عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 05 / 2014, 57 : 10 PM   رقم المشاركة : [39]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: حوارنا الأدبي المفتوح مع الشاعرة الناقدة د.رجاء بنحيدا

الأستاذة الفاضلة الأديبة هدى .
شكرا على كلماتك وتشجيعك .. وأسئلتك .


-- ما رأيك وبشكل عام بالثورة الشعبية العربية على الأنظمة ( الربيع العربي ) هل تصدقين صدق حراك العوب أم ترينها مجرد مؤامرة؟؟
- برأيك ومن وجهة نظرك هل فشل الربيع العربي ، أم أن خسارة الشعوب مجرد جولة ، وسيطول المخاض كما حدث للثورة الفرنسية من قبل مثلاً؟؟



في سؤال للسيدة نافي بيلاي، المفوضة السامية لحقوق الإنسان تتحدث أثناء الندوة الصحفية التي عقدتها في جنيف يوم 2 ديسمبر 2013 (Keystone) عن التعامل المحتشم التي تتعامل به آليات حقوق الإنسان والمجموعة الدولية عموما مع الإنتهاكات المرتكبة من قبل الأنظمة الحالية في حق الإنسان العربي أجابت السيدة : "إن الربيع العربي، رغم التساؤل المتكرر بهذا الخصوص، لم يكن فشلا، بل حقق إنجازات ومنها إزاحة أنظمة ديكتاتورية بعد أن خرج ملايين الناس إلى للشوارع للمطالبة باحترام حقوقهم الإنسانية، كما أن دولا مثل تونس وليبيا ومصر واليمن لن تعود إلى ما كانت عليه من قبل من حكم ديكتاتوري.. وهذا ما عبّر عنه الناس بشكل جليّ".
نعم ، الشعب هو من عبر عن رفضه للنظام الديكتاتوري وهذا الرفض كانت دوافعه معروفة وجليّة ، قبل أن نجدها في التقارير الدولية (مثل تقرير التنمية البشرية العربية التي أصدرتها الأمم المتحدة ) ، فغياب مفهوم الأمن الإنساني بفعل السيطرة الدولة الأمنية ( المخابرات والجيش ) إضافة إلى الوصول إلى الطريق المسدود في فسحة أمل للتغيير ، (بمعناه الشامل ) أخرج الربيع العربي،واندلعت الثورة ، في الشارع أول الأمر بأصوات شبابية لتتحول فيما بعد إلى انتفاضة شعبية .
مما دل بوضوح ، أن الجيل الجديد امتلك وعيا سياسيا بعدم قبول السلطوية المحلية المدعومة من الأنظمة الأجنبية ،فكانت ثورته كتعبير إلى التطلع إلى غد أفضل .
وقد حققت وسائط التواصل الاجتماعي المتقدمة ( التويتر وال فيسبوك ) ، وكذا التقليدية ( المنشورات المكتوبة باليد ، الأخبار شفاهية دورا حاسما في إنجاح هذه الانتفاضات الجماهيرية سواء في مصر واليمن وسوريا الذي يعود إلى دور المساجد والقيام بالصلوات خاصة يوم الجمعة وضرب مواعد اللقاء في هذا الفضاء والتجمع فيه، لأنه المكان الوحيد الذي يحضر إليه آلاف المواطنين كل أسبوع أمام شروط القمع والحصار القاسية،ولهذا كانت لصلوات الجمعة دورا كبير افي صياغة كثير من الشعارات، مثل (جمعة الرحيل) و(جمعة التحرير).
ومن أسرار قوة هذه إلا نتفاضات العربية ( رغم بعض التفاوت) غياب مجموعة من المفاهيم في شعاراتها وبرنامجها مثل مفهوم (القيادة الفردية - الإيديولوجية الأحادية - الحزب الطليعي ...) مما جعلها تتميز عن الثورات التقليدية السابقة كالثورة الإيرانية والثورة الفرنسية ،لأن الإيديولوجيات الشمولية (الاشتراكية – الإسلام الأصولي – القومية) لم تكن حاضرة وموجهة لها .
فالثورة الشعبية هي انتفاضة شعبية بكل المقاييس ، فهي لم تُنتفض بتوكيل خارجي أو بتحريض أومؤامرة خارجية أيضا ، ولكن المحرك الحقيقي لها هو ماعبر عنه الكاتب نبيل إبراهيم .في قوله :دعونا لا ننسى أن هناك من يقف خلف هذا الربيع العربي , فلنتذكر ما نشر ( ولو على خجل ), دور رجل الصهيونية المسمى برنار هنري ليفي, هذا الذي رشح نفسه لمنصب رئيس دويلة الكيان الصهيوني, فكلنا شاهدنا صوره وهو يجول ويستعرض في بنغازي.)
مثل هذه الصور وغيرها كثير وهو الذي جعل الانتفاضة تنجح في إسقاط أنظمة الحكم كخطوة أولى في كل من تونس ومصر وليبيا ،وكذلك تنازل الرئيس اليمني علي عبدلله صالح عن صلاحياته لنائبه بموجب المبادرة الخليجية.وولم يتوقف أمر الثورة و والاحتجاجات في إسقاط النظم السّياسية القمعية القائمة فقط، وإنما سعى إلى استبدالها بنٌظم ديمقراطية تحقّق ما عجزت عن تحقيقه تلك النظم الفاشلة، لتطوي بذلك صفحة الماضي المرير، وتفتح صفحة جديدة تسعى من خلالها إلى بناء تاريخها السّياسي، عبر الشراكة الشعبية الواسعة، وهذه هي الغاية القصوى من الثورات العربية التي حدثت،والمشوار لازال يستدعي مزيدا من الصبر والاحتجاج حتى يتحقق هذا البناء الديموقراطي .
فالربيع العربي نجح أيضا في قلب المعادلات السياسية ، والتي كانت سائدة لعهد قريب ، إذ حمل إلى السلطة فاعلين سياسيين جدد ، طالما حاربهم الغرب ، باعتبارهم يشكلون خطرا وعائقا على مصالحه الاقتصادية والسياسية .

