[align=justify]
تحية ثقافية مُحبة نورانية عطرة
أحياناً في الآونة الأخيرة - أستغربني - وأستغرب انفعالي وأكاد لا أعرف نفسي عند بعض المواقف..
أخشى على نفسي في هذا الزمن كما يخشى معظم الناس ، وسط كل ما يحل ويحدث، من أن يغيرنا كل هذا الاحتقان من حولنا من الفضائل إلى الرزايا..
بين كل فضيلة ورزية خيط رفيع، كثيراً ما لا يكون واضحاً فنقع في المحظور وقد نخسر قيمنا ومبادئنا الذي نرجو دائماً كمثقفين ألا نقع بها..
أتمنى أن نبحث جيداً ونضع تعريفاً لبعض الفروق الهامة التي نخشاها وسط كل هذا الجحيم الذي نعيش واللغة التي ينبغي أن ننطلق منها ونتمسك بها.
كيف لا نقع ولا نجيّش أقلامنا للوقوع في أفخاخ العصبيات المتفجرة من حولنا ، العرقية والطائفية والمذهبية والقطرية إلخ...
برأيك أيها المثقف كيف تعرف وتعرّف الفرق بين الانتماء الوطني وبين العنصرية؟
بين الانتماء للطائفة والتعصب الطائفي؟؟
بين المذهبية وحماية المذهب الذي تنتمي له حين يكون مستهدفاً؟؟
إن كنت تنتمي للمستهدف والمظلوم ، فأنت كمثقف تقف اليوم في أخطر موقع على الإطلاق
كيف نسير داخل الخطوط ولا نتجاوزها فنقع بالمحظور؟؟
إذا أردت أن أعرّف بانتمائي وتفاصيله أقول:
أعتز بعروبتي ومستعدة أن أحميها بكل ما أملك وأضحي من أجلها لكني لستُ عنصرية تجاه القوميات والأعراق الأخرى
أنا مسلمة وأعتز بإسلامي لكني أحترم معتقدات كل الناس ولا أتعصب لطائفتي
سنية على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان ، ألتزم الوسطية في نهجه ولا أتعصب ضد المدارس والمذاهب الأخرى، اللهم سوى التي في حقيقة الأمر تتستر بالدين لتسيئ له
حسناً.. في مثل هذا الزمن وبما أن المستهدف - نحن - عنصري وطائفتي ومذهبي تحديداً ، إذا كيف أحمي نفسي أمام كل هذه الأهوال وأحتفظ بسماحتي وقيمي كما هي؟؟
كيف لا أسمح للكراهية أن تتسلل وتحل مكان المحبة في نفسي
كيف أربي أولادي على هذه القيم وكيف ككاتب مثقف أحافظ عليها فيما أكتبه متوجهة به لعموم الناس؟
كيف أحافظ على توازني حين يفترى عليّ كعرق ودين ومذهب؟
وسط هذه المعطيات الحالكة كيف أربّي نفسي وأقوم أي اعوجاج يطرأ عليها باستمرار - ولا يختل توازني الإنساني - وكيف أتوجه لغيري في سبيل الحفاظ على القيم الأصيلة نبيلة كريمة؟؟
إن لم يستطع المثقف فمن يمكنه حماية الشباب من الوقوع في براثن عصابات مارقة تتقنع باسم الدين لهدمه؟
مشكلة المشكلات أن نفهم ونعرف كيف نتحكم بعواطفنا الفطرية ونهذبها وكيف نتوجه وكيف ننظم أفكارنا ، حتى لا يقع أبناء هذه الأمة بين أنياب من تم تشكيلهم أساساً لاختراق الأمة والطائفة الأكبر فيها في سبيل تفكيكها داخلياً.
بالتأكيد....
أنا غير ملزمة أن أتنكر لقوميتي والانتساب لها حتى لا أكون عصبية
أنا غير ملزمة أن أتنكر لديني والاعتزاز والتمسك به حتى لا أكون طائفية
أنا غير ملزمة أن أتنكر لمذهبي وكرامته وأقف مع من يعاديه ويعمل على تشويهه حتى لا أكون مذهبية
لكني بالتأكيد أريد أن أكون إنسان صالح لا يشعل النيران ولا يساهم في إشعالها
صعب جداً أن نمسك العصا من وسطها في مثل هذه المرحلة وعسير جداً أن نعتز ونتمسك بما ننتمي له دون الوقوع في حفر جهنم المفتوحة
مهم جداً أن نعرف ونضع منهج واضح صالح نسير عليه لنكون ماء تطفئ النيران وصلاح يجمع ولا يفرق ولا نسمح للشر من حولنا أن يستفز الخير في أنفسنا ويؤذيه.
أرجو من الجميع المساهمة حتى نصل لنتيجة في وضع منهاج سليم نسير عليه ولا نفقد توازننا ونهوي كما يهوي كثير من الناس على مختلف الأطياف والأطراف.
بانتظاركم
[/align]