[بغداد سايح]

ألحانٌ جارحةٌ لأغنيةٍ متبنّاة
--------------
بغداد سايح
--------------
و أبــيْــتَ إلاّ أنْ تــطــولَ أبـــا
بـمـسافةِ الـمـجْد الــذي كـتَبا

فـــقــرأْتَ أفْـــراحــاً مُـزنْـبـقَـةً
جُعِلتْ لها هذي السُّطورُ رُبى

و غـفوْتَ فـي صدْرِ الكلامِ يداً
لــتـخُـطَّ حـــاءُ الأبـجـديَّـةِ بـــا

فـــإذا بـقـلْـبٍ يــرسُـمُ امْــرأةً
غـدُها غـزيرُ الـعِشقِ كمْ عَذُبا

ســكـبـتْ بـعـيْـنـيْها مـفـاتـنها
و أتـيْتَ تُـرخي نـحْوها الـعَجَبا

بـفـمٍ شــذيِّ الـهمسِ تُـربِكُها
و تـسـيلُ ضـوءاً يُـرْقصُ الـهُدُبا

لـتـسـيرَ آهـــاً عـبـرَ رعْـشـتِها
و تُــذيـقَ خُـوخـاً حـالِـماً كـذِبـا

و تـــدوسَ ثــغْـراً تـائـهـاً قُـبَـلٌ
و يــهُـدَّ لــثـمٌ شـامـخاً صَـعُـبا

و مــعَ انـهِـمارِ الـوقـتِ أغـنـيةً
نـبَـتـتْ فــتـاةٌ تُـوقِـظُ الـصّـخَبا

و تنامُ في حِضْنِ السؤالِ و ما
تــجِـدُ الـمـعاني والِــداً سُـلِـبا

صَـرخَتْ.. تبنّاها الصدى حُلُماً
و بـكتْ فـساقتْ دمْعَها سُحُبا

سـألـتْ صِـبـاها عـنْـكَ حـائِـرةً
و حـنـانَها الـمجروحَ.. لـمْ يُـجِبا

سـتـبوحُ لــي أحـداقُـها و أرى
خـجلاً عـلى الـخدّينِ مُضطَرِبا

أ يـعـودُ مُـخـضرَّ الـلحونِ أبـي
لـنُـمَـوْسقَ الأعـيـادَ و الـلّـعِبا؟

أ تـجـيءُ أمّـي مِـنْ ضـفائِرها
فَـرَحـاً يـشُـقُّ الـحُزْنَ مُـلْتهِبا؟

أنــا شـهْـقةٌ لا وردَ يُـسْعِدُني
لــكـأنّـهُ مِــــنْ عِــطْــرهِ تـعِـبـا

ظـمِـئتْ حـكـاياتي إلـى وطـنٍ
مُـتـدفِّقٍ لــمْ يَـسْـقِني نـسَبا

يـتكسّرُ اسْـمي حـينَ أصْعَدُهُ
فــأرى جِـراحـي تـكْـتُمُ الـلّقَبا

و أرى دمـــي يـمـتـصُّ ذاكــرةً
لـيُـراجِعَ الـنـسيانُ مَــنْ ذَهَـبا

لأبـي و أمّـي خِـطْتُ أمـنيتي
فـلـعـلَّ روحــي تـلْـبَسُ الأَرَبــا