رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
الأديبة هدى نور الدين الخطيب
تحية حب وتقدير
إنّ تفعيل هذا الحراك الأدبي في ذكرى مولد الأديب المبدع طلعت سقيرق-رحمه الله-عمل يستحق كلّ تقدير، فالأديب طلعت سقيرق-رحمه الله- ظاهرة إبداعية في عالم الأدب والشعر،والخوض في معالم إنتاجه يحتاج إلى مجلدات ولكنّي أحببت هذه القصيدة المهداة إلى ابنة خاله الأثيرة لديه، قصيدة رائعة تحتاج إلى وقفة طويلة لأنّ الشاعر جمع بين حزنه على الوطن السليب (حيفا) وحزنه لاغتراب ابنة خاله الغالية فتمازجت مشاعر الشوق للوطن ولابنة الخال الغالية-
جزء من القصيدة:
صباحُ الخير يا دفء المواويل
صباحُ الخيرِ يا عمرا
يصبُّ النور في عمري ..
صباحُ الخير ِ
بنت َ الخالْ
ترى هل تهطلُ الأمطار ُ في كندا
على أنغام ِ أغنية ٍ
تشابهُ وردة ً في الشام ِ عابقة ً
بكلّ مفاتن الدنيا ؟؟..
صباح الخير ِ
بنت الخال
كيف الحالْ
أراكِ الآن في حيفا
تزورينَ البيوت َ هناكْ
ترين وجوهَ من سرقوا مدينتنا
يحيطون الهوى العربيَّ
بالأسلاكْ!!..
ويبنون الدروب السودَ
بالقطران والأشواكْ
ما أروع هذا التعبير وهذه المشاعر التي تفيض شفافيّة وصدقا، لقد استمتعنا بقرّاءه شعر مفعم بالجمال والمصداقية، لقد أثّرت النكبة الفلسطينية على جوارح الشاعر فأثرى ديوان المقاومة شعرا تهتز له الأحاسيس، إنّه ابن النكبة التي طوّحت به في بلاد الشتات وأبعدت ابنة الخال في بلاد الاغتراب.
كان عطاؤه زاخرا في الصحافة والرواية والقصة والإبداع الشعري المميز وتفرده في تجربته الشعرية في القصيدة المطولة" القصيدة الصوفيّة"التي صدرت في العام ،1999والتي تعدّ واحدة من التجارب الرائدة، للقصيدة العربية الوحيدة التي تنتهج السطر الواحد، والموضوع الواحد، والتفعيلة الواحدة، حيث أبدع الشاعر طلعت سقيرق -رحمه الله-بخطوة غير مسبوقة في التميز والانفتاح على عالم شعري لا مثيل له من خلال قصيدته ((القصيدة الصوفية)) التي تعتبر بحق قصيدة القصائد ويعيش فيها القارئ أروع حالات الوجد ومن مقاطعها :
أحبكِ فوق ما في الحبِّ من حبٍّ وأسرد كلَّ تاريخي وموالي وأحوالي على درب ارتعاش اللوز في أفياء أغنيتي وفي أنواء ما في القلب من بلحٍ أعيد إليك أسرار انتباه المشط في شعر الحقول السمر في شعر الفصول السبع من صيفٍ إلى سيفٍ ومن طيفٍ إلى مطرٍ يداخلني فأنسى كلَّ أشعاري على عتبات أمنيةٍ مضت فانداحتِ الأحلام في كرةٍ يدحرج صوتها صوتي على صمتي ويكسرني شظايا من نداء الوجد تسبح في كرياتي وآياتي فهل أنت التي شدَّتْ على نهر الترانيم التي فاءت إلى قدسية العتبات راجع
مهما أبحرنا في إنتاج الشاعر المبدع طلعت سقيرق-رحمه الله- لن نوفيه حقه في الثناء فهو كنهر متدفق أينعت العبارات الرائعة على ضفاف الإبداع في معظم فنون الأدب وخاصة الشعر، وقد أحزننا رحيله المبكر لكنّه أثرى المكتبة العربية بغزارة الإنتاج.
وتشرفت بتعليق الناقد الكبير الأستاذ طلعت سقيرق-رحمه الله- على إحدى قصصي(عندما يعشق دمية ) وكانت عباراته حافز عزز لديّ الثقة في كتاباتي، وشعرت بالفخر لأنّ أديبا عملاقا أبدى رأيه في قلمي.
كرم الله مثواه في جنات النعيم وغمره بالرحمات.
|