04 / 05 / 2014, 57 : 07 PM
|
رقم المشاركة : [2]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
رد: سيكولوجية الخداع اليهودي
[align=justify]نتابع: سيكولوجية الخداع اليهودي
في ما يلي نعرض لهذه المحاولات الاختراقية عبر الفقرات التالية:
1ـ التطبيع يبدأ بإعادة تصدير اليهود العرب.
2ـ "يديعوت احرونوت" ومخطط التطبيع.
3ـ التطبيع بـ "البانجو".
4ـ هل تصبح “إسرائيل مكانا لتجمع الشواذ؟.
1ـ التطبيع يبدأ بإعادة تصدير اليهود العرب(12)
خبر وارد من صنعاء لا يمكنه أن يكون عابرا ونورده بالصيغة المختصرة وبالنص الذي أوردته فيه جريدة "الاتحاد الظبيانية" في عددها الصادر يوم السبت في 16/9/2000 يقول الخبر: وصلت اسرة يهودية مكونة من خمسة أفراد إلى عدن بعد غياب عنها استمر لمدة 33 سنة ولتستقر في ما كان يسمى "حارة اليهود" في منطقة "كريتر" والتي اضطروا إلى مغادرتها بعد استقلال ما يعرف باليمن الجنوبي العام 1967.
وأوضحت مصادر صحفية بان الأسرة اليهودية التي تربطها قرابة بتاجر يهودي يعمل في تجارة القات ببريطانيا تتفاوض لشراء أحد الفنادق في عدن وقد كلفت أحد المحامين للتفاوض مع ملاك الفندق. إضافة إلى نيتها شراء عقارات واراضي. وقالت الأسرة أنها أجرت اتصالات واسعة مع مسؤولين حكوميين وبعض أصحاب الشركات التجارية للترويج لبضائع “إسرائيلية في اليمن، (انتهى الخبر) وكانت "الاتحاد" قد نشرت هذا الخبر تحت عنوان "أسرة يهودية تعود إلى اليمن لشراء عقارات".
وتجيء هذه الزيارة كترجمة عملية لحملة “إسرائيلية مدروسة ظهرت إلى العلن في العام 2000، بصورة مكثفة حيث تناقلت أوساط أوروبية معنية بمسار العملية السلمية في الشرق الأوسط أخبارا، تسربت منذ بداية أيلول (سبتمبر) 2000، عن حملة تعبوية دولية شنتها قبل أسابيع جهات سياسية “إسرائيلية بالتنسيق مع جمعيات يهودية عالمية نافذة. وتتمحور الحملة حول موضوع اليهود العرب الذين غادروا البلاد العربية بدءا من العام 1948، وتتضمن الحملة عرض لوائح مفصلة بأسماء وأعداد هؤلاء اليهود وأملاكهم في كل دولة عربية. وتقول الجهات الأوروبية أن هذه الحملة “الإسرائيلية تختلف عن سابقاتها الاستعراضية من حيث تقديمها للتفصيلات ولتقديرات التعويضات بالأرقام. بحيث تقدر الجهات “الإسرائيلية هذه التعويضات في حدود العشرة مليارات دولار. ولفتت هذه الجهات الأوروبية إلى محاولة “إسرائيل طرح هذه الموضوعات بموازاة مطلب العودة الفلسطيني وتعويضاته، وصولا إلى الإصرار على إعادة اليهود العرب إلى الدول التي أتوا منها!
وهكذا تطرح هذه الأوساط الموقف “الإسرائيلي على انه مساومة تكتيكية للتوظيف في المفاوضات. لكن الأمر يبدو مختلفا من الناحية المادية، فقد تبلغت العواصم الأوروبية المرشحة للإسهام في تعويض الفلسطينيين بأنها مدعوة أيضا لتعويض اليهود العرب ودعم توطينهم في “إسرائيل.
ومرة أخرى نشكو قصورنا الإعلامي وضيق ذات يدنا المعلوماتية، لان توضيح الموقف الابتزازي “الإسرائيلي يحتاج إلى إيصال الحقائق الآتية إلى الرأي العام العالمي:
1ـ أن ما تمارسه “إسرائيل من إثارة للقلائل وللاشكالات القانونية في ما يتعلق بما تدعيه "أملاك اليهود في مصر" يصل إلى حدود التدخل في الشؤون الداخلية المصرية، وهو وضع سوف يعم ليشمل عموم الدول العربية.
2ـ أن إصرار “إسرائيل على لعب دور محامي مصالح اليهود في العالم يشدد على يهوديتها وعلى عنصريتها وينزع عنها قناع الديمقراطية الليبرالية الذي تصر على ارتدائه بعد أن تعرض للتمزق والهتك.
