[align=justify]
النص الثالث:
(اسألوا الذباب)
جلست أقرأ كتابا عن الحرية . على مر العصور والأزمان . السجون هى السجون , المعتقلات هى المعتقلات . مررت بمعتقلات ستالين ولينين ثم معتقلات هتلر , قبل ذلك مررت بسجون ومعتقلات القرون الوسطى . وإنى لفى حيرة . فكل ما أقرأه فى ذلك الكتاب يدعو للضياع وعدم المبالاة . فكل مؤلف يكتب بقلم السلطة الحالية لعصره , بالتالى فهذا التاريخ يصعب فهمه . تاريخ السجون بالذات , تاريخ الحرية على وجه الخصوص.
بينما أنا أقرأ بقليل من الأكتراث وكثير من الضيق والسأم . انتهيت من أخر رشفة من كوب الشاى …. لحظات , رأيت ذبابة تدخل الكوب . دخلت , أخذت تتسكع على جدرانه . لا أدرى ما كانت ترنو إليه. هل كانت صاحبة مزاج ؟, تريد أن ترشف شيئاً من بواقى الشاى . كل شىء ممكن ....!!!!
لكن وجدتنى أغلق الكتاب (كتاب الحرية) , وضعته على فوهة الكوب , بذلك صنعت من الكوب سجناً ومعتقلاً للذبابة , جعلت من الكتاب باباً لهذا السجن , أخذت الذبابة تتسكع على جدران زنزانتها الزجاجيه , تارة أخرى تهبط لقاع الزنزانه لتستمرىء بعض التفل . لكنها . بين حين وآخر. تشاغب فى محاولات مستميته لتحصل على حريتها , لكن . هيهات لها . فأنا السجان . وكتاب الحرية باب ثقيل وقفل متين . فذهبت جميع محاولاتها أدراج الرياح . عبثاً لا طائل من وراءه .
وفى آخر الأمر . وجدتها تهدأ رويداً . رويداً . إلى أن استقرت تماماً. فى حالة أستسلام تام
لحظتها . شعرت بأن مدة العقوبة قد انتهت , رفعت الكتاب من على الكوب الزجاجى . لأطلق سراحها . لكنها ظلت مكانها....! لم تتحرك , لم تخرج ...... لماذا ....؟ ....لا أدرى .
لكن إذا أردتم أن تعرفوا !! . فأسألوا الذباب.......!!
[/align]