حماسة نملة
في الغرفة الصغيرة زحفت تلك النملة الصغيرة نحو ذبابة عملاقة ملقية على الارض التي بدت عليها ملامح الاجهاد إثر اصابة بساقها الايمن الذي تشتم منه روائح الجرح .إقتربت منها بحذر شديد من الخلف دون أن تشعر .وفجأة انقضت النملة على ساقها الجريحة وعضتها عضة شديدة ,فصرخت الذبابة صراخاً عالياً وأرسلت رسالة استغاثة لعل الذباب في الافق يسمعه
حاولت ان تدافع عن نفسها ,فالتفتت يمينا ويسارا باحثة عن مهاجمتها,ففاجأتها النملة بقرصة ٍ أخرى بمؤخرة رأسها.فشعرت بأن الغرفة ,تدور من حولها ثم غابت عن الوعي . وبينما كانت النملة تجر صيدها الثمين(الذبابة *)نحو جحرها وهي تدندن بأغاني النصر ,رمقها بعينيه طفل صغير في الغرفة الذي التقط الذبابة ورماها بعيداً عنها ففزعت النملة من الطفل وهرولت نحو الجحر لكنها فكرت بالمجد الذي ستحظى به عند اخواتها النمل ,فرجعت تجر الذبابة ببطء شديد فوجدت الطفل ضاحكاً يلتقط صيدها مرة أخرى .... اشتد غضبها فزحفت باتجاه الطفل وقرصته غيظاً فقام الطفل باكياُ.ثم عاودت جر صيدها الى الجحر وهي تندندن مرة أخرى.
بنظرات كلها اعجاب لها تقدمت اخواتها من النمل في تقطيع صيدها الثمين ثم شرعت النملة تروي لهم ماحدث وتبالغ بوصف شجاعتها حتى وصلت الى حكاية الطفل الصغير ,فقام قائد النمل محذرهم بفزع ٍ عن خطر ما قامت به تلك النملة المستهترة وبينما هو يتحدث إذ نزل رذاذ قاتل من أعلى ليغطي أرضية الغرفة و يكتسح جحور النمل وثناترت على إثره الاف الجثث من النمل ثم ارتفع صوت ودود في الغرفة : لا تبك يا عزيزي ..لن يقرصك النمل بعد الان
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|