراقي، إنها أحلام اليقظة مرسلة لي والحق .. لا أريد أن أكون - إيزيس -لأنام عاشقة ..آمنة هانئة، فأنا بطبيعي لا أحب اللون الأحمر أو أي من الرسومات المقلوبة والتي تمثل شكل قلب أحمر ينبض ..وسهام الألوهية في الحب، فحروفي كأوْتار عود مُرهفة لا تَتَحمَّل أن تَنْخَدِش، كما أنَي أرْفِض أنْ أكونْ كلمات حَجَريَّة قاتِمة، فقد أخْتَنق فلا يغنّي لي قلمي ولا يطربني، أو أصير مجرد حبر على السطور ، ونقطة وفواصل تنتظر من ينادي اسمها في طابور الجمعية حتى تنقرض السطور من حكاياتي متى أرادت الحواشي وشاءت الكراسي.. فليس من العدل والمنطق أن أكون مجرد عَلَم على ورق دون أي عقد وشهود على العهد... وأظن أن التشهير والحضور هو إلزام في الأعراس!
-يا إلهي كيف لذاك الصَّوت يَفهم ما في خاطِري فما أن لَبثَ إلاَّ و أكْمَلَ عِبارَته:
- شهرزاد ...
ارْقصي على -ألف ليلة وليلة- ثمّ تمايلي بأحْرفك على مُتكأ هذه الأريكة وهزّي بقلمك على ألحان العود
و-أُمْ كُلثوم-
وعلى الرغم أني لا أحب الحُزن سرت معه، كان يُعجبني ذاكَ الصَّمتْ المشحون بروح وجروح النادل ،فقد تجلّت فيه الأرواح للقلوب الصافية ولمفردات كلماتي ولأصدقائي الأدباء والأديبات ...ولكل من أقرأهم -ليل نهار-
******
في هذه الجلْسة سأَلَتْني امْرأة رَزينَة خَلوقَة :
هل تسمحي أن أُصادق حُروفك وأقرأ وأكْتُب على هذه الطَّاولة ،فقد تُلْهمني الأرْواح المُنْتشرة ،وذاكَ الإطار الخلاَّب والرُّسومات المُزَخرفة على سجَّاد ة الأدب.. والصوَر المعلقة،...ثم عرّفتني بنفسها اسمي (غادَة) ..أكتُبْ مقالات وقضايا لأُصيب فيها الحَّق ،كوني بصُحبتي وقودي بي إلى الشَّوق وعرِّفيني على صوْتُ الهدى ،كما أني سمعت أنه مكان أمين تاريخي -يُنادي فيه الأوَّلين السابقين ويعود السَّابقين للحداثة -فكيف هذا !ومما لفتَ نظري أكثر أنه لا يسمح بذوي الأقلام الصفراء أن تدخل للمقهى ،ذاك ما قرأته على لائحة الطَلبات والدخول ..فأعجبني واقتحمت المقهى بسرور وما أن وجدتك إلا وقررت أن أنفض لك ما أحمله ولكن هلا تصفين لي ذاك النادل:
-ابتسمتْ وقلت : (غادَة) اسم جميل يعود بي( لكاميليا) .. أعْجَبني حديثها وسُؤالها .. فأجبتُها وقلْبي يَخفق و دون تَردُّد بحتُ بسرِّي:
هو طَيِّب اللّغة ،راقي جَميل الإيقاعْ لذا هوَ حبيبي...ولا أعْلم سَبَب تَوَتُّره وتَوَدُّده واهْتمامُه الزَّائد بي عن غيرهم هل هو غرام وعشق أم أن قلمي يعجبه!
هو بسيط اسْتوحى أدبه ونَمَت ثقافته من قهوته التي يتردَّد عليها كبار الأدباء حتى صارت مكتبة تَنْزُف نورا ومعرفة ..
- استوقفني عند المرفأ الخامس للمقهى (صديق النادل) قائلا :-
-عفوا يا سيدتي الكاتبة: يعْتذر اليوْم -النادِل- عن غيابِه ، وقد عاهْدته أن أبْذُل أقْصى ما بجُهدي لأُحافظ عليْها فكما تعْلمي هي مسْؤولية ليسَت بسَهْلَة خاصَّةً وأنَّه يصدر الكثير من الفنون في مكانه الجميل ..
