رد: قضية في قصيدة - للنقاش في موضوعها -ربَّ أخٍ لي لم تلده أمّي/ للشريف الراضي- بانتظ
السيدة الجليلة هدى الخطيب
ألف سلام وتحية....
الصداقة صرح واسع للتعايش بين البشر وهذا المصطلح مهم جدا ومتين وكان المؤسس اﻷقوى في جعل الكائن البشري كائنا اجتماعيا صرفا عن غيره من بقية مخلوقات الله....
للصداقة أطياف وأشكال وأنواع برأي وطقوس أيضا وهي تختلف بين أنسي وأخر كبصمة الأصبع....
سيدتي فالصديق قد يكون اﻷخ الذي اختاره القدر ليكون أنيسا وحبيبا وقرة عين كالصداقة التي جمعت بين نبي الله موسى وأخيه هارون على سبيل المثال لا الحصر...
وربما تكون الصداقة قد ولدت من رحم تجاربنا وأذواقنا وتفاعلنا وووو فيكون صديقا "مختارا* بفعل هذه العوامل وغيرها وفي هذه الحالة اي حالة الإختيار تكون الصداقة أمتع وأجل وأغنى ﻷنها ثمرة من تفاعلات " اﻷنا" ونتيجة لمكنونها و مكونها المعرفي الإدراكي فبفعل تراكمات الحاجة الى ما يتلازم والطبيعة البشرية والفطرة الكونية لهذا المخلوق ،هو بحاجة دائمة الى من يدعمه ويسانده في مختلف المجالات و التجارب والمراحل ، وكان الصديق المصطلح اﻷكثر احتواء واشتمالا لمعظم الحاجات الطبيعة الإنسانية وبشكل خاص الحاجة الى الدعم الروحي والفكري أكثر منه حاجة جسمانية شهوانية الخ...
واﻷصدقاء كما ذكرت سابقا كأصناف الطيور والزهور وكأصناف طبائع البشر مختلفيين كأحوالهم ، منهم من هم أصدقاء مرحلة ما كأصدقاء الطفولة والمراهقة مثلا تتوقف مسيرتهم عند حد معين وزمن ومكان محددين، ومنهم من هم أصدقاء مواسم ومنهم ومنهم
لكن صفة صديق قد ارتبطت منذ اﻷزمنة الغابرة في مخليتنا بشيء من الديمومة المترافقة وعمر الفرد منذ بناءه لعقد الصداقة الى مرحلة وفاة أحد اﻷطراف
هذا النوع من الصداقة هو موجود بالتأكيد ولكن بنسبه ضئيلة نوعا ما ويرتكز على مرتكزات شعورية وأخلاقية وأهمها الوفاء وليس أخرها الإخلاص والتحمل وبذل النفس وتقديم النصيحة الخ...
لذا هو محظوظ من يمتلك أصدقاء من هذا الطراز وبهذة النوعية أصدقاء دائمين مخلصين حتى انتهاء أجلنا وربما ما بعد ذلك أيضا
شكرا لك أستاذة هدى أتمنى أن أكون قد وفقت في الإجابة على الموضوع وان كان بشكل عام وغير مباشر
|