- في تاريخنا القديم ، كان أجدادنا يعبدون الحكّام ويتخذونهم آلهة من دون الله، برأيك هل ما زال في نفوس شعوبنا بقايا من هذه النظرة (الديكتاتور العادل ) والأب القائد(النظام الأبوي) والمنزه عن الخطأ ، ولماذا يدافع الكثير من شعوبنا عن الحكّام ، وكلما كادوا يخرجون من الحفرة يقعون بها مجدداً ؟؟
إن تقديس الرئيس والحاكم داء قد انتشر وعمّ في نفوس وعقول مريضة ، تهوى التمجيد والتهليل ، وترضى بالذل والإهانة ، كيف لا ، وهي تقبل على نفسها غضب الله وإرضاء العبد ،
هذا العبد الذي يُنظر إليه كأنه المبجل والمنزه عن الخطأ ، فنجدهم يدافعون عنهم في حضورهم وغيابهم رغم علمهم الأكيد بحقيقة الأمور .
و تجدهم يستعملون ألفاظا مثل : لبيك سيدي ، والأمر كله لك ، .. أليس الأمر ذلا ... وعبودية ... وشركا.
فالحاكم يستحق التقدير لا التقديس ،
ولأن بناء الديموقراطية يتطلب احترام الحاكم وتقديره لا تقديسه وقد حرص الإسلام على إعطاءه مكانة ، لاتتجاوز حدود الاحترام ، كما أحاطه الله تعالى بهالة من التقدير والتكريم لم يجعلها لغيره، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَانْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ الَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ان كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة النساء: 59].
وكذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في نصوص كثيرة فبين ان للحاكم في الاسلام حرمة لا يجوز اختراقها، وحمى لا يحل اخترامه، وحقاً على الشعب لا يسمح بتضييعه والافتئات عليه، ومن الأحاديث النبوية في ذلك:
- عن عُبادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال: «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا، وعلى ألا ننازع الأمر أهله، وعلى ان نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم»)1).
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: «وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا، وبها تنظيم مصالح العباد في معاشهم، وبها يستعينون على اظهار دينهم وطاعة ربهم»(2).
وأود أن أشير هنا إلى نقطة مهمة في هذا المجال ، فالنظام الديكتاتوري الواحد هو نظام مستبد يصعب معه تحقيق .. الديموقراطية لأنه نظام. "الواحد " الحاكم الواحد ، الحزب الواحد ، الرأي الواحد ، ويصعب في ظله أي إصلاح أو تغيير لأن صاحبه هو الحاكم الواحد الذي يملك الحرية المطلقة ، في تنفيذه أو تعطيله أو إلغاءه .
ولكن -في نظري المتواضع -و مع النظام الديكتاتوري المتعدد تبقى احتمالية الانتقال الديموقراطي ممكنة ومحتملة ، بما أنه نظام غير " أحادي الرأي " ( الأحزاب - انتخابات رئاسية - برلمانية ) ،والإصلاحات في هذا النظام تتم في شكل مؤسساتية مرتبط بقرارات جماعية وقوانين موثقة يصعب معها سحب أي إصلاح أو تغيير .

