21 / 03 / 2014, 17 : 04 AM
|
رقم المشاركة : [63]
|
مهندس وأديب يكتب الشعر
|
رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
هيا نمضي سوياً في قصة الغضب للأديب الفلسطيني طلعت سقيرق:
1- قصة الغضب للأديب طلعت سقيرق تكشف الدافع الحقيقي لرد فعل الشعب الفلسطيني، ولو فهم الغرب والشرق الدافع الرئيسي من مقاومة الشعب الفلسطيني ولجوء بعض أفراده للعمليات الاستشهادية وغير الاستشهادية لأدانوا الظلم قبل أن يدينوا هذه الأعمال المقاومة التي تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال..
2- في قصة الغضب لخص الأديب طلعت سقيرق القضية الفلسطينية في مأساة عائلة عبد المجيد.
من المعروف أن معظم أبناء الشعب الفلسطيني تضيع أعمارهم لبناء بيتهم الحلم، بيت من الباطون المسلح يقيهم الحر والبرد، ولو نظرتم إلى معظم البيوت الفلسطينية في المخيمات والمدن ستجدوا أنها لم تصل مرحلة التشطيب الكامل، يعني بيوت بلا دهانة ولا قصارة...مما يدل على المكابدة والعناء في الحصول على بيت.
لذا فنسف البيت لوحده هو بمثابة تدمير لمستقبل عائلة كاملة، خاصة إذا كان تدمير البيت بغرض الانتقام من مطلوب ما وإيقاع الأذى على أهله، فما بالكم ببيت قد دمر وولد قد استشهد والولد هو وحيد الأهل!
..
3- كانت القصة تصور عبد المجيد كمواطن بسيط مسكين صامت، يتلقى المأساة تلو المأساة، كان كالأرض الصامتة كالبركان الخامل...
ولعل الكاتب يريد أن يقول " أن صمت المظلوم كلما طال كلما كان انفجاره في وجه الظلم أقوى وأقسى"
وهذا ما حدث في قصتنا، كان البركان الخامد يغلي ويغلي وهم يزدادون في ظلمهم وجبروتهم ....
قتلوا الولد
ونسفوا البيت
وسخروا من موت سيدة البيت التي رحلت كمداً وألماً
ثم أصبحوا يتسلون على صاحب المأساة ويسخرون من صمته حتى غضبنا من صمته وسلبيته وتلك كانت مفاجأة الكاتب المبدع!
بدأت البشريات تأتي تباعاً بأن هناك شيء ما سيحدث، لكن هذه البشريات زادتنا شوقاً لمعرفة النهاية...
وانتهت القصة بنهاية تشفي الغليل، كثيراً ما شهدنا مثلها في الأرض المحتلة....
أن الجنود الخمسة كان مكانهم القمامة قتلى !
وأن عبد المجيد تحول إلى بطل وهو مختفي
وهذا يعني أن البركان سيستمر في الغليان والانفجار لفترة أطول!
ولو لاحظتم على أرض الواقع كيف أن كل فترة هدوء في الأراضي الفلسطينية تعقبها انتفاضة أقسى وأقوى من سابقتها...
ولعلكم تذكرون كيف كانت مأساة عمال مخيم جباليا، حينما قتلوا بدم بارد في الثمانينيات سبباً في اندلاع انتفاضة لسبعة سنوات...
تذكرني قصة الأديب طلعت بأيام الجامعة، حيث كنا ننتظر على الحواجز بالساعات والايام، وكان الجندي الاسرائيلي يسخر ويضحك ويغني في موقعه بالمذياع ونحن نعاني الحر والبرد، وإذا تمردنا كانوا يطلقون الرصاص والغاز علينا.. ثم من الله علينا بعملية نوعية هي الأولى من نوعها حيث فجر الحاجز من نفق تحت الأرض، ودفن الجنود جميعهم تحت التراب!
4- الظلم يغير في شخصية الإنسان، حتى الولد المدلل أصبح مقاوماً ورافضاً للظلم
فالحروب والمآسي تغير نفسية الانسان وتغير سمات المجتمعات.
قول الأصحاب يا مصطفى أنت ولد كثير الأحلام، مشكلتك أنك وحيد والديك، عرفت الدلال حتى مللته.. كان يغضب ويصر على أنه مثل أي واحد منهم. وما كان يهمه غضب الوالد والوالدة حين يفر لاهثاً من أزيز الرصاص.
5- القصة كانت مشوقة وكان الانتقال إلى النهاية مدهشاً لأبعد درجة ولاحظنا أن الركام والخيمة والقبر والأرض التي سال عليها دم عبد المجيد ودفنت بها عائشة والعصفور الذي يمثل الولد الشهيد أصبحوا شخصيات انضمت إلى القصة وساءها ما يحدث وتذمرت وغضبت حتى وصلت القصة إلى منتهى الغضب لكنها شفت غليلها في النهاية بمقتل الجنود الخمسة.
هذا تعليقي المتواضع على قصة الغضب
واعتقد أن هذه القصة من روائع القصص التي عبرت عن الهم الفلسطيني وقد تأثرت كثيرا حينما قرأتها وبدأت استعرض في ذهني قصص الانتفاضات الفلسطينية وذكريات الانتفاضة التي عاصرتها والحروب التي عايشتها.
|
|
|
|