3ـ القصور العربي في إبراز الدور المعادي للمجتمع وللقانون الذي لعبه اليهود العرب قبل مغادرتهم للدول العربية، مستغلين أجواء التسامح التي عاشوا فيها طوال قرون.
4ـ قصور الدراسات المقارنة بين ما فعله اليهود العرب قبل هجرتهم إلى “إسرائيل وبين ما يتعرض له العرب الموجودون تحت سلطة “إسرائيل لارتكابهم مخالفات لا تذكر بالمقارنة مع تخريب اليهود العرب قبل هجرتهم. فقد مارس هؤلاء التجسس والإرهاب والنصب والاحتيال والعمليات الجرمية السياسية.
5ـ على الدول العربية أن تستجيب للتهديد اليهودي بإعادة تصدير اليهود العرب إليها بتجهيز ملفاتهم الجرمية تمهيدا لمحاكمات عادلة لهم في حال عودتهم، وتجنب مأزق مرور المدة على الجرم الاحتيال مثلا وبقاء الحق بالمطالبة بالأملاك!
6ـ مما تقدم نسأل عما إذا كانت هذه العائلة اليهودية اليمنية قد خالفت التعاليم اليهودية فتركت حارة اليهود في عدن العام 1967 دون الأضرار بالناس وبالمجتمع، والفترة الماضية ليست بعيدة ويمكن تحري طريقة الضرر الذي اعتمدته هذه العائلة قبل هجرتها.
7ـ أن عودة هذه العائلة ومحاولتها التأسيس لعمل يبرر أقامتها في دولة عربية. هي عودة ذات مغزى رمزي، فالمبدأ اليهودي هو "تسجيل السوابق" و "امتحان المستحيلات"، خصوصا أن “إسرائيل تريد بصدق وبأمانة غير معهودة فيها التخلص من اليهود العرب وإعادة تصديرهم من حيث أتوا.
8 ـ واحدة من النكات “الإسرائيلية الشائعة أن أحدهم سأل إسرائيليا: قل لي بحق لماذا تكرهون العرب إلى هذا الحد؟ فأجاب “الإسرائيلي لانهم يشبهون اليهود العرب! ولكن الدراسات الديموغرافية ـ السياسية “الإسرائيلية تشير إلى أن الأحزاب اليهودية المتشددة والأكثر عداء للعرب هي أحزاب اليهود العرب والشرقيين أجمالا، وهذا يعني استحالة المراهنة على أي إمكانية تخلي هؤلاء من عدائهم المتطرف للعرب ولمجتمعاتهم.
9ـ أن نظرة اليهود للاغيار، وللعرب خصوصا، بجعلهم يتحررون من أية قيود إنسانية وأخلاقية تجاه الاغيار، وعليه فان لهم أن يستبيحوا هؤلاء الاغيار وخصوصا عندما يكونون عربا! وعليه يصبح من الطبيعي أن تكون لعودتهم أهداف تتمحور حول تخريب هذه المجتمعات والإضرار بها على مختلف المستويات والصعد الممكنة.
10ـ لقد اظهر وزير العدل “الإسرائيلي "يوسي بيلين" نوبة من الهلع المرضي وهو يعلن نهاية الخزان البشري اليهودي، بحيث لم يعد هناك يهود متوافرون للاستيراد “الإسرائيلي. لذلك تساهلوا في استقدام مليون مهاجر روسي (65% منهم غير يهود) وكذلك يهود الفالاشا مع ذلك لم يعد هناك يهود للاستيراد، فهل تكون هذه العائلة اليهودية باحثة عن اليمنيين ذوي الأصول اليهودية من اجل تصديرهم إلى “إسرائيل؟!.
