[خولة الراشد]

الأديب ..والشاعر سلمان الراجحي

تَجُر الكلمات بفنجانك الذهبي.. لتجمع الحروف وتبسط الأوراق ، ترفع إزار الحنين بالحزن الدفين، تسجل ذكراك على جدار الهوى .. لتثير القارئ فمن هو الكاتب والمكتوب .. ومن هو العاشق والمعشوق!
تساؤلات تدفعني للاستمرار وإن هي ذكريات ... تحكى أولها وتتغنى بحرفك ..لنطرب ونرقص بها مع كلماتك الرشيقة
تشمر عن ساعديك ، لتكتب كلمات بقدر ما هي مؤلمة بقدر ماهي ممتزجة بفرحة .. فيأبه خيالك الواسع إلا أن يبوح بالاشتياق حتى تنصهر المشاعر فوق تلال الذكريات، وبحذر تربط خيوط العمر بخطوط تسطع على السطور ،وبحسرة دفينة تتواصل حروفك النازفة فتصدر من قلمك مصطلحات تلون -الماضي بالحاضر- ،وبالعشق تتأرجح عليها وتدندن على -لحن الحنين- لتعيد الذكريات ، وبقلمك تخترق عقارب الزمن لتنتقل من ضفة إلى خرى.. ومن الفرات إلى دجلة تجمع بين الحاضر والماضي ، لتغسل حزنك بنهر منهمر من الكلمات ..ترمي جسدك المثقل ..على الذكريات والأشواق ..، فتصيبها بسهم طائش ،وتطل بمذكراتك من نافذتك المبحرة باللون الأزرق والأحمر، وحينا آخر تختفي خلف لباسك الحزين بدمعتك الدفينة ،كلماتك قصة عشق لا تنتهي وحكاية العمر وذكرى الزمن، تستخدم جميع الوسائل من بكاء وصراخ وحزن من أول خطوة تتخطاها في الحياة مرورا بشباب قلمك الذي لا يهرم لتسجل جماليات النصوص ، حزنك يرقص بالشوق والاشتياق، بالعتاب والفقدان، بالخيال والجمال، وتزخرف أسلوبك البسيط بأحلى الكلام وبصدق وشفافية يبدو لنا عطاء وحضور سلمان الراجحي على مفكرة ذكرياته وبقلمه النازف، يحمل هموما بحمل الجبال أنت تشعر بروحانية آخر الليل.. وعلى كرسيه يلقي كلماته لمعشوقة حياته ..والتي رحلت ولم تعد،وعلى الرغم من رحيلها إلى أن قلبك أنيس بذكريات تجمعها -بمذكرة على خطوط فنجانك فتبوح بها ، إن الكاتب - سلمان- عندما يكتب ينبض قلبه للإنسان الذي وهبه الحنان.. وإن لم يلمسه ولكنه يشعر به.. وإن يشعر به فهو يعشقه ، أراك أيها الشاعر تسكب في فنجانك الدموع فتخرج منه حرارة ترتشف بها كلمات.. حتى أنك لم تعد تفرق بين ليلك ونهارك أنت تناجي أطياف بصمتك وتستحضرهم لتفرشهم على بساط ذكرياتك ...تجولت في أنحاء الذاكرة واكتشفت عالم جديد في محيطك الأدبي وفي كل زاوية وجدت جمال، ومن نافذتك وجدت -روح سلمان- تغوص لتحمل الرقة واللطف والحب ،ترسم لنا ذكرى مع كل فنجان وبين زاوية أحاديثه.. بل تحمل الإيحاء التصويري، والرد التحريضي المحبب. بذاتها وبتكرارها، فتقصر المسافة بيننا وبينك بجسر يعبر لذكراك، تجسد الحاضر بخيالك ،وبثقة وحب تشير لنفسك لن تجد مع غيرك الفرحة كما هي معك، تتتغزل بالمرأة وتتتحسر لها و عليها لأنها لم تكن لك ،تودعها بالعودة لذكرى أجمل ، ثم تضفي العبير والشذى على صفحات الزمن... كل فكرة .. تبني فيها صورة.. جميلة.. لطيفة، تتلاحم مع الزمان والمكان. لا تكاد تنتقل من جملة للأخرى إلا بنظرة لا تخلو من الحب والشوق، تمتلك مساحات تمكنك في الكتابة وعلى حس فني رفيع صقيل هذا غير الترادف وحسن اختيار الألفاظ المناسبة ..معنى ولفظاً.. ولغة وجمالا..
هنيئا لنا بك فأنت تُمتع القرّاء بطرب وأُنس ..ليبقى الفؤاد بالذكرى...

لك تقديري واحترامي ..لك نخيل رياضي
خولة الراشد