[ليلى مرجان]

أسفي

أسفي على

من عرَّب جرح قلبه

من يبكي دما بدل الدموع

من يحترق جمرا

من يعتصر الخذلان

على قلة حيلته

في اختراق كل الحدود

لتقوية الصفوف المجاهدة

الأبية على الخنوع و الاستسلام

أسفي على

وطن يُدَمَّرُ بِرحى العدو

على أرملة فقدت رفيق دربها

على ثكلى فجعت في أبنائها

على كبد تصدعت بجراحها

على أطفال رُزِئُوا في آبائهم

على شباب شمروا للجهاد

فاغتالتهم آلة الحصاد

أسفي على قلبي المخنوق

من هول ما تتجرعه أم الأوطان

أسفي على أني أنا العربية

قاصرة عن إجلاء الظلم

عن شقيقة وطني

البلاد الفلسطينية

أسفي على أني أنا الأسيرة

و هي الحرة الأبية

تأسرني قدرتي المشنوقة

لبلوغ أرض المجاهدين

لنصرة إخوتي

لمؤازرة شعب

يأبى الذل

يأبى أن يرضع من ثدي أرضه

إلا الأحرار

أسفي على بلاد العرب

التي لا تتقن سوى

الانحناء لجلادها

و التطاول على بعضها

و الخوف على مصالحها

أسفي على ... و على ... و على ...

و أنحني إجلالا للرموز الباسلة

للأباة الحماة وطنهم بشرف

للذين قهروا العدو بصمودهم

و لم يقهر شجاعتهم

بمعداته المدمرة

أنحني إجلالا

للذين اغتيلوا ألف مرة

و لم تمت فيهم النخوة العربية

للذين تستحيل قطرة دم كل شهيد منهم

إلى غيث غمام

يُنْبِتُ شجرة أبطال

يعزفون في عرس العدو

ملحمة جريئة

تستفز ثقته بنفسه

و تقض مضجعه

فطوبى لهم

و أسفي على

غارق في سباته

لم يع بعد

سياسة الغادر