11ـ النقطة السابقة تبدو مناقضة لتوجه إعادة تصدير اليهود العرب، ولكنه تناقض ظاهري فقط. فاليهود الاشكيناز وحدهم يستحقون العيش والتمتع بالرفه الاقتصادي “الإسرائيلي. أما الفالاشا والسفارديم والروس وغيرهم فان لهم دورا وظيفيا ـ ديموغرفيا هو مواجهة الازدياد السكاني الفلسطيني. فإذا ما اصبحوا مواطنين “إسرائيليين موازين للزيادة العربية السكانية فبإمكانهم العودة من حيث أتوا. وان كان بقاؤهم يشكل دعما ديموغرفيا اعمق للحضور اليهودي. وصحيح أن هنالك ستة ملايين يهودي يحملون الجنسية “الإسرائيلية ولكن لا أحد يعرف تحديدا كم نسبة الذين يعيشون في “إسرائيل فعليا من بين هؤلاء؟ ونرجو أن لا ينساق القارئ وراء فكرة مشككة قوامها أن اليهود العرب لا يعاملون جيدا في “إسرائيل. وعليه فلا داعي لتحويل محاولة أسرة يهودية العودة إلى اليمن إلى قضية! وللإجابة عن هذا التشكيك نقول بان الأمر لا يتعلق بحالة فردية منفصلة، فقد اجتمع زعيم يهود سوريا بالرئيس السوري في 13/9/2000 وطلب منه الإذن بان يعود اليهود السوريون للاستمثار في سوريا، وهذا الطلب يعني أن إعادة تصدير اليهود العرب هي خطة مبرمجة ومدروسة على نطاق واسع.
وكنا قد آثرنا هذا الموضع في كتابنا "سيكولوجية السياسة العربية ـ العرب والمستقبلية" (ص 165-171). كما في مقالة منشورة في جريدة "الكفاح العربي" بتاريخ 22/5/1998 ودعونا في حينه للاستعداد لهذه الهجرة المضادة ومواجهتها بالدراسات والمعطيات العلمية التي تتصدى للادعاءات “الاسرائيلية” المحتملة. وأيضا لمحاولات “إسرائيل نسج واختلاق تاريخ مصطنع لليهود العرب، ونختصر دعوتنا السابقة بالنقاط الاتية:
1ـ إذا كان اليهودي العربي يفكر بالعودة إلى بلده العربي فان عليه أن لا يوكل “إسرائيل كمحامي دفاع عن حقوقه. وهو لن يعود في حال تخليه عن هذا المحامي لأنه يدرك مدى الإساءة التي وجهها إلى مواطنيه ووطنه خدمة لـ”اسرائيل”. أما أن يحاول العودة تحت ضغط الوحش الإعلامي “الإسرائيلي وأنيابه الحادة فان هذا العودة لن تكون في مصلحته. فما يجري لا يتعدى كونه مجرد تسويات سلمية وليس سلما حقيقيا، حتى أن بعض قادة الرأي في “إسرائيل يؤكدون هاجسا مفاده أن السلام يعني نهاية “اسرائيل”.
2ـ عند التصدي لأي محاولة استقراء تاريخية يجب أولا العودة إلى الزمن التاريخي للحدث. فانسياق وراء قراءة هذا الحدث بمعزل عن زمنه التاريخي يؤدي إلى فهم مشوه للحدث وللحقيقة.
3ـ فهرسة الدراسات العربية المتعلقة بتاريخ اليهود في المنطقة ومراجعة مدى احترامها للزمن التاريخي ومستوى موضوعيتها. وكذلك تحري إمكانات التوظيف والاختراق “الإسرائيليين لهذه الدراسات.
4ـ إقامة مشروع بحثي على مستوى الجامعات العربية تشارك فيه أقسام التاريخ واللغات الشرقية والاجتماع. يبدأ بتصوير المخطوطات وتحقيقها ودراستها وفهرستها، مع محاولة تطبيق ذلك على المخطوطات المتسربة إلى البلاد الأجنبية حول الموضوع. حيث لا يجوز ترك هذه المخطوطات تحت رحمة التأويل “الإسرائيلي للتاريخ.
5ـ ضرورة أجراء الدراسات لسد الثغرات التاريخية وتحديدا خلال العهد العثماني، ثم خلال بداية القرن وبعد قيام “اسرائيل”. وهذا الفترة الأخيرة هي الأكثر إهمالا من قبلنا والأكثر توظيفا من قبل “إسرائيل.
6ـ ضرورة توثيق عداء اليهود العرب لمجتمعاتهم بعد قيام “إسرائيل وتصوير هذا العداء بصور أدبية وفنية تساعد على نشر الوعي العام بهذا السلوك المعادي للمجتمع. بما يشكل وقاية للمجهور من الوقوع مرة أخرى ضحية لهذا السلوك.
7ـ العمل على التصدي لمحاولات اقتطاع الحلقات اليهودية من التراث العربي. والتشديد على أن اليهود العرب كانوا جزءا من الأمة. وكانت بلادنا ملاذا لم من الاضطهاد الأوروبي كما انهم لم يتعرضوا في أية دولة عربية للتمييز العنصري الذي يتعرضون له راهنا في داخل “اسرائيل”.
