[ميساء البشيتي]

أما اليوم فأينكن يا صديقاتي ؟
في عيد ميلاد سيدة النور لم نكن هنا
أنا أولكن لم أكن هنا
أينك نصيرة .. ناهد .. بوران .. ؟؟
أيننا ؟؟؟؟؟
هل أنعي هذه الصداقة وإلى الأبد
أنا تعبت ولم أعد أجد أي واحدة منكن
وأنتن أكثر تعباً مني وتسربتن من بين أيدينا دون أن نشعر
أتذكر قبل أكثر من عام كنا كل فترة نجتمع ونجدد الولاء لصداقتنا
نمحو كل أثار البعد ونعود من جديد .. نضع ابتسامتنا نصب أعيننا وننطلق ..
اليوم نحن أبرد من ألواح الجليد .. أدمغتنا حائرة .. مشتتة .. وقلوبنا متعبة جداً ..
صدر الرفيق وكتف الرفيق ويد الرفيق كلها مفردات ذابت وتلاشت ولم يعد لها أثر ..
متى كانت آخر مرة رأيت فيها نصيرة ؟
لم أعد أذكر وهي لم تعد تذكر ..
أ.هدى .. متى كانت آخر مرة اجتمعنا حولها ؟
لم نعد نذكر ..
أنا أراهن فقط على أن قلوبنا بيضاء ومشاعرنا لا تزال تسير بالإتجاه الصح
لكننا أصبحنا قوالباً من الجليد ولكن ما الذي غيرنا ؟
أنا واثقة أنه لا إجابة .. لأننا فعلنا لا نعرف كيف وصلنا إلى هنا ..
باستعراض سريع لما نشر هنا نجد أننا تعرضنا للكثير ..
ولم نكن نخفي شيئاً .. كنا نلج هذه المساحة وعيوننا ملآنة بالدموع ونخرج منها
وقد تطهرنا من حزننا وشقت الابتسامة طريقها إلى قلوبنا الضعيفة ..
أما الآن فكل شيء تغير .. الصحة تراجعت .. النفسية الجيدة أصبحت مشوبة
ببعض الغبار الذي تناثر من هنا وهناك .. الفكر مشتت وحائر ..
ولا كف على كف ولا قلب على قلب ولا أحد هنا ..
لست أدري هل أنادي عليكن ؟
هل أنا فعلاً مستعدة لهذا النداء أم أنه تجمد هو الآخر ؟
لكنها خسارة وكبيرة تعادل خسارة هذا الوطن العربي الكبير
الذي جعلنا نصبح قوالباً من الجليد في حين كنا فراشات من نور وضياء!