ثم صمتَ بُرهة ...وكأنه ينتظر ردَّة فعلي و دَهْشتي ..
شهقتُ وابتلعت الهواء لأُتقن دوْري وتصّنعي ..ثم اعتدلت و رسمت ابتسامتي خوفاً أن يكشف أوراق شوقي له فأنا أخاف أن أخسره إذا علم أني بحبه هائمة ...
- أجبتهُ بكبرياء :
أنتَ تتكلم عن إنسان لا أعرفه فلما تعتذر؟
نَظرتْ إليّ المرأة الوَقور فغمزتُ لها أن تصمتْ لحين أن أنتهي منه
- ثم تابعت بثقة :
ما أعلمه ...أنه لا يرتادْ هذا المكان إلاَّ - ذَوي المُطالعة- هَزَزْت كَتْفي الأيْسَر ،قد يكون هو منهم ولم أَلْمحه ! فكبار الأدباء نَبْتتهم الأصليَّة أتَتْ من جُزِر تلكَ المقاهي البسيطة، لذا أنا أعْشَق -مقهى الشوْق- لكن ما لا يعجبني هو أني لا أحْضُر -إلاَّ والناس نيامْ .. وفي النَّهار الأقلامْ صيامْ -فلا يُوجد من يُصحّح ويُعقّب على كلِماتي ، وأبديْتُ لهُ سوءْ معاملَة أحدُهم عندما اعْتقد أنّي أسْعى من أجْل صفْحات قليلَة ...لا تُسقي عروقي الأدبية فلا أحصل على العصائر الطازجة والمفيدة..!
- سألتُه وقد رَانَ عليْه حزنٌ شديد، وكَسا وجْهه شحوبٌ لافِت، وتغيَّر سُلوكه وتبدَّل حالُه، فمالَ إلى الوِحْدَة، وظهر عليه الاكْتِئابْ فأصابَني شيءٌ من الخوْف عليْه :
- ثم اسْتطردتُ هل من حادثٍ أَلَمَّ به، و حَلَّ بساحته فأصابهُ مَكْروه، حتَّى أغْضبك وأحزَنك ، واغْتال البَسْمَة من على وجهك، وأدخلكَ في دَهاليزْ الحُزن المُظلمة، فحالَكَ لا يَسرُّني، وحُزنك لا يُرْضيني على الرَّغم أنِّي لا أعرفكَ كانت حيلَة منّي وأظُنَّهُ لم يَكْشِفْ أَمري
-تردَّدَ صديقه وصَمتَ طَويلا ً..ثُم أَجابَني بِنَبْرَة حَزينَة وملامِح الحُزْن تبْدو على وجهه وهَيْكَلُه:
- نَعم ..هُناك أمر يُتْعِبَهُ و زادَني مَرارَة
يا -إلهي- بَدتْ الكلمات تَقْطُر منهُ أَلما فهو يَشعُر بحُزْنٍ ليَأْسِ صَديقه..
- و باختصار قال:
تمرّ على الإنسان ساعات وأيام هي الأسوأ في حياته، دونها الموت بكثير، الذي نقبل به وإن صاحَبَهُ بكاءٌ وعويلٌ وصراخٌ وندَب،إنّها بَراثين المَلَلْ ، وفُقْدان الشَّهية ، والوِحْدة ، والشَّجَن...
-أجبتُه وأنا أُوَاسيه:
فليَصْبِر ويُصابِر ويَتَجلّد ،فلا أظُّن أنَّ أحَدْ قد سَلُم من ذلك المَرض...وليُعينُه الله على العُموم ..أتمَّنى له الشِّفاء قُلْتُها وأنا أَكْتم حُزني.. وانْفِجارْ دُخاني...
******
ثُمَّ عُدت للمرأَة الوَقورْ وطَمْأَنُتُها إلاَّ قَليلا:
أنا لا أنْشر أوْراقي ، بعضُها أحْفظها في -مقهى حبيبي -والأخرى قد تَرحل وتُقبر أو تُمسح فلا أنا حفظتها ولا أنا تَذكّرْتها في مَخْزون ذِكْراي إلا بقصّة مُشابهة، على العُموم ما دُمتُ أمْلك سِهام ورُصاصٌ أُ صيب فيه حبيبي فهذا شيءٌ جميل وآمِن ، وبِتأوّه لُمت نفسي ،لا أعْلَم كيْف بُحتُ لها عن سرّي !