في 22/5/98 عندما نشرنا المقالة في "الكفاح العربي" كنا نرى أن هذه الخطوات كفيلة بتلقيح جمهورنا ضد محاولات إعادة التصدير “الإسرائيلية. أما اليوم وقد بدأ التمهيد الفعلي لهذه العملية فأننا نرى أن التذكير بهذه الخطوات (التي لم يعمل بأي منها لغاية الآن) غير كاف. من هنا دعوتنا إلى جمعيات ومنظمات مناهضة التطبيع لتبني هذه النقاط وملحقاتها وتحديد خطواتها العملية، ليكون هذا الموضوع واحدا من المشروعات المنظمة لمواجهة أخطار السلوك “الإسرائيلي المستقبلي. مع الإشارة إلى معارضتنا لمصطلح "التطبيع" نفسه. فاليهود لا يفكرون أصلا بالمساواة الطبيعية مع الاغيار (خصوصا مع أبناء إسماعيل العرب) وبالتالي فانهم لا يريدون التطبيع ولا يفكرون به. عداك عن أن العلاقة بين العرب وبين اليهود غير العرب لم تكن يوما قائمة إلا عبر قفازات الاستعمار بالتالي فأنها لم تكن طبيعية يوما ما.
ونظرا لانعدام فاعلية دعوتنا السابقة (الكتاب ومقالة "الكفاح العربي") وعدم استثارتها لانتباه أحد فأننا نحاول أن نطرح اقتراحا اسهل واكثر قابلية للتنفيذ. وهو كناية عن كتابة قصص قصيرة من ذكريات المعاصرين للأذى اليهودي ـ العربي ـ بعد قيام “إسرائيل. على هذه القصص تستطيع حمل تجربة ذلك الجيل إلى أجيالنا العربية المعاصرة وتجنبها الوقوع في ذات الأخطاء السابقة. فليستكتب مناهضوا التطبيع العرب هذه القصص وليخصصوا لها الجوائز ولينشروها. فقد يكون لنشرها فاعلية اجرائية غير متوقعة.
2ـ "يديعوت احرونوت" ومخطط التطبيع
تحولت الإحصاءات إلى منافس خطر للمنطق. ولما كان يسمى حتى الأمس القريب بالحس السليم. ومع سقوط المحاكمة المنطقية للنتائج، مع سقوط الايديولوجيات، بات بالامكان فبركة نتائج احصائية حسب اهواء ومصالح المستفيدين. وهنا تتحول ثورة الاتصالات إلى كارثة، فهي تعرض الناس العاديين إلى فيضانات إحصائية ومعلوماتية متضاربة لدرجة التناقض الكلي. الأمر الذي يسبب ارتباك هؤلاء الناس وعجزهم عن الإفادة من ثورات الاتصالات الإحصائيات والمعلومات وغيرها من الثورات!. مثال ذلك التناقض بين إحصائيات الأمم المتحدة والبنك الدولي حول فوائد العولمة للدول النامية. فقد نشرت هيئة الأمم المتحدة تقريرا بخسائر الدول النامية من العولمة ووجدت أنها بلغت 500 مليار دولار حيث باتت الشركات العملاقة تسيطر على 50% من الاقتصاد العالمي. وذلك أدي إلى استئثار 8 دول بنسبة 66% من التجارة العالمية بينما يلغت حصة 20% من سكان العالم 1.1% فقط من هذه التجارة. وهذا يعني أن الشركات العملاقة في طريقها لالتهام اقتصاديات الدول النامية وهذا ما يحصل فعلا اليوم. وفي الفترة عينها، نشر البنك الدولي إحصاءات تشير إلى أن اقتصاديات الدول النامية قد حققت فائدة قصوى من العولمة (انظر كتابنا سيكولوجية السياسة العربية ص 118-124).
وليس الغرض من هذه المقدمة الحديث عن تظاهرات سياتل ودافوس ومالبورن المعادية للعولمة ولا عن قمم اتحاد الدول الخمس عشرة المتضررة من العولمة. ولا الغرض تكرار عرض فكرة "الرياضيات مثلث الشواذ"، المعروضة في كتابنا الانف الذكر، بل الغرض هو عرض أسلوب “اسرائيلي” جديد لتوظيف صهيوني للثقافة الحديثة. فـ”اسرائيل” لا تكتفي بتفوقها في مجال الإعلام التقليدي وهو التفوق الذي يتابع خنق الحقوق العربية حتى تكاد تسلم الروح والقدس معا. والمثال الاحدث على هذا التوظيف “الاسرائيلي” كناية عن دراسة استطلاعية أجرتها جريدة "يديعوت احرنوت".
يتبع[/align]
|
|
|
|