[علاء زايد فارس]

معارضة حماس لاتفاق أوسلو ،

بداية معرفتي بحركة الإخوان في فلسطين " حركة حماس " كانت في السعودية، وكانت تحديداً حينما وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو مع إسرائيل في مطلع التسعينات، وعارضته حركة حماس، وقد كنت وقتها طفلاً !
وبما أن كل من كانوا حولي صفقوا لمنظمة التحرير وللاتفاق الذي فهمت وقتها أنه إنجاز وطني كبير وليس خازوق تاريخي، فقد فهمت منهم أن حماس تحاول تدمير أي إنجاز فلسطيني، وأن حماس هي صنيعة الموساد الاسرائيلي لتدمير منظمة التحرير الفلسطينية، مع مع أن حماس ناضلت في الانتفاضة الأولى، كان يفهم من نضالهم أنه موجه لسرقة مكانة منظمة التحرير، وبدأت كراهيتي العمياء لحركة حماس، وشعرت أنها حركة شيطانية شريرة تحاول تدمير القضية الفلسطينية، وأن منظمة التحرير هي طوق النجاة الوحيد للشعب الفلسطيني من هذه الحركة الشريرة...

حصل التناقض الأول في منطقي، حينما شاهدت قيادات من حماس أبعدتها إسرائيل في منطقة اسمها مرج الزهور في جنوب لبنان، وكانوا يعانون من البرد والصقيع، كان مشهدهم مؤثراً جداً في نشرة الأخبار التي كان يبثها التلفزيون السعودي ولم نكن وقتها نعرف القنوات الفضائية، كنا نتحمل كثيراً قرف المراسم الرسمية للأمراء وطول المدة حتى نسمع أخبارهم ورسالة المبعدين اليومية...
كنت أتساءل؟؟
من هم يا ترى ؟؟
ولماذا أبعدتهم إسرائيل بهذه الطريقة الوحشية؟؟؟ ولماذا تخلى العرب عنهم ؟؟
كنت يومياً أتابع أخبارهم وكان عندي تشويش ذهني تجاههم وبدأ وقتها الفضول لأعرف عنهم أكثر...
كان لدي معلم فلسطيني يدرسنا اللغة العربية وهو متدين، كنت أراه في بعض المجالس الفلسطينية يدافع عنهم باستماتة، ولكن مؤيديهم كانوا قلة قياساً بمؤيدي منظمة التحرير في ذلك الوقت ...

حماس كانت تقول عن اتفاق أوسلو خازوق ، ومنظمة التحرير قالت عنه انجاز تاريخي، وقتها صدقنا المنظمة وكذبنا حماس!
وبعد سنوات طويلة، عرفنا لمن كانت البصيرة السياسية، ومن كان يعاني من العمى السياسي ؟؟!

خرجت جماهير كبيرة في الأرض المحتلة احتفالاً بالاتفاق، وذبحت العجول والخراف للقادمين من الدول العربية لتطبيق اتفاق أوسلو، وسجن أعضاء حماس مباشرة وقد كانوا دكاترة جامعات ...
دكتور عبد العزيز الرنتيسي، دكتور ابراهيم المقادمة ، دكتور اسماعيل أبو شنب، ......
وكان المبرر الموجود وقتها، أن هؤلاء يساعدون إسرائيل على التهرب من التزاماتها تجاه إقامة دولة فلسطينية...
هم السبب في الاستيطان ...
هم السبب في تنصل اسرائيل من المرحلة الثانية لاتفاق اوسلو
ولم نكن نعلم وقتها، أن اتفاق اوسلو لم يكن فيه أي بند يتحدث عن وقف الاستيطان أو إقامة دولة فلسطينية على حدود واضحة...