16 / 05 / 2014, 53 : 11 PM
|
رقم المشاركة : [9]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: نرجو التصويت هنا على نصوص مسابقة الأدب الساخر ( بعد الاعتذار والتعديل بسبب النقص)
[align=justify] النص السادس:
رشرش عطفك يا أمير دخل الأمير حفظه الله على بلاط أمير الأمراء العزيز حفظه الله و رعاه ، ومثل بين يديه قائلا:
يا أميرنا العزيز أطلب منكم رعايتي فأنا أمير تسري في عروقي الدماء الملكية و قد بايعني العامة من الشعب في إمارة "فاجعتان" فهل لي ببعض الدنانير التي أنعم الله بها عليكم و أعطاكم أمانة في عنقكم تردونها إلى أصحابها من الأمراء و السلاطين في ديار المسلمين عند حاجتهم؟… فإني والله أحتاجها اليوم لا لكي أشتري قصر كما يفعل غيري من الأمراء … بل حتى أشتري سلاحا أحارب به أعداء الله و رسوله لنصرة العامة من البلهاء و أصحاب الرأي و المطالب المحقة في بلاد فاجعتان ( ما بين فاجعتين) وجوارها… لعلي حينها أمد بهذا السلاح سلطاني و حدود إمارتي كما وعدنا الله عز و جل بالنصر المؤزر و الفتح المبين… و أعدكم أيها الأمير بأني حين يستتب سلطاني و ملكي سأرسل لكم من الغنائم و السبايا الكثير.
نظر إليه الأمير العزيز نظرة ارتياب وبادره قائلاً:
يا أبا تيمور… ما أدراني أن في عروقك تسري دماء الملوك و الأمراء؟… كيف لي أن أعرف أنك أمير و لست من العامة البلهاء؟… هلّ لي أن أرى شاهداً و دليلاً على دمائك النبيلة قبل أن أغدق عليك مما أعطانا الله من دنانير و أموال؟
ارتبك الأمير أبو تيمور حينها ارتباك اللصوص … ثم ما كان منه إلا أن أجاب الأمير العزيز قائلا:
أيها الأمير… لقد أعزنا الله بدماءنا الملكية و خصنا بأخلاق الملوك و صفاتهم و حسبي أننا طلاب حق لا نخشى فيه لومة لائم… و إني لأرى في تشكيكك بإمارتي قول حق يراد به باطل… لكني و الله لن أترك الغضب يأخذ مني مأخذه… و سأكظم غيظي حتى لا يقال يوما أن الأمير أبو تيمور قد شق صفوف الملوك و الأمراء فنصبح مضحكة و مسخرة بين العامة من البلهاء و أصحاب الرأي السفهاء… لهذا… سأقبل طلبك و أريك من علامات إمارتي و ملكية دمائي ما تشاء
ابتسم الأمير العزيز حينها ابتسامة ملكية صافية لا تشوبها شائبة… ثم قال للأمير أبو تيمور: والله يا أبو تيمور إني سأختبر دماءك الليلة… و ظني أنك قد دخلت داري فأنت إذا بها مطمئن و آمن… دماؤك علينا حراماً لهذا وجب علينا ألا ندع أي مخبري يأخذ من عروقك العينات لفحصها… لكني و بإذن الله أمتلك من ناصية العلم و الدهاء ما يكفيني حتى أختبر صفاء جيناتك و ملكية ما يسري في عروقك… و حين يتضح لي بالبرهان القاطع أنك أمير حقيقي و سليل ملوك… سأغدق عليك مما منّ علينا سبحانه و تعالى من دنانير كثيرة تشتري بها ما لذ لك و طاب من عتاد توسع به سلطانك الذي وعدك الله به و تحكم ما قسمه الله لك من طبقات الجهلة و العوام و المساكين و أبناء السبيل
انفض حينها الاجتماع … و تناصحوا فيما بينهم فيما بعد حول أي فريق يجب أن يربح بطولة دوري أوروبا هذا العام… ثم تناولوا ما حلل الله لهم من طيبات حتى امتلأت البطون و انتشت الأفئدة… فتوجه حينها الأمير أبو تيمور إلى مخدعه كي ينام.
حين دخل الأمير أبو تيمور إلى مخدعه وجد على سريره طبقات كثيرة من الفرش و الملاحف… فاستغرب استغرابا ملكيا و سأل الجارية… ويحك يا امرأة… ما هذا السرير الذي لا يليق حتى بعامي لا يعرف من كتاب الله و سنة رسوله شيئا!!… ألا تعرفين من أنا أيتها اللعينة؟!!…
و الله إنك لعلى ضلال مبين… ثم استل مسدسه الماكروف من جعبته و لقمه و اقترب منها كثيراً حتى يصيب رأسها فيفجره… فما كان من الجارية اللعينة إلا أن صرخت بلطف و قالت: الرحمة يا مولاي الأمير… فما أنا إلا جارية صاغرة تحت أقدام الملوك و الأمراء… و ما كنت لأفعل ما فعلت إلا بطلب واضح و صريح من مولاي الأمير العزيز… الرحمة يا سمو الأمير … الرحمة..