وما يَقْهرني أنّي هجرتُ -روايتي الثانية- رُبَّما خفتُ أن يُسافر- حبيبي النادل- وتُؤصَد أبْواب المقْهى فأجْلس مَلومَة مَحْسورَة في الكَون ..وَحيدَة ،وليس لي إلا جهازي ومفاتيح لوْحة أدَنْدِن عليها فالحَديد يُخْرس القلَم ويُنْطق الأضواء المُشِعَّة بإشْعاعٍ مُتَمَوِّج عصْريْ.
وإن كنتُ أكتبُ أيَّتها -النَّاقدة- المًمَيّزة فأنا أكْتُب على زُجاج ونافِذة إلاّ أنّي أشْعر أن هُناك علاقة دافِئة ترْبطني بقلمي الرصاص وأريكتي وكتابي، أستمتع لقراءة الطَّبْعات الوَرقيَّة مما يجعلني أغيب ، ومُتعَتي بين الحين والحين .. أن أصطحب أصدقائي الأدباء من كل عصر وزمن وبعض من الكتاب معي وأقرأ أجمل ما كتبوا ، وإن أرهقتُ عينيْ وازداد احْمرارها ..لكن لا بأْس عصير الجَزر يعوّضني عن ذلك ويجعلني أبْحث وأقرأ ، حينها -حمدت ربي- أني لم أفصح لصديقه عن عاصر العصائر ،لذا عَضَضْتُ طَرَف لساني فانْقطعَ جُزءٌ رَطْب و -نُقْطَة من أوَّل السَّطر - كما صار في مسرحية -أنيسْ مَنصور- ، هو ليس خيال أقول الحقيقة لأنّي أكتبها وأرسمها بألْحان وزَفير، و بالنَّايْ أنْفَخْ لأُغنِّي بأناملي ،أكْتُم الصَّوت لأُداعب الحُروف وأعْزف قصّة تشبهني أو أقتبس شخوص لألْتَصق بروح البطل، وهذا ما يجعلني امْرأة مُتناقضة أُسافِر لضواحي ومُدن ،أرتدي ثوبٌ ليس لي وأبدّل الألوان والأشكال ..أستعْرض النُّجوم على مسارِح بطوليّة ، وأظنُّ أن الرُّواة يُعانون من تنقُّل الأرواح والصُّعود لمنازل عالية.. والسّكن في البَراري والاخْتفاء والهجَّرة ،أو غَزَل السُطوح على حِبال من الشِّعر والنُّظم ، فيطلقون قصائد الشعراء للبحث عن فتاة مُراهقة تسْقيهم حُباً وإلْهاما ،ولوْ أنّهم - يقولون ما لا يفعلون -ولكن لا بأس مادامت مجرّد خطوط لا تُقرأ.إلا من كتب بلوحة ترسم بمداد وأبجديات الصدق والنقاء وبنهر عذب يقطر حبورا حينها ستدوم له الروح وإن رحل لسماءه ..
***
بالصُّدفة ..مَرّ سائلٌ وهو يحمل جريدته الرياضية والهدف كاد يفجّر -مقهى الشوق- شَهقت بصوتٍ عالٍ و كتمتُ أنفاسي بباطِن كَفّي ... ثم اعتذرت للمرأة بذوْق..
واتجهت إليه ظناً مني أنه مُحرِّر مُمَيَّز في -جريدة رياضية- اعْتَدَلت في مشْيَتي ويديْ تَحمل أوْراقي وقلمي كادَ يتكوَّر ليُصيب الهَدف ،أَرَدْتُ أن أسْأْله لما غابَ وغادَر لاعب المَرْمى مكانُه وانْدفع المُهاجم بكلامه يوم أن تحدَّث عن إشاعَة رحيلُه ،تجرَّأت وأنا أتحدَّث معه كانت فُرصة غيابْ -حبيبي النادل- بأن استغل غيابُه وأعتزل أسلوبي، و أتحدَّث لكُرَة أرضيَّة فأنا أَخاف إذا ما سمع أني تحدّثت لهذا الرَّجل الكروي سيُصاب بصدمة فأقع من فكره الراقي وأغرق في يَم لسان العاميَّة ولا أكون قلمٌ فصيح ودود ..!
