[د. محمد رأفت عثمان]

بسم و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
أخي المسلم : ربما لم تنتبه لنعمة الحرمـان و ظننتها بلاء و شراً مستطيراً , و أنك ما أصبت بها إلا لأنك تعيس منحوس , مشؤوم و منك ميؤوس , لا يا أخي , ما أتتك نعمـة الحرمـان إلا لتطرد خلة الكبر و النفاق و الفسوق و الكفر , و ليجنبك الله بها شروراً كنت ستقع فيها , و ليظهر معدنك و يشغلك به محبة منه لك و شوقاً لكلماتك و تضرعاتك , رفعاً لدرجاتك و تعظيماً لأمرك , ليطهرك من شهوات لا ترضيه و نزوات تؤذيك و لا تؤذيه , لتصفو روحك و ترى الحقيقة بعين بصيرتك لا بعين بصرك , تذرف بها الدموع تطهراً من ذنوبك , و تقرباً إلى مولاك , تملأ وقتك بالدعاء و الاستغاثة و المناجاة فيمتلىء ميزانك بالحسنات التي ما كانت لتكون لو كنت في نعمـة نعماء و راحة مسكرة رغداء .
اللهم لك الحمد حمد الذاكرين الأوابين التائبين المستغفرين , حمد الأنبياء العارفين و الصديقين و الصالحين , حمداً يليق بجلالك و عظمتك و كمالك يا أرحم الراحمين .

الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق –آخر تعديل5تشرين1 2014