ابتلع حينها الأمير أبو تيمور غضبه و حنقه من الجارية اللعينة… و امتثل إلى أخلاق الملوك و الأمراء و عفى عن الجارية … ثم ما كان منه إلا أن امتثل إلى رغبة الأمير العزيز و قبل بالنوم على السرير الذي أعده له… فأخلاق الأمير الحقيقي تحتم عليه أن يقبل بما يقدمه له الأمير المضيف… و ربما هذا هو الاختبار الملكي الذي يراد منه معرفة صفاء الدماء الملكية التي يحملها
استلقى الأمير أبو تيمور على السرير المثقل بالفرش و الملاحف… ثم أغمض عينيه و غط في سبات عميق.
عند الصباح… أيقظت الجارية اللعينة الأمير أبو تيمور حفظه الله و سألته: كيف كان نومك يا مولاي الأمير؟
تلمّض حينها الأمير و استجمع قواه الفكرية الملكية و تذكر أن أخلاق الملوك و الأمراء تحتم عليه امتداح حسن ضيافة أقرانه الملوك و الأمراء دوماً و ابتلاع أي ملاحظات له على سوء الفراش ، فقال: الحمد لله الذي هدانا و أطعما ووهبنا نوماً قريراً و فراشاً مريحا … الحمد لله الذي هدانا فعدلنا بين الناس بعدله فأمننا لأنام قرير العين هانيها… آتني أيتها الجارية ببعض من الماء الزلال حتى أتوضأ و أصلي شكرا لله الذي أكرمني بكرمه و أنامني على هذا السرير الوثير
فما كان من الجارية اللعينة إلا أن ضحكت ضحكة شريرة بصوت عال لا يخلو من الفسق و الفجور… ثم نادت بصوت أجش: أيها الحرس الملكي… هلموا و اطردوا هذا الصعلوك من هنا… فدخل حينها عشرات الرجال الأشداء الذين يرتدون بدلات حراسة ملكية صافية لا لبس فيها… وأمسكوا الأمير أبو تيمور من رقبته و شدوا وثاقه جيداً
صرخ حينها أبو تيمور بصوته الجهوري: عليكم لعنة الله ، هل تأتمرون لعورة ناقصة عقل و دين؟
والله ما إن يعلم الأمير العزيز بفعلتكم هذه حتى يجز رؤوسكم كما يجز القصّاب رؤوس الخراف… ألا شاهت وجوهكم و ما أرغم الله إلا هذه المعاطس
قهقهت حينها الجارية اللعينة ساخرة منه, و مدت كلتا يداها إلى تحت مفارش السرير الذي نام عليه أبو تيمور و أخرجت بطيخة ضخمة كانت تقبع هناك و قالت: الأمير الحقيقي صاحب الدماء الملكية الصافية لابد و أن يشعر بالبطيخة القابعة تحت فراشه, أما أنت يا أبو تيمور فلست إلا شخصاً تافها عاديا من العوام و تدعي العلم و المعرفة و الملكية , لكن هيهات… خسئت أيها العامي الأبله, لن تأخذ من دنانير أميرنا شروى نقير , و سيخشوشن الحرس الملكي معك كثيراً و هم في طريقهم لطردك خارج القصر إلى الزرائب التي أتيت منها...
وقعت كلمات الجارية اللعينة على رأس أبو تيمور كالفأس القاطعة… فتنملت أطرافه و تسمرت عيناه… يا الله كيف لي أن أخطئ هذا الخطأ الفاحش… رحماك يا رب العالمين فإني والله شعرت بشيء ضخم يلاعب أسفلي و أنا نائم , كيف لم أنتبه إلى هذه الحيلة و أنا الأمير الذي بايعني الشعب على رؤوس الأشهاد أميرا!!
ظل أبو تيمور يتمتم بكلام غير مفهوم بينما قام الحرس الملكي الأصيل بترفيسه و هم في طريقهم لرميه خارج القصر الأميري الصافي… و لم يمض وقت طويل حتى أصدر الديوان الملكي الحقيقي مرسوما يعتبر فيه أبو تيمور و جبهته إرهابيين و مارقين يجب اجتثاثهم , و ليبدأ الإعلام برفع سوية الإدراك و الوعي عند العوام بتقاريرها بعد أن عبثت بعقولهم الأيادي الإرهابية… فما كان حينها من أمير المؤمنين و خليفة المسلمين الشيخ الإمام الناصر الفاتح إلا أن توسط فيما بين الأمراء ليوحدوا الصف بعد أن وعدهم بدنانير كثيرة يغدقها عليهم مما آتاه الله و رسوله من مصادر لن تروها… [/align]
|
|
|
|