رد: قضية في قصيدة - للنقاش في موضوعها -ربَّ أخٍ لي لم تلده أمّي/ للشريف الراضي- بانتظ
[align=justify]الأخت الغالية الصديقة الصادقة الأستاذة هدى نورالدين الخطيب
منذ يومين عانيت من بطئ وانقطاع النت فعذرا لتأخري عن المشاركة في هذا الموضوع الهام والذي أصبح عملة نادرة في هذه الأيام
ولكن كما يقول المثل: إن خَلِيَتْ خربَتْ...
طبعا الصداقة موجودة وهي أسمى مراحل الحب والوفاء بين الآباء وأبنائهم والإخوة والآخوات وبين الزوجين وووو...
وما أروع أن يكون الإنسان أيضا صديق نفسه
بالنسبة لي فإني اؤمن بالصداقة وأمارسها بحياتي وأسعى لاكون أخا وصديقا للكبير والصغير والحمد لله رب العالمين الذي أنعم عليّ باخوة لي في كل مكان
اما الصديق الوفي الحقيقي فيمكن أن يكون الاخ الشقيق أو الزوجة والأبناء
والمسلك الوحيد الذي يعزز هذا الوفاء بين الأصدقاء وهذا المعنى السامي للصداقة فهو أن يكون الإنسان صادقا مع الله، ومعنى هذا أن تكون الصحبة والصداقة يقصد بها وجه الله تبارك وتعالى ومنفعة الآخرة.
والصديق الحقيقي هو الصديق الذي تكون معه كما تكون وحدك وهو الانسان الذي تعتبره بمثابة النفس الذي يقبل عذرك و يسامحك إذا أخطأت و يسد مسدك في غيابك والذي يظن بك الظن الحسن و أذا أخطأت بحقه عن غير قصد يلتمس العذر لك ويقول في نفسه لعله لم يقصد، وهو الذي يؤثرك على نفسه و يتمنى لك الخير دائما والذي ينصحك اذا راى عيبك و يشجعك اذا رأى منك الخير ويعينك على العمل الصالح و يسبقك بالتحية والسلام اذا لقاك ويسعى في حاجتك اذا احتجت اليه والذي يدعي لك بظهر الغيب دون ان تطلب منه ذلك والذي يحبك بالله و في الله دون مصلحة مادية او معنوية والذي يفيدك بعمله و صلاحه و أدبه و أخلاقه و الذي يرفع شأنك بين الناس و تفتخر بصداقته و لا تخجل من مصاحبته و السير معه والذي يفرح اذا احتجت اليه.
واختيار الصديق له قواعده واصوله فليس كل إنسان يصلح للصحبة، فقد هدانا رسولنا وسيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم حينما قال: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. وقيل أن النبي صلّ الله عليه وسلم قال: إن الله اختارني واختار لي أصحابا وأنصارا وجعل لي منهم وزراء وأصهارا، ... فلابد أن يتميز الإنسان المرغوب في صحبته بصفات وخصال ترغب في صحبته.
واستذكر هنا قول الحسن البصري: انتقوا الإخوان والأصحاب والمجالس، وكذلك قول أَبي موسى الأشعري (رضي الله عنه) أن النبي (صلّ الله عليه وسلم) قَالَ : إِنَّمَا مَثلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ (اى يعطيك) وَإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحاً طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحاً مُنْتِنَةً) .
وأخيرا عندما نختار صديقا نختار انسانا يخاف الله ماجدا ذا عفاف وحياء وكرم، لانه من صاحب الانذال حقر ومن جالس العلماء وقر.
اكرر شكري اختنا الغالية على طرح هذا الموضوع
وفقك الله ورعاك وأعانك
دمت وسلمت
[/align]
|