عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 07 / 2008, 04 : 02 PM   رقم المشاركة : [14]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: استراحة الصيف - لأعضاء نور الأدب فقط

يوميات المصيف
1- السؤال

في هذا الصباح ، و الشمس قد غادرت الأفق وبدأ لهيبها يشتد ، أمد ببصري عبر الشاطئ المترامي الأطراف فلا يبدو لي أحد .. لكني حين أمعن النظر ، يتراءى لي شيء يتحرك من بعيد وهو يقبل نحوي .. أشعة الشمس المنعكسة على صفحة مياه البحر لا تمكنني من الرؤية .. أغمضت عيني برهة ثم فتحتهما لأجد على مقربة مني شيخا عجوزا أسمر البشرة مرتديا ملاءة بيضاء.. توقف قليلا ونظر إلي ، ثم أقبل نحوي يحييني. نهضت من تحت مظلتي الشمسية أرد التحية .. صافحته بود .. ارتحت لملامح وجهه البادية طيبوبته .. عرضت عليه كرسيي ، لكنه أشار بالرفض وجلس بجانبي على الرمل تحت المظلة محتميا بها من لهيب الشمس . نظرا بعيدا إلى الأفق وقال لي :
- اليوم يبدو البحر هادئا .
أجبت وأنا أشعر بالود تجاه تلقائيته :
- نعم ليس كالأمس .. كانت الريح عاتية ..
ساد الصمت وهو لا يزال ينظر إلى الأفق ، فسألته :
- هل " الشريف " من هنا ؟
- نعم ؟
- هل أنت من هذه البلاد ؟
كان سمعه ضعيفا ولذا كان علي الرفع من صوتي ، فأجاب :
- نعم .. لكني غادرت البلاد منذ زمن بعيد ..
ثم سكت .. في نبرة صوته مرارة واضحة .. ماذا يخفي ؟ .. أطلقت العنان لخيالي ووضعت عدة احتمالات لما يمكن أن يكشف لي حقيقة هذا الشيخ العجوز الذي يخفي صدره ولا شك أسرارا ..
أعددت بعض الأسئلة الكفيلة بجعله يتحدث ، فجاءت أجوبته مقتضبة .. بل إنه أحجم عن الإجابة على بعضها . فكرت في سؤال يجعل رده مفصلا فعثرت عليه بعد عناء ..
في تلك اللحظة ، تحرك الشيخ وأخذ عكازته .. اتكأ عليها ونهض .. نظر مليا إلى البحر .. ثم إلى اليسار حيث وجهته وقال وهو ينصرف :
- مع السلامة يا بني .. الله يرضى عليك .
مشى بخطواته الوئيدة .. وابتعد حتى لم يعد يبدو منه سوى بياض ملاءته البيضاء الذي تلاشى عند الصخور مع زبد الموج .
رشيد الميموني غير متصل