[د. رجاء بنحيدا]

ما نسجله ونلاحظه يوميا أن الاتباع و الانتساب إلى جماعة معينة أو مذهب معين أو طائفة محددة يُترجم إلى فعل سياسي وقوة سياسية تطالب بنصيبها الأكبر وحصتها الأوفر في ( الدولة )فتضحى الطائفية لونا من ألوان العصبيةحين تسعى إلى تحقيق هدفها وإكساب ما تعتبره حقا من حقوقها مقابل الإضرار بحقوق الطوائف الأخرى واستعمال أسلوب تجاهلي تعصبي.
لكن حينما يتعلق الأمر بالاعتزاز بالدين الحق والتمسك به بلين والتعامل مع المذاهب الأخرى والأديان بوسطية واعتدال بدون عصبية ولا تشدد فلاجرم ولاغروأن المسافة بين الانتماء وبين مفهوم الطائفية تبقى متوازنة ومعقولة .
فالاعتزاز بالدين والوطن والهوية هو شعور صادق نحبّ ُ أن ننقله إلى الآخرين بشتى الطرائق والوسائل ونُجسده في معاملاتنا وفي خطابنا وفي كتاباتنا
فهو شعور لايُشترى و إحساس نبيل نابعٌ من القلب ، عماده حسن التربية وهذا (مربط الفرس ) لأن التربية على حب الدين وعدم التشدد والتعصب والانفتاح والتفاعل الإيجابي مع كل الأديان والأطياف هو عمل يتطلب الكثير من الجهد والصبر وغض الطرف .. لكنه في وقتنا الحالي أصبح شبه مستحيل ... بل مستحيلا ..
فما نشاهده من اقتتال طائفي وصراع سياسي ((ذو ذريعة طائفية مذهبية)) ... هو نتيجة للنهج الأحادي المتعصب وعدم الإيمان بالمنهج التعددي والتعددية والاعتراف بحق المجموعات.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم