الفرق بين مونديال الجزائر والعدوان الصهيوني على غزة....
الفرق بين مونديال الجزائر والعدوان الصهيوني على غزة....
عند افتتاح مونديال البرازيل والذي شهد العديد من المفاجآت السارة للبعض والحزينة للبعض الآخر كان المنتخب الجزائري هو الممثل العربي الوحيد فيه للمرة الثانية على التوالي بعد الذي شارك فيه لوحده في دورة جنوب إفريقيا 2010. ففي مونديال البرازيل التف واجتمع الكل لنصرة المنتخب الجزائري العربي الشقيق الوحيد ففرح الشعب الجزائري وكل الشعوب العربية والإسلامية بالانتصارات التي حققها الخضر في مونديال السامبا والتي شهدت تأهل المنتخب الجزائري لأول مرة في تاريخه للدور الثاني، وبعد إن انتهى المونديال جاء العدوان الهمجي على غزة فغابت كل تلك الالتحامات العربية التي شهدناها أثناء المونديال.
إن الإشكال الذي كان مطروحا بشدة هو: لماذا التف الكل مع الجزائر ودعموها ووقفوا معها من المحيط إلى الخليج في مناسبة تتعلق بجلد منفوخ تافه لا يسمن ولا يغن من جوع وتناسوا الوقوف بحق وبشدة مع القضية الفلسطينية وغزة بالتحديد.؟ أليس من الأجدر عليهم أن يراجعوا حساباتهم.؟
هناك موقف مؤسف للغاية أن تراه أو تسمعه ويتعلق ببعض رجال الأعمال الذين وضعوا الملايير في جيوب لاعبي المنتخب الجزائري إن هم تألقوا في المونديال، فعلى سبيل المثال الفنانة الإماراتية المدعوة ب: أحلام رصدت العديد من المليارات لكل لاعب جزائري يسجل هدفا في مرمى الخصوم، وهناك أيضا العديد ممن راحوا على منوالها.
ما يضحكني ويبكيني في نفس الوقت هل المونديال أهم من الحرب والإبادة التي يتعرض لها إخواننا في فلسطين، أم أنني أنا المخطأ في هذا التقدير.؟
أين هم هؤلاء البورجوازيين الآن وبعدما دقت آلة الحرب الصهيونية منازل الفلسطينيين فحصدتهم عن آخرهم.؟؟
أين أنت الآن يا أحلام ومن على شاكلتك وكل الفنانين العرب الأقحاح الذين يشعرون بالنخوة.؟؟
أين اختفيت يا أحلام فهنا نحتاجك بشدة فهذا هو المكان الحقيقي لصرف النقود ومساعدة المحتاجين فهناك من يحتاج للتبرع بالدم وللإجراء عملية جراحية و البعض يحتاج الدواء والأكل والأغطية والأفرشة...و...ووو..
وعلى درب كل هؤلاء العملاء العرب سار أيضا حكامهم، فقد أمر رؤساء بعض الدول العربية باستضافة المنتخب الجزائري في بلدانهم لأنه شرف العرب ورفع رايتهم عاليا وأرادوا أن يخصصوا له مبالغ مالية طائلة جراء الانجاز الكبير الذي حققوه في المونديال مؤخرا.
لماذا لا يقدم هؤلاء الحكام العرب الخونة هاته المساعدات التي أرادوا تقديمها للخضر لإخواننا في غزة والذين هم في أمس الحاجة إليها بدل تقديمها للمنتخب الجزائري الذي هو في غنى كلي عنها.
لقد خرج الشعب العربي تقريبا في كل البلدان العربية فرحا ومبتهجا للانتصارات والنتائج المبهرة في هذا المحفل القاري، ولا نكاد نجد خروجا مماثلا لهؤلاء الشعوب العربية أو أعظم بكثير تنديدا بالتقتيل والتهجير والحرق والقصف على إخواننا في غزة..؟
أليس من العيب ان نشاهد دولا غير عربية تقف إلى جانب فلسطين على شاكلة: التشيلي، وبوليفيا، والبرازيل، ولوكسمبورغ، وبلجيكا.......الخ
في حين أننا لم نحرك، ولن نحرك ساكنا...؟؟
للإجابة عن كل هاته الأسئلة سنجد الإجابة في العنوان وذلك من خلال أن هناك فرقا شاسعا بين التحام الشعوب العربية فيما بينها في أمور تافهة ككرة القدم مثلا ولا نجد هذا الالتحام والتضامن العربي مع الشعب الغزاوي..
بكل صراحة لا وجود للنخوة بل ماتت ودفنت ولا وجود لرؤساء دول وقادة يمكن الاعتداد بهم اللهم ما عدا الخونة والعملاء وحكام طاغية ركبوا رؤوس شعوبهم بالذل والقهر والزجر.
للأسف الشديد بعض الدول العربية أدارت ظهرها لغزة وزادت من معاناتها وتجويعها وحصارها وجعلها تموت ببطئ، والبعض الآخر من الدول العربية اكتفى بموقف المتفرج..
أنا لست ضد كرة القدم ولست ضد تحفيز لاعبي المنتخب الجزائري بالأموال جراء الانجاز التاريخي والبطولي لهم في كأس العالم، ولكني أنا ضد أن لا يبالي هؤلاء العرب بمن هو أحق بصرف هاته النقود هل المنتخب الجزائري أم شعبنا المسكين في غزة...؟؟؟
فالكل تهافت وتسابق من اجل الشهرة لا غير لاستضافة المنتخب الجزائري وترصيعه بالأموال وأدار ظهره لفلسطين الجريحة، أي عرب انتم، أي شعب أنتم، ومن أي كوكب أنتم، ومن أي أرحام نشأتم وولدتم ومن أي أثداء رضعتم.....بكل بساطة رضعتم الذل والقهر فعشش حكامكم الطواغيت على رؤوسكم فخربوا عقولكم وفرخوا في عقولكم....
--حسبي الله ونعم الوكيل---حسبي الله ونعم الوكيل، رحم الله صلاح الدين الأيوبي، وهواري بومدين.......انتهى.
عبد المالك الصادق.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|