رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
بادئ ذي بدء أشكر الأديبة الرائعة هدى الخطيب على فتح باب الصالون الأدبي بإطلالة بهية مختلفة ، وبنكهة أدبية عالية المستوى .،تُنم عن حدس أدبي متميز .
الواجب علينا ، أن نفي للأديب المتألق طلعت سقيرق في - حضوره وغيابه-حقه علينا لأنه ترك لنا موسوعة وغزارة في الإصدارات ، فكان شاملا مبادرا وفاعلا ونشيطا ، كان صاحب قضية يمثلها في كل كلمة وخطوة وقول ، امتلكته في كل حركة ونبضة فامتلكنا بأحاسيسه الصادقة ، فكانت روحه الطاهرة حاضرة تجسدها كلمته التي لا تموت ولا تفنى.
وأقول آخ..
هذا زمان جارح
ودمي صراخ
من يشتري مني بقايا ما تبقى ؟؟
إن تبقى ..
الصورة الآن اندياح الأفق في هذا الردى
الصورة الآن الصدى ..
طرقات قافلتي خراب
ووجوه أحبابي غياب
وأقول آخ..
هذا زمان جارح
هذا خراب
للكلمة وقع وأثر ،وخاصة حين تكون في لحظة متفجرة بالألم ،على واقع يشهد انكسارات
وآهات.
ما أظنك قد رحلت أيها الشامخ ، وكلماتك تتردد في الصدى وفي ساحات الردى تستنهض الهمم وتحشد الكثير من الطاقة في النفوس فيصبح شعرك نبيلا صالحا في كل زمان ومكان .
حجرٌ يراوغُ .. لا يراوغُ
يرتدي زيَّ الأصابعِ
والأصابعُ فوهات ٌ
ترتدي زيَّ المقاتلِ
تملأ الأرض .. الفضاء .. الريحَ
قصفا
تنسف الأعداءَ نسفا
ترتدي حقلاً .. ونبعاً ..
ترتدي جذراً وتاريخاً طويلاً
ترتدي كلَّ المنازلِ ..
حرقةَ الغرباءِ ..
تمتصُّ الحكايا ..
تملأُ الطرقاتِ ناراً ..
تقلبُ الدنيا جحيماً ..
ترتدي زيَّ المقاتلِ
لن تمروا ..
خيلنا ضوءٌ وفجرُ
سيفنا حجرٌ وجمرُ
شمسنا حقٌ وصدرُ
لن تمروا ..
كلما سقطَ الشهيدُ يعودُ من حبلِ
الوريدِ
.
رحمك الله أيها المبدع المتألق المتوهج ، إنسانية وقيما وخلقا وطيبة وصدقا .
وهنا سأنقل ما ما سجلته الأستاذة حنان درويش في حق شاعرنا المبجل -رحمه الله - في العدد ١٢٧٤ من جريدة الأسبوع الأدبي تحت عنوان - إلى روحك الطاهرة - السنة الخامسة والعشرون 10/12/2011
"كان حضورك بيننا ظلا وفيئا ... أيا شعر العصافير والقمح والليمون ، وبيارات السطوع الطالع من قرص الشمس ، أيا شاعر الحب والحزن والسابحات الهادئة الخجولة ، في فضاء البوح كنت شهابا يضيء القوافي ، ويعلن عند ناصية النثر أحلى الكلام ، ويرسم وهج القول من يراع الروح ويتحف الكتابة بطيب النفس ، وكنت من الذين يفيضون طيبا ، وحسا مرهفا ، ومحبة الناس أجمعين ، تعطيهم روحك وقلبك ووقتك دون انتظار مقابل ، إنك الإنسان الذي يملك بين جوانحه حب الدنيا بإثرها ليقدمه إلى الآخرين " ص ١١
|