[محمد توفيق الصواف]

الأخ الغالي علاء،
مبروك الفوز مرة أخرى، وأشكرك على رسالتك خفيفة الظل مثلك، وهذا رأي بهلول أيضاً الذي اصرَّ على أن يكتب لك ردّاً خاصاً به، رغبة منه في تأكيد استقلاليته عني في الرأي وحرية التعبير.. وسيأتيك رد بهلول تالياً لردي هذا مباشرة، وكلي أمل في أن يرزقك الله القدرة على احتماله..
أما بالنسبة لطلبك مني مراجعة بعض نتاجك الساخر المنشور في نور الأدب، فهو طلب يُشرِّفني، وأرجو من الله أن أكون عند حسن ظنك بي..
وأما بالنسبة لكتابة دراسة حول الأدب الساخر، فأنا عاكف على كتابتها وأرجو من الله أن أتمكن من إنجازها قريباً، كما أرجو منه سبحانه أن تكون مفيدة..
والآن، إليك ردّ بهلول:

السلام عليكم أخ علاء.. واسمح لي أولاً أن أبارك لك فوزك بالمسابقة، مع أنني ما زلت على رأيي في نصوصها، وهو أنها كلها ناشفة مثل الحياة العربية المعاصرة، أي ما فيها نكتة تقول للقلب طق، أو كلمة ترسم بسمة على الفم.. ما علينا، هذا رأيي الذي لم يعجب الأستاذ، كما ذكرتُ في رسالتي إلى السيدة هدى حول المسابقة، ولفائدتك، أدعوكَ لقراءة هذه الرسالة المنشورة على موقع نور الأدب في القسم الخاص بالأستاذ صواف، والمسمى (أوراق الباحث محمد توفيق الصواف)..
ماذا أفعل؟ هكذا حظي أن أكون تابعاً لغيري حتى في نشر رسائلي إلى المعجبين بي وغير المعجبين..
المهم.. لن أُخفي عنك أنني انزعجت في البداية عندما قرأتُ في ردك للأستاذ أنك طلبتَ منه تعليقي من رجلي... ماهذا يا رجل؟ أنتَ تُريدُ من الأستاذ أن يقسو عليك أكثر؟ ألا يكفي أن وجهه لا يضحك لرغيف الخبز؟
لكن لا تزعل، لقد سامحتك فوراً حين قرأتُ مديحك لي ورغبتكَ في تَعَلُّم فن السخرية على يدي.. لقد أخجلتني يا رجل.. الله يبارك فيك، ولا يجعلك تلميذاً لبهلول مثلي.. لكن لن أبخل عليك وعلى كل من يريد السير في طريق السخرية، بما يُلهمني به الله من آراء بهلولية، أنا متأكدٌ أنكم إذا اتبعتموها سيزداد عدد قرائكم كثيراً، كما سيزاد غضب الأستاذ منك كثيراً أيضاً، ولذلك أطلبُ منك، من الآن، أن لا تقول للأستاذ عن تلك النصائح والآراء البهلولية لأنه ضدها حتماً، وذلك لسبب عجيب لا أستطيع فهمه إلى الآن، وهو أنه يريد أدباً ساخراً يخلو مما يُضحِك، تصوَّرَ!... أدب ساخر بلا ضحك ولا ابتسام يا لطيف يا ربّ! ربما لأنه من أتباع المثل القائل: الضحك من دون سبب قلة أدب..
هل أطلت عليك؟
أعتقد ذلك.. فأنا معتاد على الحكي الكثير، والمثل يقول لا تترك بهلولاً يُمسك مايكروفون لأنه لا يعرف أن يتركه.. وقد عابت عليَّ إحدى عضوات الموقع كثرة الحكي أصلاً، لكن ماذا أفعل؟ الطبع غلبَ التطبُّع، لذلك سامحونا...