عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 03 / 2014, 33 : 06 AM   رقم المشاركة : [6]
علاء زايد فارس
مهندس وأديب يكتب الشعر

 الصورة الرمزية علاء زايد فارس
 





علاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: الأدب الأرمني المعاصر

دفتري اليومي‏

"أيها السادة، لا تظنوا وأنتم تقرؤون هذا العنوان أنني تاجر مفلس أقدم حساباتي للعامة. يشرفني أن أعلن أنني لم أكن تاجراً في حياتي ولا أرغب في ذلك، لأنَّ ضميري لا يسمح لي ببيع البضاعة بقيمة ليرة ونصف لشخص غيري وقد اشتريتها بليرة واحدة.‏

قررت أن يكون لي دفتري اليومي دون أن أكون تاجراً، لكي أسجل فيه الأحداث اليومية، وأحياناً وانطلاقاً من الأحداث أسخر من الجرائد المعرضة للموت.‏

لتتشكل أنهر من دموع ذرفتها عيون هرقل، وليقدم الشعراء الوطنيون الفرات ودجلة كعيني أرمينيا ويشرعون بالبكاء، وليقم السيد شوخادجيان بتأليف ألحان تبكيهم. أمَّا أنا أيها السادة فسأسخر، ولست بحاجة إلى ألحان أو بيانو كي أسخر.‏


إن البكاء على النقائص قمّة النقائص. وإن ذرف الدمع على البؤس هو برهان على أننا لا نملك إهراق الدماء. فالدمع من اختصاص الأطفال والنساء، أرجوكم لا تقتربوا من اختصاصهم.‏
لا يمكن أن تتصوروا كم سأشعر بالبهجة والسرور عندما أنجح وأجعلكم تضحكون من الأحداث والأشخاص التي سأتناولها في دفتري اليومي.‏


عندما نسخر من الميالين إلى الرذائل يفترض أن نكون على طريق الفضيلة. وبهذا، بقدر ما أحصد من الضحكات يقل عدد الناس الميالين إلى الرذائل.‏

ويجب أن لا ننسى تلك الفئة من الناس التي أقسمت ألا تضحك أبداً. فأنا لا أتعاطى معهم، ذلك لأنَّ اغتصاب ابتسامة من شفاههم أصعب من الحصول على الإصلاحات من الحكومة. وخاصة أنني لا أملك أية إعلانات ولا مشاورات ولا أسطول كي أمارس الضغط. ولكي تثقوا بالحياد الذي أتمتع به، أبيّن أنني في موقف لا يفرض علي التحيز.‏

المجد للعناية الإلهية فأنا لا أملك أصدقاء كي أتحيّز. لكي لا تظنوا أني سأتحدث بغرائزية، معاذ الله... المجد للشيطان، ولا أملك حتَّى أعداء. لا تندهشوا، أيها السادة، فأنا أعيش في هذا العالم كما تعيشون أنتم أحياناً على المسرح، أصبح فقط متفرجاً على العرض دون التدخل في شؤون الممثلين. بشكل عام، أنا أعيش بعيداً عن المجتمعات، وهذا هو سبب سعادتي.‏


ويدرج بارونيان تحت تواريخ مختلفة اليوميات التالية لتكون الكلمة الساخرة القوية والطيّعة في آن واحد.‏


ـ1.‏
عندما كانوا يأخذون سيدة أرمنية لدفنها، جلست فجأة في التابوت وطلبت ماء لتشرب. فأشارت جريدة (ماسيس) إلى الحادث بقولها: "هل يعقل أن يظن الإنسان الحي ميتاً في القرن التاسع عشر". وأنا أقول: "ولماذا إذاً وفي القرن التاسع عشر، يعتقد أن جريدة (ماسيس) حية وهي ميتة".‏