-سألته هل تسمح لي بكلمة كروّية:
أفكّر أن أنشر -قصة قصيرة- في مقهى رياضي ليتَهافَت الشّباب فتنتشر كلماتي وإن تناولها اللاعبين وقذفها البعض، فجْأة اعْتدلت عن الفِكرة وأسكتّ لساني وعدتُ لمكاني..!
فضمير الغائب اجْتاحَني وأخذَ يَلومني لوْمة لائم بالهوى والجُنون ، تراجعْت وألبستُ قلمي ثوبٌ أبيض وزُرقة وإن تَراكمتْ الغُيوم فلا بُدّ للسماء أن تُمطر بقصص وأساطير ..
******
جلس جالسٌ من أهلِ اللغة .. أظنّه -أنيسْ ،أو العّقاد ،أو نَجيب -وعلى الأغْلب مِن مَن يكتبون- مُنذ السّتينات-
-اتّكأت على طاولته وسألته :
-هل تذوَّقت -طعم من نور الأدب الجديد-!؟ .. فقطرة من مطر وسطر واحد كفيلة أن تُبلِّل فكري وخيالي ،رجاءً لا تُصُمْ أُذنيْك ..هلا تسمعني :
إني أكتبُ وأنا أسْتحضر فِكري بأسلوبٍ جمالي يتراقص على الزّجاج وأزيده روْنقا من لمَسات النّور وانْفعالات الخمْسينات .. أنْصَحُك أن تَفعل مثْلي وتمزُج الأطْباق..
ثم صرختُ بلسان أدَبِيْ فالتفت إليَّ أحدهم وهو يلبس قُبعة وشال أحمر،وابْتَسَم الآخر وهوَ يرْتدي نظّارته وصَلعتُه تبْدو كمِرآة بألفِ حرْف ،وذاكَ الفيْلسوف بأصابعه يلامس تجاعيد جبهته ليعصر ويعقد فكره، والناقد والقاص طلعت يلوح من سماء القبّة الذهبيَّة و يضع يَدُه اليُمنى على خدّه ليُخْفي غمّازته بطلعته وهدوءه ، وعازِف الكَمانْ الذي أطرَب العالم بلَحْن -عبد الوهاب ،وفريد ،وحليم-
- التفتَ إليَ الجميع وكأني سأنْشد أنشودَة المَهْد:
<منذ كنتُ طفلة إذا ما أمطرَت السَّماء أَخرج بغَرْشَه لتمْتلئ ثم أَسْكُبها على ورَق لتَنطق الحروف كل ما ظَمَأَت ، إنها أقداح ذكرى معطَّرة بانْهمار المَطَر، وغرْشة هي -صحن مَعْدَني مُقَّعَّر يسْتخدمه الكُبار في السّن للشرب- ،
- ثم تابعت :ما لهذا الهوى يقتلْ قلمي فقلبي بهواه قتيل ،و سموات كلماتي تَزدهي فأنادي الفحول والطيبون،ودائرة الخيال تزحف بسيفٍ وقلم ..وصَهيل السّيوف تتباهى في زحمة النور، واللحن يُحْي كل روح فترفّ الحروف والصحائف من بهاء ظلٍ ظليلْ ..جميلٌ بليغْ.. آه..رحلَ الشوْق للنّهر الحَبور ،وطَرُبَ النُّور بلحون وطُبول ..وما زلتُ أعْرُج لأرْتقي للمسْتحيل >
- هلا.. تُخبروني كيف أسْلو للمستحيل وأنشدُ حكاية حروفي.. بنشيد ٍعبقريْ !
صفَّقوا وعادوا لكراسيهم المُترامية دون أيْ تعليق
داهَمَني شَكّ بأمري وحدثتُ نفسي.. ربّما تكون أرْواح وأحاسيس أسْتَحضرها ،لأكتُب على طاولتي المُستديرة!
******
- سألَ ضميرٌ مجْهول عنّي : -
مَن سَمحَ لكِ أن تأتي بأريكة خضراء مُخمَليّة وتُسرفي في كلماتك!
