النص السابع:
فى الميعاد السنوى . الذى تتسلم فيه الآلهة قربانها . تجمعت الحشود عند سفح جبل الآلهة , وصل الكاهن الأعظم . وفى يده أجمل عذراء , أوسعت له الحشود المترامية , أخذ الكاهن فى صعود الجبل ومعه الفتاة القربان . ليقدمها لرب الأرباب . القابع فى مغارة الآلهة . التى على قمة الجبل . ونظراً لأرتفاع الجبل وكثرة منحنياته . إختفى الكاهن والقربان عن الأنظار , عندما وصلا لمغارة الآلهه . دخلاها فى هدوء مقدس ..... , إغتصب الكاهن جميلة الجميلات عذراء الآلهة فى صحن المغارة , تخلص منها بالذبح .
نزل السيد الكاهن من الجبل , الحشود المجتمعة تنتظره فى ترقب ووجوم خوفا ً من أن يرفض الإله القربان , لكن الكاهن طمأنهم بأبتسامته الهادئة المضيئة وبقوله : ( بوركتم . لقد تقبل الرب قربانكم فهنيئا ً لكم رضاه .... )
– فى الأعوام التالية ...... تكرر تقديم القرابين بأنواعها المختلفة , يتقبلها الإله بنفس الطريقة وكالعادة يبتسم الكاهن الأعظم إبتسامته الرائعة الودودة ....مكررا ًً قوله : ( بوركتم . لقد تقبل الرب قربانكم فهنيئا ً لكم رضاه .... )
– فى أحد الأعوام . قام الكاهن الأعظم بزيارة تمهيدية . ليستشير الآلهة فى القربان الذى تريده لهذا العام , تجمعت الحشود أسفل الجبل فى انتظار عودة الكاهن .
– وصل الكاهن لقمة الجبل , جلس ليستريح أمام مغارة الآلهة , أخذته غفوة من النعاس , رأى فيما يرى النائم . رأى نفسه مذبوحاً تحت أقدام الآلهة , انتفض من غفوتة مذعوراً.
وهو يردد : ما هذا الذى رأيته..... !؟ الآلهه تريد دمى.... !؟ دمى !؟ دمى...... ؟!
– نزل الكاهن من الجبل . وهو فى حيرة . من تلك الرؤيا التى أذهلته . وأورثته قلقاً وذعراً لا مثيل لهما , نظرت إليه الحشود متسائلة : ماذا طلبت الآلهه قرباناً لهذا العام ؟ . فأجابهم بوجوم وأصفرار سحنته قائلاً : طلبت أن ألزم بيتى سبعة أيام , ستبلغنى برغبتها فى خلال هذه المدة .
_ لزم الكاهن بيته , تكررت نفس الرؤيا عدة مرات . كما هى . بلا أدنى تغيير , الكاهن لا يريد أن يصدق الرؤيا , كلما رآها أنتفض من نومه مذعوراً قائلاً : دمى هو القربان .... دمى هو القربان !؟ يا لسخافة الآلهه . بماذا يفيدها دمى ؟ كان من الأجدر بها أن تطلب بقرة أو ناقة أو خرافاً ......., مهما طلبت . يمكننى جمع ثمنه وزيادة من الأهالى كالعادة . وأقتنص الباقى لنفسى . كما أفعل دائماً . فأنا و الآلهة شركاء فى القربان , لكن دمى ! كيف أشاركها فيه..... ؟
– انقضت الأيام السبعة . وهو فى حيرة . بماذا يخبر الحشود المنتظرة ؟ لمعرفة رغبة الآلهة.... فالخوف من البلاء والمرض والفقر وهلاك الحرث والنسل والضرع.... هو سبب قلق الأهالى .
فغضب الآلهه لا يستهان به لو تأخر تقديم القربان إليها عن ميعاده . لذا إحتشدت الجموع مبكراً فى اليوم الثامن أمام بيت الكاهن لمعرفة القربان الذى طلبته الآلهة ...........
– أخيراً خرج عليهم الكاهن معلنا ً النبأ . بإن الآلهة لن ترضى عنكم هذا العام . إلا إذا قدمت كل أسرة ( أوقية) من الذهب . فصاحت الحشود المجتمعة بصياح الفرح . فالآلهه تكرمت أخيراً وطلبت شيئاً يرضيها , انشغل الجميع فى جمع الذهب المطلوب للآلهة , وضعوه فى صندوق كبير من الخشب , ضمخوه بالمسك والعنبر .... , ذهبوا به لبيت الكاهن . الذى استولى على الذهب لنفسه , دفنه فى باحة منزله , ملأ الصندوق بالحجارة , وضع الصندوق على ظهر الحصان .........
– تجمعت الحشود مرة أخرى لتوديع الكاهن المرتحل إلى الآلهة . كان موكباً عظيماً جليلاً مهيباً , عند سفح الجبل توقف الجميع . ليبدأ الكاهن رحلته المقدسة . وهو ممسك بلجام الحصان بيده اليمنى . تقدم الكاهن والحصان فى شعاب الجبل الصاعدة حتى اختفيا عن أعين المودعين .... شئ ما أستفز الحصان مما جعله يرفس رأس الكاهن بقدميه الخلفيتين بقوة وعنف . مما أسقطه أرضا ً. فأصطدمت رأس الكاهن بأحد الأحجار السوداء المدببة . مما أدى لشجها ونزفها لدمائها بغزارة , لم يشعر الكاهن بشئ . لأنه كان قد فقد وعيه من رفسة الحصان , خرج ذئب من بين الصخور وقبض بأنيابه على رقبة الكاهن , أخذ يجره حتى وصل لمغارة الآلهة , أكل الذئب لحم الكاهن وترك العظام للآلهة .
– لحظتها هطلت الأمطار على كافة القرى بغزارة لم تشهدها من قبل . وقتها علم الجميع بأن القربان تم قبوله , عاد الحصان إلى القرية . بعدما تخلص من حمولته الثقيلة .
– بالطبع . أصبح الكاهن شهيد الأمطار وقديس الآلهة .........
أقام الكهنة مقاماً يحمل إسمه يزوره الناس من كل حدب وصوب , تشد إليه الرحال , ينذرون له النذور , يتبركون به , يتمسحون بالمقام طلبا ً للغفران , بعضهم يطلبون الشفاء وآخرون يطلبون الإنجاب ببركته ..... مدد ..... مدد . يا سيدى الكاهن .... مدد ... مدد ... مدد !!!