[align=justify]
النص الثاني:
بح ... دح
احترتُ حقا ، كيف أصبح أديبة مشهورة ، حتى يهتم الناس بإبداعي ، كتبتُ الشعر النثري والتفعيلي، وتغنّيْتُ بالحب ، والأرض ، والمرأة ، فبادر المتنبي إلى سحب ورقة الشعر مني ، غير معترف بعضويتي وانتمائي لدائرة الشعر مطلقا ،لأني لا أمجد الملوك والسلاطين .
انتقلتُ إلى دائرة أدبية أخرى مُغلقة ، شديدة الإحكام لأن منظريها مزاجيون جداً ، منغلقون بعض الشيء ، لكن رغم ذلك طرقت الباب بقوة ،فقيل لي : الرواية ... لمن يجيد الثرثرة ، والبعبعة لا الفأفأة والتمتمة.
فركضت للحاق بأصحاب الأقلام الذهبية ذات الوميض الحاد ، فكتبت وانتقدت حتى ظننت أن حلمي أصبح حقيقة ،ليعلن بعد ذلك الناطق الرسمي باسم النقد أن النقد لقي معارضة قوية
في الخريف العربي .
ولما يئست من أمري قررت اعتزال الكتابة الأدبية بأدب وحاولت أن أعبر بالأدب عن قلة الأدب ،
فسجلت الآتي : لقد ابتدأ وقت الآلام ، وقت المرارة ، إنه عصر السخرية .
ومن الأنجع أن أمتلك لسانا زفرا ينطق بالعفونة والوساخة ، وخطابا يستعمل لغة الجسد في التعبير الأدبي بالإشارة والبصبصة والكلام المعسل الإباحي الذي يوافق كثيرا لغة دَح-بَح- الواواالإباحي المائع ، حتى أنال الرضا والقبول؟!.
فإذا كانت لغة الواوا قد أنجبت نجمة سطعت بين عشية وضحاها في سماء المجون والترف لمجرد أنها تتقن لغة شهوانية حركات صبيانية مائعة ناطقة بالبسبسة فأصبحت تتشرنق في لباس النجومية بلباس بح .
فإن لغة دح ،دح ، الدح ستُرجعها عن هذه الميوعة والإباحية ، حتى تلزم بيتها ، ولا تُفسد أبناءنا ،
ورجالنا.
[/align]