رد: بين يدي الآيات // عمرو بن أم مكتوم
يا لهذا الأعمى الذي يرجو أن يكون أحسن الناس طاعة , وأفضلهم عملا , ويا لهذا القلب الذي يذوب خشية ووجلا , يسمع إبن أم مكتوم رسول الله (ص) يخبر بان " المؤذنين هم اطول الناس أعناقا يوم القيامة" فيقول : إأذن لي أن أؤذن مع بلال يا رسول الله , فإني أتمنى ان يرتفع عنقي يوم تذل لله الأعناق. ويأذن له رسول الله (ص) فيتسابق الأعمى مع بلال (ض) على الأذان , حتى أن البخاري ومسلم , أوردا في صحيحيهما أن رسول الله (ص) قال :" إذا أذن بلال الفجر فلا تمسكوا , فإنه يؤذن في غلس, وإذا أذن ابن أم مكتوم فأمسكوا" . بلال (ض) يؤذن في الغلس قبي الفجر فيسبقه , والأعمى يتوخى الفجر فلا يخطئه . طوبى للأعمى هذا التكريم , وقد شهد له النبي الكريم . سبحان من يقلب القلوب بين محبته وطاعته, وها الأعمى يغضب له في سماه الرحيم الرحمان, ويشهد له رسول الله (ص) بالطاعة والإيمان , فما أجلها من منزلة , وما اعظمه من شان .
يا عمرو يا ابن أم مكتوم,, يا أيها الأشعث الأغبر , يا أيها الصادق الأعمى , الذي به ربه قد أبر , ها قد نزل من آيات الله على رسوله ما ليس لك فيه من نصيب , ها قد أوحي إلى المصطفى الحبيب , ما أسال على خدك الدمع السكيب , ها ربك قد قال جل من قائل :" فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة, ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما " (النساء 74). أنا أبيع نفسي يا رسول الله , فكيف إلى القتال من سبيل , كيف يكون الله عز وجل هو البائع ولا أكون من المشترين ؟ :" إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة , يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون , و عدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن , ومن أوفى بعهده من الله , فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به, وذلك هو الفوز العظيم" (التوبة 111) . أنا مستعد للصفقة مع الله , لكن ما يفعل الضرير يا رسول الله , ما يفعل ضرير لم يمسك في حياته سيفا , ولا امتطى ظهور الجياد , ما يفعل ضرير قعد مع القاعدين عن الجهاد , القلب منه انكسر , والدمع من مقلتيه انهمر ... وإذا الأرض والسماوات تهتز للأعمى , وإذا الذي يسري عن الأعمى رب العباد , المطلع على ما في الفؤاد , :" لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر ,والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم , فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة , وكلا وعد الله الحسنى , وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما " (النساء 95). :" ليس على الأعمى حرج", يقولها رسول الله (ص) لعمرو بن أم مكتوم , وهو (ص) يرى لوعته , ويعلم غصته , و يعلم الباري سبحانه وتعالى أن الأعمى لا ترضيه إلا أعلى الدرجات,فيكتبها له فيما هوآت.
للحديث بقية
|