عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 06 / 2014, 55 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

القصيدة والقارئ-- بقلم د / رجاء بنحيدا .

القصيدة والقارئ --بقلم / د رجاء بنحيدا .


يقول جون كوهين في كتابه بنية اللغة الشعرية : " إن القصيدة الشعرية ... ليست التعبير الأمين عن عالم غير عادي ، إنما هي التعبير غير العادي عن عالم عادي ."١
هي تعبير مختلف في تشكيل الرؤى والعوالم ، تعبير يحطم القيود والحواجز لينطلق في تشكيل نوعي مختلف وغريب ليخلق كلمة شعرية تعبر عن كيمياء الفعل ، حيث تجتمع كلمات يصعب دمجها في عمل غير الشعر .
من هذا التحطيم المشروع والتجاوز المنظم لبنية التركيب اللغوي للجملة الشعرية ، تظهر الدلالة للبعض مستعصية غير واضحة ، متعددة الأوجه والتأويلات ، قائمة على مبدأ الإنفصال والتقطع .
حين تلج الكلمة مملكة الشعر ، تحمل معها لبوسات متنوعة حربائية تجعلها تتلون بتلوينات تختلف باختلاف مقصدية الشاعر ، فتصعب عملية التأويل ويصبح الهاجس الوحيد هو اللهاث وراء المعنى ،وتضيع فرصةاستراق لحظات التأمل والمساءلة .
كيف تُخلق الألفة بين النص الشعري والمتلقي ؟!
إن عملية الانخراط في علاقة صادقة وحميمية مع النص واقتحامه لنُعلن إطلاق سراحه وسجنه من عزلة الورق إلى القراءات المتعددة لقراء مختلفين ، تجعل الألفة قائمة وممكنة.
الشعر يخاطب الوجدان ويستطيع أن يثيره ويحرك كوامنه ، فهو قادر على تلوين القضايا الإنسانية والسياسية بألوان عاطفية وربط حقائق الواقع بالوجدان الإنساني ، الشعر شعور وتعبير من ذات مبدعة ( ذاتية أو عامة ) ، الشعر تحليق في عوالم يصعب الاقتراب منها ولكن بالكلمة الشعرية يصبح المحظور جائزا ممكنا .
والألفة تأتي من هنا ، من هذا الاختراق والتجاوز الذي يتم بواسطة قارئ متأمل يحرر النص من سلطة التفسير ، ويطلقه من سجن الورق وسلطة الشاعر الذي قال " أنا أبْصَرُ بشعري منكم" هذا القارئ المنتج الذي أصبح مدركا بأن منطق النسق المتسلط الذي يرى بأن الشعر جَمَلٌ بازل قد ولى وانتهى وحل محله منطق النسق المفتوح الذي يرى بأن الشعر ناقة ولود كلها عطاء وإنتاج،فهو نص جمع texte pluriel بصيغة مفرد ،لأنه لا يحمل في ذاته دلالة جاهزة واضحة ونهائية ، ولكنه يحتاج هذا القارئ المتأمل،المنتج أوالنموذجي كما تحدث عنه ( إمبرتو إيكو) واعتبره هو ذاك الذي يفرزه النص وتتمخض عنه القراءة مما بجعله قادرا على أن يحرر المقروء من قيود المؤلف الفعلي والقراءة الأحادية ويعطي النص حقه في التعدد والانفتاح .
فأصبح القارئ هو الوريث الحقيقي للقصيدة بعد ولادتها ، إذ يتمكن وبسهولة من بسط نفوذه على مساحاتها ،بوصفه فارسا متمكنا" لا يأتي من فراغ ولا يتحرك على فراغ ، إنه مسكون باللغة و بالنصوص وبالآخرين "٢
فالمعنى إدن هو شيء في النص بإمكانيات دلالية تنطوي عليها عناصر النص الأدبي ، وهو شيء من فعل القارئ ، يدركه ويلتقطه من داخل نسيج النص ، ليمنحه امتداده الحر خارج الحتمية الظرفية للنص.
هنا أستحضر رواية ابن جني لسر المتنبي فقال:

قال لي المتنبي يوما : أتظن أن عناياتي بهذا الشعر مصروفة إلى من أمتدحه ؟
ليس الأمر كذلك ولو كان لهم لكفاهم منه البيت ،
قلت : ولمن هي ؟!
قال : هي لك ولأشباهك ...٣-

نلمس وعيا ثقافيا مفتوحا على القارئ ودور الفعل القرائي في الصياغة الشعرية حتى أصبح الغائب أهم من الحاضر ، ولم يعد الشاعر يحتكر معانيه، ولم يعد أبصر بشعره من قارئيه ، بل صار مدركا أن القصيدة تنتقل وتتحرر وتنطلق لتصبح إبداعا متكاملا .





١-جون كوهين : بنية اللغة الشعرية . ص ١١٣
٢- عبد الله الغدامي : تأنيث القصيدة والقارئ المختلف ، ص ١٥٧
٣ نفس المرجع ص ١٣٠

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس