[زين العابدين إبراهيم]

سيدي الفاضل إننا في هذا المقام لا نرمي إلى ذات بشرية مقدسة تضفي على نفسها واحب الوجود بل إلى ماذهب إليه كل من االدكتورين جورج طرابيشي والجابري في ما يسمى بتقد العقل العربي وحول ما يعرف بإحباء علوم الباطن على النقيض من إحياء علوم العقل مما أسفر عنه إحراق كتب ابن رشد بذريعة نفس الحجة السالفة الذكر وقد أشرنا لذلك سابقا في موضوع فحوى الحوار ومقاصده لا ننعني بذلك نفي الآخر أو استبعاده فالنقد المتسلسل الصائب بين الأفكار والآراء ينشد الحقيقة ويستبعد العواطف والمشاعر الراكنة سواء حول أمير أو أجير فالذات يمكنها أن تتحدث كما تشاء وتلغو بأي لغة أرادت بخلاف العقل الذي يرجع إليه الحكم والقضاء حسب ما توفر لديه من أسباب وعلل للبث في النازلة والفصل بين المتنبي والحطيئة
ماذَا تقول لأِفْراخٍ بذي مَرَخٍ حمرِ الحواصل لا ماءٌ ولا شجرُ
غَيَّبْتَ كَاسِبَهُمْ في قَعْرِ مُظْلِمَة ٍ فاغْفِرْ عَلَيْكَ سلامُ اللّه ياعُمَرُ
أنتَ الأمِينُ الذي مِنْ بَعْدِ صَاحِبهِ ألْقَتْ إليْكَ مَقَالِيدَ النُّهَى البَشَرُ
لم يؤثروك بها إذْ قدَّموك لها لَكِنْ لأنفُسِهِم كانت بها الإثر
ولكم جزيل الشكر