كما تكونوا يُولى عليكم ) هل ترين أن الفرد بشكل عام في مجتمعاتنا يحمل تركيبة ديكتاتورية يرفض الآخر المختلف ويخونه؟
قال الطرطوسي في سراج الملوك ص197: كما تكونوا يولى عليكم . ولم أزل أسمع الناس يقولون أعمالكم عمالكم ، كما تكونوا يولى عليكم .
هي قولة تنطبق كثيرا على واقع الأمة العربية وحالها ، فالحكام هم إفرازات الشعوب ، وما يجري فيها من تخريب ودمار هو نتاج لعقلية رجعية سائدة ، وثقافة مبرمجة على رفض الآخر .. وخيانته وان اقتضى الأمر ... تدميره .
صدق الله تعالى في سورة الأنعام: " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا". (129

: دخل لبنان منذ صباح يوم أمس الأحد الخامس والعشرين من شهر أيّار / مايو ، في فراغ دستوري جديد ، لأسباب عدة ومعقدة ومتصلة بالتجاذبات الإقليمية.. لم ينتخب رئيس جديد...
السؤال: عُرض على رئيس الجمهورية المنتهية ولايته " ميشال سليمان " منذ مدة وأكثر من مرة السعي للتجديد له، لكنه رفض رفضاً قاطعاً وأصرّ أن يترك القصر الجمهوري مع انتهاء سنوات حكمه الست، لإيمانه بأهمية تداول السلطات.
- ما رأيك بموقفه هذا وسط محيط عربي لا يمكن أن تشاهدين فيه حاكماً واحداً يتخلى عن كرسيه مختاراً
؟

..
كما نعلم أن انتخاب الرئيس ميشال سليمان جاء بعد فراغ استمر حوالي سبعة أشهر ، وها هو في. صباح يوم أمس الأحد الخامس والعشرين من شهر أيّار / مايو، يغادر كرسي الوجاهة والسلطة ، والكلمة ... الآمرة ، بكلمة شدّتني كثيرا في حوار له عن الوحدة الوطنية حيث قال :
" هذه الوحدة تستوجب الانسحاب بلا تردد من ما يهددها ، وضرورة إبعاد لبنان عن المحاور و الأزمات الإقليمية ، وخصوصا الأزمة ... السورية "
إن من يملك هذه الوطنية ، وهذا المنطق الراجح ، فإنه ولامحالة ، سيكمل الثقافة الديموقراطية التي بدأها إميل لحود ، هاهو التاريخ يعيد نفسه ، في نفس المكان من قصر بعبدا يخرج الرئيس ميشال سليمان مرفوع الرأس وسط مراسم وداع رسمية مصحوبة بتصفيقات الجميع.
هذا هو التصرف الديموقراطي من رجل ديموقراطي يحترم دستور البلاد ويؤمن بالثوابت الوطنية ويطبقها ، هذه هي مواصفات المقاوم الحقيقي الذي لا تغره السلطة و الرئاسة في رفع شعار " لبنان أولا ". دامت لبنان ... حرة أبيّة ، ودام فيها السلم والأمان .

تحيتي وتقديري .


1- متفق عليه
2- جامع العلوم والحكم 117/2
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس