03 / 10 / 2014, 33 : 10 PM
|
رقم المشاركة : [4]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
رد: عيد شهيد خلف عيد شهيد - كل عام وأنتم بألف خير- هدى الخطيب
[align=justify]أخواتي اخوتي الغوالي
كل عام وانتم الى الله اقرب وعلى طاعته ادوم ومن الجنة ادنى واقرب وعن النار أبعد ولفعل الخيرات اسبق و لسنة نبينا وسيدنا محمد (صل الله عليه وآله وسلم) الزم ولحب اتباعه اصدق. كل سنة وانتم طيبين وأطال الله أعماركم فى طاعته....واسعدكم بدخول جنته وجعلكم من عتقائه فى هذه الايام المباركة
لقد رأيت المرارة وقرأت الحزن الدفين في كلمات وعبارات وأحاديث الأهل والأصدقاء،
وهذه حالة فاضلة من حيث صدق الولاء لهذا الدين ، وعمق التفاعل مع جراح الأمة وآلامها ونكباتها .
لكن تعديل المزاج بجرعة من الفرحة الغامرة ، والضحكة الصادقة ، واستعادة البراءة الطفولية قد تعيد تشكيل النفس، وتجدد عزيمتها وترفع همتها ، ومن الحكمة البالغة القدرية أن الله _تعالى_ غشَّى المسلمين النعاسَ حين احمرت الحدق، واشتد الخوف وأصابهم القرح في أحد، فكشف به عنهم غائلة الشر، وأعاد به إليهم السكينة والرضا والاطمئنان .
إن العيد جزء من نظام الأمة الرباني ، يصل ماضيها بحاضرها ، وقريبها ببعيدها ، ويربي ناشئتها على الانتماء الحق لها ، ويربط أفراحها بشرائع دينها ، التي هي معراجها إلى الكمال والقوة والانتصار .
وليس يحسن أن تجوز عليه المتغيرات فينسى الناس كونه عيداً ليتحول عندهم إلى مناحة.
لنفرح بالعيد ، كما هي سنة الأنبياء ، وهانحن نلتقط خيط الأمل من نقطة ضوء تلوح في آخر النفق ... يقدحها طفل فلسطيني برمية حجر، ، أوعامل دؤوب في حقل من حقول الإصلاح والبناء والتعمير والإحياء .
يوم العيد يوم الإخاء والسلام والمحبة ، يوم التصافي والتواد والاجتماع والتراحم ، يوم تظهر فيه خصائص المجتمع المسلم الواحد بشتى صورها وتداخلاتها .
هذا العيد الذي يمر علينا مرتين في السنة ، هل نحن فعلاً قدرنا هذه المناسبة العظيمة، واستشعرنا كل ماتحمله من وقفات وإشارات لا تكرر إلا مرتين في السنة .
عيدان عند أولي النهى لا ثالث ....... لهما لمن يبغي السلامة في غد
الفطر والاضحى وكل زيادة ........ فيها خروج عن سبيل محمد
لماذا لا نفرح ونتفاءل بالعيد؟
أبادلكم التهنئة بالعيد المبارك ، جعلها الله لنا ولكم ولكل المسلمين أفراحاً موصولة . هكذا العيد أيها الأحبة ، أفراح ومباهج وصفاء ونقاء ،
"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون" .
فلتتصافح القلوب ، ولتتصاف النفوس ، ولنجدد ميثاق الإخاء الإسلامي بين أولياء الله وحزبه من أهل "لا إله إلا الله محمد رسول الله" تعاوناً على البر والتقوى ، وتواصياً بالحق والصبر ، ونصرة للظالم والمظلوم ، فلن يذوق طعم الفرح بالعيد قلب تأكله الأحقاد ، أو ضمير يسكنه الغش ، أو نفس يتلبسها الهوى .
ولنحلم بغدٍ مشرق تلوح تباشيره في الأفق البعيد ... فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!
إن لبلوغ الأمل المنشود على الصعيد الفردي والأممي فرحةً أخرى تختلف في مباهجها وطعمها عن فرحة العيد الراتبة المألوفة.
وقد علم الله الحكيم أن الأمة ستركب طبقاً بعد طبق ، وستأخذ مأخذ الأمم قبلها في التفريط ، والاتكاء على الماضي العريق ، والتخاذل عن الواجب ، وستضر بها أزمات ومحن ومصائب، وشرع لهم _سبحانه_ أن يفرحوا بعيدهم ، شكراً على تمام العبادة ، والهداية إلى الشريعة "ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون" .
ونأى الرسول الهادي _صلى الله عليه وسلم_ بالمسلمين عن موافقة أهل الشرك أو أهل الكتاب في أعيادهم ورسومهم ، لا ليدع المسلمين دون عيد وفرحة ، ولكن ليخصهم بهذين العيدين الكبيرين المرتبطين بالتعبد صوماً ، أو حجاً ، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى .
لقد أدركنا العيد هذا العام ونحن هدف مغرٍ للمغامرات الأمريكية واطماعها، وتفتحت شهية الأحلاف للضرب ذات اليمين وذات الشمال ، ومحاكمة الثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي وإدانة المجتمعات المسلمة ، والتدخل المباشر لتغيير مناهج المسلمين وأفكارهم وإعلامهم واقتصادهم .
لقد أرشدنا _صلى الله عليه وسلم_ وعلمنا كيف يكون التفاؤل في أقسى الظروف والأحوال، فهاهو _صلى الله عليه وسلم_ وهو يحدث عائشة - رضي الله عنها- ويجيبها عن سؤالها : هل مرّ عليه يوم أشد من يوم أحد، فقال:" لقد لقيت من قومك - وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة- إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا بـ( قرن الثعالب ) فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلّتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني ، فقال: " إن الله _عز وجل_ قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، قال : فناداني ملك الجبال، وسلّم علي ، ثم قال : يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت ؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال له الرسول _صلى الله عليه وسلم_:" بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً" رواه مسلم .
أي تفاؤل أعظم من هذا التفاؤل ؟ يخرج هائماً على وجهه من شدة ما يلاقي من قومه، ومع ذلك يقول لملك الجبال تلك المقولة . إنها تدل على قوة إيمان، وثقة بالنصر، وبعد عن اليأس ، وأمل مشرق ، وتفاؤل لا يحدّه حدّ ، فلم تكن تلك الظروف المحيطة به - مع ما فيها من آلام وأحزان- لتحول بينه وبين هذا الأمل، واستشراف المستقبل، وحسن الظن بالله.
إنه قد خرج عن الدائرة الضيقة التي يعيش فيها إلى الأفق الرحب ، والأمل الواسع، والتطلع إلى المستقبل بثقة لا تعرف اليأس والقنوط .
إننا بحاجة إلى أن نربى الأمة على التفاؤل الإيجابي، الذي يساهم في تجاوز المرحلة التي تمرّ بها اليوم ، مما يشدّ من عضدها ، ويثبّت أقدامها في مواجهة أشرس الأعداء، وأقوى الخصوم؛ ليتحقق لها النصر _بإذن الله_
والتفاؤل الإيجابي ، هو التفاؤل الفعّال، المقرون بالعمل المتعدي حدود الأماني والأحلام .
والتفاؤل الإيجابي، هو المتمشّي مع السنن الكونية ، أما الخوارق والكرامات فليست لنا ولا يطالب المسلم بالاعتماد عليها ، أو الركون إليها ، وإنما نحن مطالبون بالأخذ بالأسباب وفق المنهج الرباني .
والتفاؤل الإيجابي هو التفاؤل الواقعي الذي يتّخذ من الحاضر دليلاً على المستقبل دون إفراط أو تفريط ، أو غلوّ أو جفاء .
والتفاؤل الإيجابي،هو المبنيّ على الثقة بالله ، والإيمان بتحقق موعوده ، متى ما توافرت الأسباب، وزالت الموانع " ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض " .
والمتأمل للواقع اليوم يرى من المبشّرات مالا يستطيع جاحد أن ينكره، وصدق رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ : " ولكنكم تستعجلون" .
وتأمّل معي هذه البشرى " لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم".
عيد أضحى مبارك.. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وغفر الله لنا ولكم
وكل عام وأنتم بخير
[/align]
|
|
|
|