ـ 2 .‏
ـ كنت تقول يا أبي إن الاحمرار دليل على الخجل.‏
ـ نعم، عندما يخجل الإنسان من فعلته ويحمر وجهه فهذا يدل على أنه فاضل.‏
ـ إذاً أمي فاضلة جداً.‏
ـ لماذا.‏
ـ لأنها تجعل وجهها أحمر كل صباح.‏
آه، أيتها الألوان، وهل أنت تغيّرين من معناك إلى هذا الحد.‏



ـ 3 .‏
يتزايد عدد الأطباء في مدينتي يوماً بعد يوم. حتَّى أن لكل شخص طبيبين.‏ والحق أن كثيراً من الفقراء يموتون دون طبيب، ولكن كم من الأطباء يموتون دون مرضى.‏
ـ 4 .‏ ـ ألم تقدم الفحص يا بني.‏ ـ نعم قدمته يا أبي.‏ ـ ألم يهد إليك أستاذك كتاباً يوم توزيع الشهادات.‏ ـ كلا يا أبي.‏ ـ ولماذا.‏ ـ لأنني أنا أيضاً لم أعط أستاذي شيئاً في عيد رأس السنة يا أبي.‏ ـ 5 .‏ عقد اليوم أيضاً اجتماع للنواب. وتغيب اليوم أيضاً العديد من النواب بسبب صحي. وحضر فقط من أصابه رشح خفيف. فالوصول إلى منصب في مجلس النواب له أساليبه، كشرب القهوة أو الشاي في البيوت.‏ ـ تفضلوا الشاي.‏ ـ شكراً، أنا لا أريد.‏ ـ أرجوك أن تقبل.‏ ـ تفضل أنت.‏ ـ وأنا أيضاً سأشرب.‏ ـ إذا شربت أنت، أقبل أنا أيضاً.‏ وأخيراً، يشرب الشاي.‏ ـ 6 .‏ اليوم اقتنعت أن المسرح مدرسة للأشخاص الكبار. لكن ماذا يدرس الكبار في تلك المدرسة. هنا تكمن المشكلة. فليصر الآخرون على أنهم يدرسون الأخلاق هناك، وأنا أصر على أنه بالرغم من وجود درس الأخلاق لكن الطلاب يأخذون درس تكوين الجسد حيث أن المشاهدين يركزون انتباههم أكثر على ذراعي الممثلة ورقبتها وساقيها أكثر من الكلمات التي ستلقيها، وعندما يجدون ذراعي الممثلة جميلتين يقولون:‏ ـ كان عرضاً رائعاً جداً...‏ مساكين هؤلاء المؤلفون... يظنون أن الجمهور يصفق لأعمالهم... بينما في أغلب الأحيان يصفق لمؤلَف الممثلة...‏ ـ 7 .‏ أرى اليوم أن الغذاء له تأثير كبير على أفكار الإنسان. فأنا أعرف شخصياً كان يقضي حياته قبل سنة على الخبز والجبنة، وكل يوم كان يتكلم عن المواضيع الوطنية ولكن الآن بالرغم من أنه يتغذى على اللحم فإنه يلوم من يتحدث عن المسائل الوطنية.‏ ـ 8 .‏ ليست النساء فقط من يرغبن في تجديد ملابسهن، فهناك على الساحة نقاد يرغبون التحدث بشكل جديد.‏ أقدّم إليكم السيد كاتب آدوم الذي يشغل منصب ناقد لمنشورات (ماسيس) القديمة والحديثة. ذوقه رفيع، ويملك رأس المال المفروض على النقاد، ولكن في الكثير من الأحيان يسمعنا أحزانه أثناء نقده لكتاب ما.‏ وأحياناً عندما يتحدث، يقفز فيكتور هيغو في حديثه. وقبل إنهاء حديثه يدخل فولتير ولامارتين ومئات الكتّاب غيرهم في الحديث، فيضطر المستمع إلى أن يقول:‏ ـ إما أن تصمتوا جميعاً أو تتحدثوا واحداً واحداً كي نفهم.‏ فعلى سبيل المثال إن قلت: "استيقظت في الصباح، ووضعت ثيابي وأكلت الخبز".