دقَّقتُ النظر فيه من يكون ! بالطبع هو ليس -النادِل- ولا هو من -أقلام النور- أو مِمّن يزور مَحطّتي المُتواضعة أقصد ، مَقر الأدباء ، -إن أدباء وأديبات النور هم من رفعوا قلمي حتى أصابه سَهمٌ طائِش ورواية وقصص ، وحروف تنبض جمالا- هو يُصر -لا- لهذا القلم ، ولا أعلم ما العلّة وحالة الرفض التي يُعاني منها لي !
- وبإصْرار شديد أمرَني :
إن كتبتِ فلتَكتبِ على رُكن مُنطوي أو زاوية قصصيّة أو ضعيها في مفكّرة الذكريات
جاءني وهو يمشي بتعالي يا لهُ من إنسان مُكابر يَرتدي قميص أبيض وبَذلَة ،وربطة عُنْقه تكاد تخنُق حِبال حنجرته ..وهو يحذّرني بحاجبيه وملامحه تودُّ أن تصفَع كلماتي -بالكاف ،والألف- المشدوده
-يومها قال لا تستندي على طاولة الفكر وتُطيل الجلوس
-نظرتُ إليه بُرهة :
وأنا أسْترجع ذاكرتي .. آه تذكّرْته..هو ذاته السائل الذي قال أنت امرأة ثرْثارة، و قد يكون هو الذي زارني ذات يوم وقال أوراقك مُملّة في تلك المحطة التي أقمت فيها لبضع أشهر، لم أُمانع رَأيَه ..
-عاد ليُحذرني بإصْرار :
أنتِ لم تُؤصدي الأبواب بالإضافة أنكِ أضعتِ قفل القصّة، فكانت الغرامة والضّريبَة- للنّادل-
-أجبتُه وأنا أُدافع عن الحَيْ والأسلوب الذي أسْكُنه:
ثِمة شيء يدور في فكري مُنذ الصّرخة الأولى التي وُلِدتْ فيها روحي وكانت تُرفْرف على- بساتين النور -وما جعلني أزداد اليوم ثِقة هو شوقي وحواري على الشُّرفة، وتساءل الأُدباء والأديبات عن هَويَّتي في لَحْظة هُبوطي ، ثم ما المانع- يا سيّدي- أن لا أنطلق لأسلوبي ..وحياتي.. وحروفي.
الحقيقة خفتُ على حبيبي أن يُسجَن و أكون السب في حبْسه ووحْدته، فهو قطْعَة مِن قلْبي وحُروفي التي تَسْتند عليه ،- فحبيبي النادل- هو كلماتي التي تَقطُر مني عرقا وشهدا ، وأجرّها جراً حتى بدأتُ أشكُّ أني سفينة الصحراء، بتّ أخاف أن أُصاب بضربَة شمس..
فلا أنا كتبتُ ولا هوَ قرأَ حرف. .!لذا كنتُ في استراحة طويلة وعدتُ وأنا أَلهث باشْتياق لمقهى الأشْواق ..
وأخيرا..هّزّ رأسُه وانصرفَ وانْمحى اسْمه من القائمة ...وأنا ما زلتُ بانتظار عودةُ -النادِل- وقراءة حروفي من -شُروقِ الشَّمس ..إلى مَغيب الشَّمْس- ...

(هذه الجلسات التي تشكّل تلك القصة بالفعل هي سرد أكتبها في مفكرتي وأهنيك أستاذ محمد الصالح الجزائري على تفهمك و وضعها في -زاوية قال الراوي- لأنها تكاد تنطق فزدت و أرسلت بعض من حروفي ...كما أشكر الجميع على قراءة النصوص وجلساتي المتعددة..)


لكم أشواقي وتقديري ..ونخيل رياضــــي
خولة الراشد

توقيع خولة الراشد
 [gdwl]

المواجــــــهة

إن كل ما نــحتاج إليـــــه بعــد الإسْستعـــانــة بالله

هــو استــخدام قــوَّاتــنــا المُـَـتعـددة الإتــجهات

فــي إســْعـادْ أنفســنا ودَعْــــم من حــولـــنا وحُـسْـن تــوْجــيــه مـشـــاعـــرنـــا
[/gdwl]
خولة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس