(17)
الولادة
كانت الولادة تتم علي يدي القابلة (الداية أو الولاّدة)، وكان في ((شعب)) عدة دايات منهن الحجة وردة الشاهين (حسين شحادة)، آمنة الحسنا (شحيبر)، وفاطمة المسلمانية (هي لبنانية مسيحية قيل أنها من قرية رميش، حضرت إلى القرية مع ابنتها وأسلمت وتزوجت عبد محمد الخطيب).
وقد كان آخر من ولد من أهل القرية أثناء النكبة: ريا العلي (أم فيصل شحيبر)، ولد ابنها عمر شحيبر في حقول الزيتون التي اختبأ فيها الأهالي أثناء الكر والفر على القرية. ثم تبعتها أمها زهرة الخالد التي ولدت في مجد الكروم، ابنها عبد العزيز علي، وقد بقيت بعد النكبة في مجد الكروم وتوفيت مؤخراً في عام 2002.
أما أصعب الولادات فكانت لزوجة فياض الحاج حسن، فقد ولّدت لبيبة ابنها أحمد فياض الحاج حسن في "طلعة الجرف" (أثناء النزوح عام 1948).
ولأهمية المولود الذكر في مجتمع الفلاحين، كانت تأخذ الداية أجرها زيادة إذا كان المولود ذكراً، فيزيد الأجر بالهدايا من الصابون والحلو. أما إذا كان أنثى فإن مما ورثه أجدادنا عن الجاهلية من عادات جبّها الإسلام أن يسود الصمت والعبوس إذا كان المولود بنتاً. وكان أكثر من يتأثر بالهدايا هو أم المولود فتكثر هداياها عندما تلد ذكراً.
وقد كانت هدايا الأقارب لأهل المولود تتركز على الطعام من اللحم والدجاج وغيره، كما تتضمن الهدايا قطع القماش، وكثيراً ما كانت تدس قطع القماش مع الطعام المرسل إلى أهل المولود.
وكانت تتم الولادة في البلد كالتالي:
بعد الولادة وقطع الحبل السري، يحممون المولود الجديد، ثم يلفّونه ويقمّطونه ويربّطونه، وفي اليوم التالي والثالث والرابع يملح المولود من دون حمام، وفي اليوم الخامس يغسلونه ويكحلونه. وفي اليوم السابع يتم طهور المولود الذكر.
ويغنون لها بالمهاهاة:
آييها يا ناس صلوا ع النبي
آييها والحلوة جابت صبي
آييها والمبشر يبشر أبوه
آييها يقرا مولد للنبي
ومنها أيضاً:
آييها جابت صبي يا حراير
آييها شوشتُه بأربع جدايل
آييها إمه فلسطينية
آييها أبوه ركاب الأصايل