‏ أعط هذا السطر لآدوم وسترى أنه يقول لك السطر الآتي:‏ "استيقظت في الصباح، ووضعت ثيابي حيث تستعمل لتغطية عيوبي فقط، كما يقول جان جاك روسو، وأكلت الخبز، على الرغم من أن الكتاب المقدس يقول أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله".‏ لماذا تقاوم عكس اتجاه الفكرة، ولماذا تعذب القارئ يا آدوم، اذهب بطريقك الصحيح، ما الداعي كي تقوم مع كل خطوة بطرق باب الكتّاب الواحد تلو الآخر.‏ ـ 9 .‏ عندما يكون الشيء جميلاً بطبيعته، يليق به كل ما تضيف عليه من زينة.‏ فعلى سبيل المثال، لغة الصحفي (شاهنور) في جريدة (صحافة الشرق)، جميلة ومزخرفة.‏ وأنا أيضاً حاولت يوماً ما أن أزخرف لغتي، لكن فيما بعد انتابني اليأس عندما رأيت امرأة بشعة ازدادت بشاعتها عندما تبرجت وزادت من زينتها.‏ لماذا تترك بعض الألسنة البشعة البساطة وتذهب نحو الزخرفة وتصبح أقبح.‏ متى سنتوقف عن قراءة مقالات فارغة من الكلام ومليئة بالزخرفة.‏ ألفت انتباه رؤساء التحرير لهذه النقطة.‏ قاموس صغير‏ الجسم: مُلك الأطباء.‏ اللباس: صفة تدل على حال الإنسان.‏ التبرع: تسول نبيل.‏ السوق: معمل الكذب.‏ الأمل: فن خداع الذات.‏ الثمالة: حماقة مؤقتة.‏ قِصَر القامة: اختصار للإنسان.‏ الخير: والدة نكران الجميل.‏ القبلة: فواصل منقوطة في قواعد الحب.‏ القرار: مرفأ يرمي فيه الفكر مرساته.‏ الرقص: احتضان رسمي.‏ الاحتضان: كلمة معقدة.‏ المسمار: حروف عطف للأبنية.‏ القبر: محطة لنفق يأخذك إلى العالم الآخر.‏ الحلم: سفرة للفكر دون بوصلة أو دفة.‏ الشتيمة: جدب للبراهين.‏ الصورة: متملق، يقول أنت جميل حتَّى للأكثر بشاعة.‏ الخاتمة‏ سخر هاكوب بارونيان من الأغنياء أصحاب السيادة والتجار والأطباء الماديين والمفكرين المزورين ورجال الدين. إنه يكتب بلغة بسيطة، لغة الناس المحكية. وهو يعدّ علماً من أعلام الأدب الأرمني الساخر. ومع أن أعماله لم تأخذ فرصتها في الوسط الثقافي العربي، إلا أن سخرية بارونيان الخالدة جعلت أعماله لا منافس لها في السخرية السياسية والاجتماعية في المسرح.‏ تحمل أعماله الساخرة بصمة العبقرية. إنه ليس فقط أحد الوجوه السائدة في الأدب الساخر الأرمني بل والعالمي. ومن أكبر خصائص هاكوب بارونيان قدرته الاستثنائية على رؤية الحياة وتقديمها، فهو يشاهد ويصف. ولأنه يعتبر البكاء على سلبيات ونقائص الحياة ضعفاً، لذلك يفضل الضحك مقدماً الجوانب الساخرة. وكما يقول هو "فالحياة مسرح وهو المتفرج".‏




عن مجلة الآداب الأجنبية
توقيع علاء زايد فارس
 عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ،
فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!!
وَكُلُّ الْعَوَاصِمِ مَلَّتْ أَنِينِي ،
وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ...
أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ،
وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ..

الأديب الجزائري الكبير: محمد الصالح الجزائري
علاء زايد فارس غير متصل   رد مع اقتباس